الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل .. الوصول إلى تكتيك الضربة مجهولة الهوية

جاسم محمد كاظم

2019 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



كثيرا ما صرح قادة إسرائيل من الصقور بان عقيدة إسرائيل الحربية يجب أن تنبع من داخلها تبعا للظرف المحيط فهي ليست إستراتيجية غربية أو شرقية بتقليد أعمى للغير .
وفي غضون عشر سنوات من التأسيس استطاعت العقلية الإسرائيلية أن تصنع لنفسها أسلحتها الخاصة و المفضلة بدئا بالطائرة ما كفاير إلى الدبابة ميركفا عديمة البرج حتى استغنت في آخر الأمر عن السلاح الخفيف لجنودها بالبندقية الهجومية الخارقة تافور المحلية الصنع .
والذي يرى إسرائيل على الخريطة بعيون عقلية العسكري المتخصص يدرك بان هزيمة هذه الدولة من السهولة بمكان لأنها تمثل جيب بسيط يسهل احتلاله وخرقة بسهولة تامة لتطويقها بالأعداء من كل الجهات .
ويعلم قادة إسرائيل علم اليقين بان مشكلة إسرائيل الإستراتيجية تتمثل بأنها بلا عمق دفاعي يستطيع حمايتها من ضربات الأعداء فبإمكان مدفع بعيد المدى من عيار 130 ملم أن يصل لأبعد نقطة فيها لو أنة أطلق نيرانه من أية نقطة قرب حدودها الإقليمية .
ومع وصول الحرب إلى تقنيات استخدام الصواريخ البعيدة المدى والموجهة بدقة والطائرات الحديثة المسيرة والنيران الكثيفة تكون إسرائيل في العرف العسكري منطقة ميتة أو ساحة عمليات وكلها تقع تحت تسمية الأرض الحرام نظريا .
لكن كل هذا لم يحدث أبدا في الواقع ومع أول بدايات المواجهة مع العرب بعد إعلان تأسيس إسرائيل بيوم واحد فاجأت إسرائيل العالم بأنها تستطيع تجنيد ما يقارب ال20% من شعبها واستطاع مليون إسرائيلي مواجهة 100 مليون عربي والتغلب علية .
وانتظر العرب فرصة أخرى من التاريخ لضرب إسرائيل ومسحها من الخارطة بعد تغيير موارد الأسلحة من الشرق وظهور الدولة الوطنية .
وخاب ظن المنظرين العسكريين من العرب بعد أن أثبتت دبابات السنتريون والباتون الأميركية تفوقها على التي 55 الروسية واتبعت إسرائيل في مواجهة العرب هذه المرة أسلوب القتال الليلي والخرق ألعملياتي وأسلوب الضربة الجوية الصاعقة لشل القوات في أماكنها ثم الخرق الطويل بأسلوب أرتال المدرعات لتدمير القوات المحاصرة بسهولة تامة .
وأكثر ما وصل إلية العرب بأنهم حققوا التوازن مع إسرائيل بعد دخول الجيش العراقي كطرف مواجهة قوي للغاية في حرب تشرين ليأخذ التاريخ بعد ذلك مسار آخر بحلول العقد الثمانيني.
دمرت إسرائيل مفاعل تموز العراقي بضربة ساحقة في السابع من حزيران عام1981 وبقيت الضربة الإسرائيلية مجهولة الهوية وبعيدة عن حسابات القيادة العامة العسكرية العراقية وظنتها في أول الأمر غارة إيرانية حتى أعلنت إسرائيل عن ذلك الأمر وأعقبتها بضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة التونسية في الأول من أكتوبر لعام1985 في احد أهم اجتماعاته الخاصة .
اليوم وبعد 40 عام تعود إسرائيل إلى تكتيك جديد لضرب الأهداف المعادية البعيدة عن حدودها بآلاف الأميال بأسلوب الخيال العلمي كما في أفلام هوليود .
ومن شدة ذهول الخصوم وعدم إدراكهم لهول الصدمة تبقى حساباتهم بعيدة عن ارض الواقع فتصبح الأسباب الأولية للانفجار بسيطة للغاية تتساير بالتوازي مع عقليتهم الساذجة كتماس كهربائي أو عمل تخريبي من قبل الخصوم .
لان كل تقنياتهم لا تستطيع اكتشاف السبب المجهول نظرا لعد تمكن الرادارات أولا من اكتشاف الجسم الطائر وتحديده بدقة - من أين جاء والى أين ذهب –
وهكذا تحقق إسرائيل نبوءة موشي ديان بأنها ستبقى دائما متفوقة على جيرانها بمدى زمني مقداره قرن من الزمان إلى الإمام حتى وصل الأمر في نهاياته إلى جعلهم في حيص بيص من أمرهم وكأن الضربات القاتلة تأتي من العدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطائرة أطفأت اللمبة
بارباروسا آكيم ( 2019 / 8 / 23 - 11:51 )
اتذكرت وزير الدفاع السوداني
لما قصفت إسرائيل مصنع في السودان

فقال بأن الطائرة كانت قد أطفأت إضائتها قبل أن تقصف و انه لا أحد بلغنا
!!!

و إنه يجب أن نؤسس للدفاع الجوي بالنظر !!

طبعاً أنا لم أفهم حينها ما يعنيه هذا الجهبذ
و لا عن أي إضائة يتحدث هذا الخرف

و لكن المرة الجاية ارجوا من الإخوة الإسرائيليين تبليغه
يعني عيب طيارة تضرب بدون ما تبلغ
والله عيب

أما في العراق فالمصيبة انهم أصلاً لا يعرفون ماذا حصل
؟

و لكن بهاء الأعرجي و بعد نفي وزارة الدفاع [ التي يفترض بأنها مصدر رسمي ] قال : بأن هناك أسلحة ارجنتينية
ثم قال : بأن الأسلحة كانت أمانة من دولة جارة
يقصد طبعاً ( الأرجنتين )

ثم بعد ذلك و بعد نفي الحكومة وجود أي قصف ، طلبت الحكومة حظر الطيران !

مو علساس تماس كهربائي ؟؟!
شنو علاقة التماس الكهربائي بالطيران ؟
على كل حال
أتمنى أن ينأى العراق بنفسه عن كل صراعات المنطقة
و أن تكون الدولة العراقية دولة ذات سيادة
و لنعش لأنفسنا و قضايانا بدل أن نبحث عن قضايا الآخرين

تحياتي و تقديري


2 - تحية اخ بارباروسا
جاسم محمد كاظم ( 2019 / 8 / 24 - 10:24 )
ويبقى هؤلاء اسؤا من حل بارض العراق لانهم لملا يعرفوا مامعنى الحضارة الحديثة وكيف تسير الطائرة ضربت وهم يحسبون ان العمل تخريبي من داعش والكارثة العظمى انهم يكثروا من الزعيق بموت اسرائيل لا ننتظر شي سوى يوم الخلاص من هؤلاء الف تحية

اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة