الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مارك مانسون صاحب فن اللامبالاة يكتب عن الأمل ويدعو إلي الإلحاد

أشرف محمد نجيب عبد اللطيف

2019 / 8 / 25
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


إن تركيبتنا النفسيّة في حاجة إلى أملٍ حتي تستطيع مواصلة الحياة، مثلما تكون السمكة في حاجة إلى الماء حتي تحيا. الأمل هو وقود محّركنا الذهني. وهو مقدار كبير من المعني الذي نزيّن به حياتنا. ومن غير أمل ، يتوقّف جهازك العقلي كلّه. إذا لم نكن مؤمنين بأن هناك أملاً في أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر ، وبأن حياتنا سوف تتحسّن علي نحو ما ، فإننا نموت من الناحية الروحية.
إليك الشيء الذي لا يدركه عددٌ كبيرٌ من الناس: ليس الغضب أو الحزن نقيضًا للسعادة. بل يعني أنك لا تزال مباليًا بشيء من الأشياء. و أنك لا تزال تملك أملًا. إن نقيض السعادة هو انعدام الأمل. الذي هو جذر القلق ، والاكتئاب .
من هنا يصير تجنّب انعدام الأمل (أي السعي إلي بناء الأمل) المشروع الأول لدى عقلنا. ولا بد لنا من ثلاثة أشياء حتي نبني الأمل . إحساس بأننا في موقع السيطرة ، وقادرين علي التحكم بحياتنا، واقتناع بقيمة شيء ما ، ونجد فيه أهمية كافية تجعلنا نعمل من أجله، وجماعة من البشر ننتمي إليها تجد قيمةً في الأشياء التي نفعلها.
إن حماية الناس من المشكلات أو من الخصومة لا تجعلهم أكثر سعادة، بل إنها تجعلهم يشعرون قلة الأمان بسهولة أكبر .كالطفل الصغير حميناه من التعامل مع اية تحديات أو من التعرض لأي ظلم ، خلال نموه ، فسوف يجد أصغر مساوئ حياة الناضجين أمًرا غير محتمل ، وسوف ينهار أمام الآخرين انهيارًا طفوليا.
اقتصاد المشاعر
وتحت عنوان اقتصاد المشاعر تحدث الكاتب الأمريكي مارك مانسون عن تلاعب الدعاية بمشاعر الناس عند الترويج للمنتجات التجارية ، وقدم لذلك مثالًا شهيرًا حدث في تاريخ الدعاية ، إذ قررت الشركة الأمريكية للتبغ سنة 1928أن تستعين بخبير التسويق إدوارد برنايز للترويج للسجائر بين النساء ، وكان حينئذ تدخين النساء أمرًا منبوذًا ثقافيًا في المجتمع الأمريكي ، لم يكن أسلوب برنايز يعتمد علي الكشف عن الفوائد الحقيقية للمنتج من أجل الترويج له . استعان برنايز بمجموعة من النساء وجعلهن يُشاركن في استعراض كبير في نيويورك ، وكانت خطة برنايز أن تتوقف النساء جميعهن في لحظة معينة ويُشعلن سجائرهن ، وتلك هي اللقطة التي نشرها برنايز في كبريات الصحف ومعها تصريحه " إن أولئك النسوة لم يكن يُشعلن السجائر فحسب ، بل يُشعلن "مشاعل الحرية"...لقد نجح الأمر في تصوير تدخين المرأة مُعادل لحريتها واستقلالها ، وبالفعل تحقق لها المطلوب فقد تساوت مع الرجل في فرص الإصابة بسرطان الرئة بفضل أفكار برنايز . ومن أفكار برنايز أيضًا، استخدام المشاهير ، والدعاية الخفية من خلال المقالات ، وإثارة نقاش حاد يجذب انتباه الناس حول منتج معين . جدير بالذكر أن برنايز كان ابن أخ سيجموند فرويد ، وقد استفاد كثيرًا من فكر فرويد في استغلال عواطف الناس ومخاوفهم في الدعاية ، ولعب دورًا كبيرًا في الترويج لأفكار فرويد في الصحافة ....
وأخيرا يدعو مارك مانسون إلى الإلحاد
لم تكن أساليب برنايز غائبة عن ذهن مارك مانسون أيضا وهو يكتب كتابه الجديد ؛ الذي استغل فيه بالطبع نجاح كتابه الأول فن اللامبالاة ..فاستخدم يافته البحث عن الأمل وهو أمر يتعلق به جميع الناس ويضغط علي أوتار مشاعرهم وفي سياق البحث عن الأمل يعرض لنا بدهاء شديد فكرة الإلحاد وقدم بنيتشه وانتهي إلي الذكاء الاصطناعي . لست متأكد إذا كان مارك مانسون تقوده مؤسسة أم لا .. ولكن المؤكد أنه يعرض لفكرة خبيثة ويعرف تماما أن كتابه سيلقي رواجا في الشرق الأوسط، وبالفعل قد ترجم الحارث النبهان كتابه قبل أن يجف مداد قلم مارك مانسون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا