الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيز قوم ذل

بيتر ابيلارد

2006 / 5 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أثيرت زوبعة ليست صغيره على التوصية الذي أصدرتها الأمم المتحدة لجنة حقوق الإنسان بخصوص إزدراء الأديان. وسبب الزوبعة أن التوصية صدرت تحديدا لمنع إزدراء الإسلام في العالم. ولكن هل فعلا هذا هو مضمون وسبب التوصية ؟
منذ أحداث سبتمبر 2001 والعالم أصبح يهتم بالإسلام أكثر من المعتاد، سواء كان ذلك بالدراسة أو التلحيل أو غيرها م نالوسائل. ولا تخلو صحيفة عالمية أو محطة إخبارية عن أمر يتعلق بالإسلام بشكل يومي تقريبا. والذي حدث في هذه الفترة جعل الدول الإسلامية تصرخ طلبا للعون القانوني فلماذا؟
البديهي جدا هو أن هذه التوصية لم تصدر للعمل بها في الدول الإسلامية من الأساس، فكل هذه الدول لديها قوانين تحمي الإسلام لدرجة عقوبة الإعدام على إهانته كما في بكستان الدولة التي أقترحت التوصية. إذن فالتوصية مقدم للعمل به في الدول غير الإسلامية في الأساس.. ولكن لماذا.

كما ذكرت أهتم الباحثون أكثر بالإسلام بعد 2001 وأصبحت مناقشته عامة وعلى كل صعيد. ولكن من الناحية الفكرية محاولة الدفاع عن الإسلام أمر مستحيل، وطوال التاريخ الفكري لجأ المسلمون إلى أكثر من أسلوب في محاولة الدفاع عنه. سواء كان ذلك بفكرة الحقيقة المزدوجة التي قال بها ابن رشد، أو في إنكار الأحاديث كما قال بها أحمد صبحي منصور. في كل الحالات لا يوجد مسلم واحد يستطيع وبصورة عقلانية ومتزنة أن يدافع عن هذا المعتقد. وعندما تصل الأمور إلى عدم القدرة أو العجز عن الدفاع عن الإسلام فهناك بضعة حلول متاحة للمسلم، إما أن يعتبر إيمانه أمر شخصي ولا يناقش مع أحد أو أن يلجأ إلى إسكات صوت الخصوم الأقوياء. وفي الدول الإسلامية إسكات الخصوم يتم بواسطة الدولة نفسها. لكن يد هذه الدول لا تصل إلى المفكرين في الغرب فلجأت باكستان وغيرها للأمم المتحدة. أما التوصية نفسها فهي لا تختلف إلا في القليل عن غيرها من القرارات، فهناك الكثير من قرارات الأمم المتحدة التي تدين العنف الديني والعنصري ضد الأفراد. الجديد في القرارا هو إضافته أمر مختلف وهو إزدراء الرموز الدينية. وطبعا المسلم هو الذي يحدد معنى الإزدراء في هذه الحالة. ولو حدث وطبق هذا القرار غير الملزم في أي دولة سيكون من حق الدولة قانونا تجريم جميع غير المسلمين على أسوأ الظروف، أو على أفضل الظروف ستُمارس سياسة تكميم الأفواه مع كل الخصوم.
لكن الذي يلفت إنتباهي هو قصر المدة الزمنية قبل أن تصرخ الدول الإسلامية فهي مجرد أربع سنوات فقط لم يحتمل فيها الإسلام النقض. ففي الدول الغربية المسيحية مثلا تقدم لها أقصى وأشد الإنتقادات من جميع الأطراف، وتهان رموزها ليل نهار بدئا من فيلم "حياة براين" حتى الوصول إلى مسرحية "مونتي كريستي" ولكن لم يفكر مسيحي واحد أن يطلب استصدار قانون يجرم نقد المسيحية، بل خرج كثير من المسيحين وناقشوا ما يوجه ضدهم. ونفس الأمر في حالة ديانات أخرى، كما لم يصدر من مسيحي واحد إعتراض على أغنية "أقتلوا المسيحيين" التي غناها فريق "Deicide"، وبالطبع لم يحرك أحد ساكنا معتبرين الأغنية تقع تحت نطاق حرية التعبير رغم كلماتها الواضحة التي تحرض على العنف ضد المسيحين مثل "يا جيوش الظلمة إتحدوا، دمروا المعابد والكنائس بالنار". ورغم إنها وغيرها قادت إلى حرق أكثر من 77 كنيسة في النرويج عام 1991.
في إعتقادي السبب هو هشاشة الفكر الإسلامي وعدم قدرة أي من فقهاء المسلمين بالدفاع عنه منطقيا دون عدم اللجوء إلى العنف وتكميم الأفواه.
إن هذه التوصية سابقة مثيرة في تاريخ لجنة حقوق الإنسان فعادة ما تكون توصيات اللجنة منصبة على التفرقة، العنف البدني،... إلى أخر هذا من الأمور المادية، أما أن تصدر توصية بخصوص إبداء رأي في رموز دينية فهذا لم يحدث على حد علمي.
ولكن هل كون باكستان تحديدا هي الدولة التي قدمت مشروع التوصية هو الذي جعلها تمر؟ نظرا لأحتياج أمريكا لها كنقطة إنطلاق في حربها.. ربما.
في النهاية هذه التوصية بوضعها الحالي لا تساوي قيمة الورق التي طبعت عليه، فهي أولا توصية غير ملزمة، ثانية رفضتها 16 دولة من الإتحاد الأوربي لم يوافق عليها غير الدول الإسلامية. وعلى هذا الأساس يبدوا لي أن المسلمين قد خدعوا بهذه التوصية. فهي لن تصلح لشيء إلا للإستعمال الداخلي في الدول الإسلامية وستستخدمها الحكومات الإسلامية للظهور بمظهر حامي خمى الإسلام في العالم.
أما في باقي العالم فسيبقى الوضع هلى ما هو عليه.

ملاحظة أخيرة.. تُرى ما هو رأي صحفيونا الجهابذة في التوصية؟ ألا تعتبر هذه التوصية تدخلا سافرا من الأمم المتحدة في الشؤون الداخلية للدول؟ ألم تكتب هذه الصحف أن محاولة طلب تدخل دولي من أجل رفع الإضطهاد عن الأقليات الدينية في العالم الإسلامي هو عمالة وتدخل في شئون هذه الدول؟ ولماذا لا تترك الدول الإسلامية الخلاف بين الأقلية المسلمة والأغلبية غير المسلمة في دول العالم تحل على مائدة الوحدة الوطنية ففي النهاية كما قالوا لنا فهو أمر داخلي. أم أن لسان حال المسلمين هذه الأيام يقول "لينا إحنا غفور رحيم، وليكوا إنتوا شديد العقاب"

بيتر أبيلارد










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار