الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على مقال الرفيق (حميد مجيد موسى) حول الأساس النظري للتحالفات (1 )

شه مال عادل سليم

2019 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الجزء الاول : ـ

اطلعت على مقالة السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الرفيق (حميد مجيد موسى ـ ابو داود ) بجزئيها بعنوان ( الاساس النظري للتحالفات ـ الجزء الاول ـ و الحزب الشيوعي العراقي ومسألة التحالفات أسس العلاقة مع القوى الكردستانية ـ الجزء الثاني ) والمنشورة في الموقع الإلكتروني للشيوعي العراقي و على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك) ،فرأيت فيها مواضع للتأمل والنقاش والرد و إلقاء الضوء على بعض الحقائق وإيضاح النقاط الملتبسة فيها وبيَان التناقضات التي وقع فيهَا الرفيق (ابو داود) ، وعليه قررت ان ادون بعض الملاحظات السريعة على المقالة المذكورة ( بجزئيها ) للتاريخ , واتمنى ان يسع صدر الرفيق (ابو داود ) للملاحظات التالية :

اكثر من كونِها مقدمة :
يقول الرفيق (لينين) : ( أن يغير المرء سلوكه تبعا لكل حالة و وضع ، أن يتكيف تبعا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكل التطور الرأسمالي ، أن يضحي بهذه المصالح الجذرية من اجل (منافع وقتية) ، فعلية أو مفترضة : تلك بالذات هي خطوط السياسة التحريفية )...
كما يؤكد الرفيق ( لينين )في مسألة التحالفات على مجموعة من النقاط ابرزها :
1 ـ أن التحالف لا يجب أن ينفي ضرورة ممارسة النقد والصراع ضد الأطراف المتحالفة .
2 ـ لا يجب في أي حال من الأحوال أن يقيد هذا التحالف يد الثوريات والثوريين للدعاية لمشروعهم الفكري و السياسي.
السؤال : اين نحن من هذه الافكار والتوجيهات ؟


(هل تنجح الشراكة تحت سياط الارهاب والاغتيالات والاعتقالات )؟ :ـ
1 ـ يقول الرفيق ( ابو داود ) في مقاله وهو يقلب الامورعلى وجوه كثيرة وكانه يفتش عن مبررات لتراجع وفشل (الحزب الشيوعي العراقي) في تحالفاته وتنسيقاته الميدانية وجبهاته الانتخابية مع الاحزاب العراقية, ورغم ان الرفيق (ابو داود) لا ينكر تورط (قيادة الحزب) منذ الخمسينات من القرن الماضي في تحالفات هشّة وضعيفة وقائمة على مصالح حزبية ضيقة وغيرمثمرة باي شئ يخدم شعارات (الشيوعي العراقي )الرئيسية وجماهيره والشعب العراقي بشكل عام , بدءاً بتحالفات الخمسينات منها ( الجبهة الانتخابية عام 1954 والتي انفرط عقدها وانفضّ جمعها بانتهاء الانتخابات , وجبهة (الاتحاد الوطني عام 1957 )حيث تنازل (الشيوعي العراقي) لحزبي (الاستقلال والبعث )بعد اتفاق ثنائي مع (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) , وكان من نتيجة هذا التحالف عدم تمثيل (الشيوعي العراقي )في الوزارة الاولى لـ(عبد الكريم قاسم ) , مرورا بتحالفه الهش مع عدوه اللدود (البعث العراقي الذي اركتب العديد من المجازرالبشعة بحق الشيوعيين ـ قبل واثناء وبعد ـ دخول (الشيوعي العراقي) في ( قفص الموت ـ الجبهة المشؤومة عام 1973 ) .
و ثم تورطه في جبهة (جوقد ـ الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ,وثم (الجبهة الوطنية الديمقراطية ـ جود ) , التي كانت سبباً في حدوث كوارث ومعارك وصدامات دموية بين (الاتحاد الوطني الكوردستاني ـ اوك ) من جهة و(الحزب الديمقراطي الكوردستاني ـ حدك ـ والحزب الشيوعي العراقي ـ حشع ـ والحزب الاشتراكي الكوردستاني ـ حسك ـ )من جهة أخرى, حيث فسر( الاتحاد الوطني) مشاركة (الشيوعي العراقي) في جبهة ( جود ) استفزازا وعدوانا لا يمكن السكوت عنه , وثم دخوله في (الجبهة الكوردستانية ـ جك ـ ) على الرغم من رفض (الاتحاد الوطني الكوردستاني) بشكل علني مشاركة (الحزب الشيوعي العراقي ) ومنظمته ( منظمة إقليم كوردستان ) فيها , باعتباران (الشيوعي العراقي) هو حزب (عراقي ـ اممي )وان منظمته (إقليم كوردستان )هي منظمة تابعة وتمثل (الشيوعي العراقي) , وان (الجبهة الكوردستانية )هي جبهة تضم الاحزاب الكوردية فقط...!!
وثم مشاركته في العملية السياسية بعد سقوط الصنم في 2003 بالرغم من معارضة (الشيوعي العراقي) للغزو الأمريكي للعراق .. إلا أن الحزب شارك في العملية السياسية حيث أصبح سكرتير الحزب انذاك الرفيق (حميد مجيد موسى ) عضوا في مجلس الحكم في العراق , وشارك (الحزب الشيوعي) في الانتخابات العراقية تحت اسم (اتحاد الشعب)، ودخل الانتخابات الثانية مع القائمة ( العراقية الوطنية برئاسة اياد علاوي ) , والتي كانت مطاليبها وطروحاتها تتناقض جملة وتفصيلاً مع سياسية الحزب الشيوعي العراقي , وانتهاءً بدخوله في ( قفص ـ السائرون ), و للاسف لايزال الشيوعي العراقي متشبّث بـ(القفص) وينتظر لدغات اخرى من ( حلفائه ) بعد لدغة تمريرقانون الإنتخابات المحلية المجحفة عبراعتماد القاسم الانتخابي 1.9 بنظام سانت ليغو في الانتخابات المحلية المقبلة ...

ولا ينكرالرفيق( ابو داود) في مقاله ايضأ , لهيب الإملاءات الخارجية الضاغطة على الحزب وتوريطه في جبهة غير متكافئة مع (البعث العراقي)عام 1973 وتحديدا من (الاتحاد السوفيتي السابق ) .
لذا لم تكن صدفة او لم تاتي من فراغ تلك العبارة الشهيرة التي اطلقت يومها والتي تقول : ( إذا ما أمطرت السماء في موسكو، حمل الشيوعيون في العراق المظلات ) ...!!
نعم ..يعلم الجميع بأن الاتحاد السوفيتي ، بالرغم من صفته كدولة شيوعية ومتزعمة وموجهة للأحزاب الشيوعية في العالم ومسيطرة عليها انذاك ، عملت بسياسة تراعى فيها مصلحتها والتضحية بمستقبل الاحزاب الشيوعية - كما جرى مع العراق وسوريا ـ لتكسب صداقتهما وتتبادل المنفعة معهما في اطار (معاهدة الصداقة) و التقارب بين (حزب البعث العربي الاشتراكي والاتحاد السوفيتي) وتحديدا في 8 نيسان عام 1971 عندما وافق الاتحاد السوفيتي على تقديم قرض للعراق قيمته ( 80 مليون دينار بفائدة تبلغ 2,5 بالمئة ), وفي 9 نيسان عندما وقع (احمد حسن البكر) ورئيس الوزراء السوفيتي معاهدة الصداقة والتعاون وتطوير القدرة الدفاعية للعراق واجراء مشاورات فورية لتنسيق مواقفهما في حال تهديد سلام اي من الطرفين المتعاقدين وعدم الدخول في اي تحالف او مشاركة في اية كتلة او السماح باستعمال اراضيها لاي نشاط قد يضر بالطرف الاخرعسكريأ حسب ما جاء في ( المادة 1 , 8 , 9 , 10 ) من المعاهدة , فكان للسوفييت دور مؤازر للعراق إضافة إلى دفاعهم عن العراق خارجياً.

يقول الرفيق (ابو داود )في بداية مقاله: (حينما يجري الحديث عن تحالفات الحزب الشيوعي العراقي، يتوجب أن توضع في الاعتبار الفترة الزمنية التي قامت فيها تلك التحالفات، والظروف الموضوعية وحتى الذاتية التي احاطت بقيامها.فالتحالفات حاجة تفرضها الضرورة الموضوعية والسياسية، عندما يصعب على حزب ما تنفيذ الأهداف والاستراتيجيات التي يتبناها، بمعزل عن بقية القوى السياسية.على هذا الأساس المنطقي، ولأننا نسترشد بالمنهج الماركسي، نرى عدم إمكان التفكير في تشكيل اي تحالف، من دون دراسة مسبقة لطبيعة المجتمع وتركيبته الطبقية والقوى المؤثرة فيه، ولمستوى التطور الاقتصادي -الاجتماعي في هذا المجتمع.
وبعد مثل هذه الدراسة ذات الطابع النظري العام، تتوجب دراسة الواقع السياسي، وبضمنه الأحزاب السياسية التي لا تتطابق تشكيلاتها بالضرورة مع التركيبة الطبقية. فأحياناً تسود شريحة معينة في بعض الأحزاب، بينما تنتسب اليها فئات أخرى من نفس الطبقة الاجتماعية أو حتى من طبقات أخرى، وهذا التنوع في التركيب لا يغير من حقيقة تمثيل الحزب المعين لتوجهات فكرية ومصالح طبقية محددة.
وان من واجب الحزب الشيوعي وهو يتوجه لعقد التحالفات، ان يعرف من هي الجهات التي يمكن التحالف معها، وعلى ماذا يتحالف، ولأي هدف يتحالف، ولأي مدى يتحالف.لهذا نلاحظ في تجربة الحزب الشيوعي العراقي التاريخية، تنوعا غزيرا في التحالفات مع القوى العراقية الأخرى، ما بين تحالفات استراتيجية بعيدة المدى، وأخرى تهدف الى تحقيق هدف واحد في لحظة سياسية محددة )( انتهى الاقتباس ) ...

وهنا اقول للرفيق ( ابو داود ) بكل صراحة ووضوح :
هذه هي السخرية بعينها، ان نقول الشيء ونفعل عكسه تماماً , فلو أننا استرشدنا بقيم وتراث وتعاليم مؤسس حزبنا الشهيد ( فهد ) وبالمنهج الماركسي( كما يقول الرفيق ابو داود ) , لكنا الان في موقع متقدّم على نطاق العراق والمنطقة بشكل عام , نعم ..موقع يتناسب مع تضحياتنا الجسام تجاه الوطن والشعب ...
للاسف ان جميع تحالفات( الشيوعي العراقي) مع حلفائه ( فشلت فشلاً ذريعاً ) وتحولت الى صراعات سياسية ودموية راح ضحيتها خيرة كوادر واعضاء الحزب واصدقائه إضافة الى فقدان شعبيته وجماهيره , و ما حصل للـ(شيوعي العراقي )خلال تجربة تحالفاته الهشة والضعيفة ( السابقة والحالية )هو نتيجة حتمية لتلك التحالفات التي اتسمت ولاتزال تتسم بالضعف والخنوع والتبعية المطلقة وازدواجية القيم والأفكار والممارسات منذ بدايتها، لانها لم تتشكل وفق (رؤية سياسية وعلمية واضحة وأهداف محددة من جهة , كما انها تفتقر للمصداقية ودراسة علمية وواقعية مسبقة لطبيعة (الحليف الطبقية ) من جهة ثانية ,وعليه للاسف لم يستطيع( الشيوعي العراقي) ان يحافظ على استقلاله السياسي والتنظيمي والفكري كما حصل في جبهة 1973 المشؤومة .
فالتحالف لايعني فقدان النشاط المستقل لكل حزب وذوبانه فيه , ولا اتخاذ القرارات المصيرية والمهمة و تكريس نظام الصفقات من خلف ظهر الحليف , ولا الاستئثار والانفراد بالقرارات وتهميش الطرف الاخر وذلك لاحساس ( الحليف ) بقوة مركزه ودوره سواء كانت هذه القوة (حقيقية أو وهمية )... !

يتبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقراءة مقالة الرفيق ( ابو داود ) بجزئيها يمكنكم تصفح الرابط التالي :
الجزء الاول :
https://www.iraqicp.com/index.php/sections/platform/21891-1-23
الجزء الثاني :
https://www.iraqicp.com/index.php/sections/platform/22031-2019-07-10-20-42-40

المراجع :
1 ـ لينين ـ الماركسية و النزعة التحريفية ..
2 ـ لينين ـ الامبريالية والانشقاق في الاشتراكية ..
3ـ نص معاهدة الصداقة والتعاون وتطوير القدرة الدفاعية للعراق بين الاتحاد السوفيتي والعراق
4 ـ نص اتفاقية الجزائر .
5 ـ نص قانون الحكم الذاتي .
6 ـ نص اتفاقية 11 اذار , الدستور المؤقت الصادر بتاريخ 16 تموز 1970.
7 ـ محاضر المجلسين ( التشريعي والتنفيذي) لمنطقة كوردستان للحكم الذاتي ـ 1975
8 ـ لقاء مع الرفيق (كريم احمد) .
9 ـ لقاء مع الرفيق الشاعر (احمد دلزار) .
10ـ لقاء مع الرفيق (قادر رشيد ـ ابو شوان ) .
11 ـ من اوراق الرفيق (توما توماس) .
12 ـ لقاء مع الرفيق (عزيز محمد ).
13 ـ ( موقفنا من النظرية الشيوعية ـ ميشيل عفلق ) .

* ملاحظة : (يمنع نشر او نقل هذا المقال او اي جزء منه بأي وسيلة من الوسائل الورقية او الالكترونية إلا باذن مسبق من الكاتب )












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهو المنهج الماركسي؟
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 8 / 29 - 13:24 )
ولأننا نسترشد بالمنهج الماركسي

السؤال المهم والذي سوف لن نحصل الجواب من ابو داود
ماهو المنهج الماركسي؟

اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة