الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صندوق العجائب 7: الخمر في الإسلام 4

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

2019 / 8 / 25
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


رأينا في الحلقة السابقة كيف حاول بعض المسلمين التشكيك في تحريم الخمر إما بحجة أن القرآن لم يستعمل فعل حرم، أو بالتفريق بين أنواع الخمر، محرمين شرب الخمر المصنوع من العنب، ومحللين الخمر المصنوع من مواد أخرى مثل الشعير إذا لم يوصل للسكر معتمدين في ذلك على رأي الإمام أبو حنيفة.
وفي حلقتنا الأخيرة سوف نرى إن كان النبي محمد وأصحابه شربوا الخمر.
.
النبي محمد والخمر
------------
نجد في أقوال النبي محمد عن الخمر مواقف متباينة. فهناك أحاديث منددة بشرب الخمر
إِذَا شَرِبُوا الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُمْ ثُمَّ إِنْ شَرِبُوا فَاجْلِدُوهُمْ ثُمَّ إِنْ شَرِبُوا فَاجْلِدُوهُمْ ثُمَّ إِنْ شَرِبُوا فَاقْتُلُوهُمْ
لاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا‏.‏
كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ.
ما اسكر كثيره فقليله حرام
لُعِنَتِ الْخَمْرُ عَلَى عَشَرَةِ أَوْجُهٍ بِعَيْنِهَا وَعَاصِرِهَا وَمُعْتَصِرِهَا وَبَائِعِهَا وَمُبْتَاعِهَا وَحَامِلِهَا وَالْمَحْمُولَةِ إِلَيْهِ وَآكِلِ ثَمَنِهَا وَشَارِبِهَا وَسَاقِيهَا
ولكن من جهة أخرى يقول:
إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ طَعَامًا فَلْيَأْكُلْ طَعَامَهُ وَلا يَسْأَلْ عَنْهُ، وَإِنْ سَقَاهُ شَرَابًا فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ وَلا يَسْأَلْ عَنْهُ
.
وهناك دلائل على أن النبي محمد شرب الخمر قبل وبعد تحريمه
.
لعب الخمر دوًا هاماً في بداية رسالة النبي محمد: تذكر المصادر الإسلامية إن خديجة أرسلت إلى النبي تدعوه إلى نفسها تعني التزويج وكانت امرأة ذات شرف وكان كل قريش حريصا على نكاحها قد بذلوا الأموال لو طمعوا بذلك فدعت أباها فسقته خمرا حتى ثمل ونحرت بقرة وخلقته بخلوق وألبسته حلة حبرة ثم أرسلت إلى رسول الله في عمومته فدخلوا عليه فزوجه فلما صحا قال ما هذا العقير وما هذا العبير وما هذا الحبير قالت زوجتني محمد بن عبدالله قال ما فعلت أنى أفعل هذا وقد خطبك أكابر قريش فلم أفعل.

روي في السنن أن النبي كان ينبذ له في سقاء، فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور من حجارة، وهو إناء صغير يشرب فيه ويتوضأ منه.

وكان يهدى لرسول الله كل عام راوية من خمر، فلما كان عام حرمت الخمر جاء براوية، فلما نظر إليها ضحك وقال: هل شعرت أنها قد حرمت؟ فقال: يا رسول الله أفلا نبيعها فننتفع بثمنها؟ فقال رسول الله: لعن الله اليهود، انطلقوا إلى ما حرم الله عليهم من شحوم البقر والغنم، فأذابوه اهالة فباعوا منه ما يأكلون، والخمر حرام ثمنها حرام بيعها.

عن ابْنَ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيَّ - قَالَ لَقِيتُ عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنِ النَّبِيذِ، فَدَعَتْ عَائِشَةُ جَارِيَةً حَبَشِيَّةً فَقَالَتْ سَلْ هَذِهِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَنْبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتِ الْحَبَشِيَّةُ كُنْتُ أَنْبِذُ لَهُ فِي سِقَاءٍ مِنَ اللَّيْلِ وَأُوكِيهِ وَأُعَلِّقُهُ فَإِذَا أَصْبَحَ شَرِبَ مِنْهُ.‏

قال رجل لابن عباس ما بال أهل هذا البيت يسقون النبيذ وبنو عمهم يسقون اللبن والعسل والسويق أبخل بهم أم حاجة فقال ابن عباس ما بنا من بخل ولا بنا من حاجة ولكن دخل رسول الله على راحلته وخلفه أسامة بن زيد فدعا رسول الله بشراب فأتي بنبيذ فشرب منه ودفع فضله إلى أسامة بن زيد فشرب منه ثم قال رسول الله أحسنتم وأجملتم كذلك فافعلوا فنحن هكذا لا نريد أن نغير ما قاله رسول الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُنْبَذُ لَهُ نَبِيذُ الزَّبِيبِ مِنَ اللَّيْلِ فَيَجْعَلُهُ فِي سِقَاءٍ فَيَشْرَبُهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ فَإِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ الثَّالِثَةِ سَقَاهُ أَوْ شَرِبَهُ فَإِنْ أَصْبَحَ مِنْهُ شَىْءٌ أَهْرَاقَهُ ‏.‏
.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ كَانَ لأُمِّ سُلَيْمٍ قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ فَقَالَتْ سَقَيْتُ فِيهِ رَسُولَ اللَّهِ كُلَّ الشَّرَابِ الْمَاءَ وَالْعَسَلَ وَاللَّبَنَ وَالنَّبِيذَ.‏
.
عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَاسْتَسْقَى فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَسْقِيكَ نَبِيذًا فَقَالَ ‏"‏ بَلَى "‏ ‏.‏ قَالَ فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَسْعَى فَجَاءَ بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏"‏ أَلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَشَرِبَ ‏.‏
.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ ‏"‏ عِنْدَكَ طَهُورٌ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ لاَ إِلاَّ شَىْءٌ مِنْ نَبِيذٍ فِي إِدَاوَةٍ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ ‏"‏ ‏.‏ فَتَوَضَّأَ.
.
وتذكر المصادر الإسلامية أن النبي محمد شرب الخمر في آخر حجة له إلى مكة.
.
عن عبد الله بن مسعود أن النبي شرب في آخر حجة له إلى مكة من سقاية العباس فوجده شديدا فقطب بين عينيه و دعا بدلو من ماء زمزم فصب عليه , و قال : إذا كان هكذا فاكسره بالماء .و قد نسخ النبي بشربه الصلب في حجة الوداع ما كان قبله. ولو كان حراماً لأراقه وما صب عليه ماء ثم شربه.

عن عكرمة عن ابن عباس: "أن النبي طاف وهو شاكٍ على بعير، ومعه محجن، كلما مر بالحجر استلمه بالمحجن، حتى إذا انقضى طوافه نزل فصلى ركعتين، ثم أتى السقاية فقال: "اسقوني من هذا". فقال له العباس" ألا نسقيك مما يصنع في البيوت؟ قال: "لا، ولكن اسقوني مما يشرب الناس". فأتي بقدح من نبيذ، فذاقه فقطب، وقال: "هلموا فصبوا فيه الماء". ثم قال: "زد فيه" مرة، أو مرتين، أو ثلاثة. ثم قال: "إذا صنع بكم هذا فاصنعوا به هكذا".

عن سعيد بن مسعود الأنصاري: أن النبي عطش وهو يطوف بالبيت، فأتي بنبيذٍ من السقاية فشمه فقطب، ثم دعا بذنوب من ماء زمزم فصب عليه وشرب، فقال له رجل: أحرام هو يا رسول الله؟ فقال: "لا".
.
الصحابة والخمر
----------
تذكر كتب التفسير والتراث أن الصحابة شربوا الخمر قبل وبعد التحريم
.
روي عن عبد الله بن عباس أنه قال : إن شرب أحدكم تسعة أقداح فلم يسكر فهو حلال ، وإن شرب العاشر فسكر فهو حرام
.
ذكر كَاتِبَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ : كَانَ لَنَا جِيرَانٌ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَنَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا ، فَقُلْتُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ : إِنَّ جِيرَانَنَا هَؤُلَاءِ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَإِنِّي نَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا فَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرَطَ ، فَقَالَ : دَعْهُمْ ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى عُقْبَةَ مَرَّةً أُخْرَى ، فَقُلْتُ : إِنَّ جِيرَانَنَا قَدْ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرَطَ ، قَالَ : وَيْحَكَ دَعْهُمْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ مَنْ رَأَى عَوْرَةً فَسَتَرَهَا كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً
.
عَنْ حَسَّانَ بْنِ مُخَارِقٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا سَايَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي سَفَرٍ وَكَانَ صَائِمًا , فَلَمَّا أَفْطَرَ أَهْوَى إلَى قِرْبَةٍ لِعُمَرَ مُعَلَّقَةٍ فِيهَا نَبِيذٌ قَدْ خَضْخَضَهَا الْبَعِيرُ , فَشَرِبَ مِنْهَا فَسَكِرَ , فَضَرَبَهُ عُمَرُ الْحَدَّ , فَقَالَ لَهُ : إنَّمَا شَرِبْتُ مِنْ قِرْبَتِكَ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : " إنَّمَا جَلَدْنَاكَ لِسُكْرِكَ " .
.
وعن ابن مسعود أنه أتي برجل فقيل لـه: هذا فلان تقطر لحيته خمراً، فقال: إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به.
.
أتى عمر قوماً فأخرجوا إليه نبيذاً حلواً، فقال: أعندكم ما هو أشد من هذا؟ قالوا: نعم ولكن كرهنا أن نأتيك به، فأتوه به فكسره بالماء وشرب حتى روي، ثم أعطاه الذي عن يمينه.
.
صنع سعد بن أبـي وقاص طعاماً، فدعا ناساً من أصحاب النبـيّ فـيهم رجل من الأنصار، فشوى لهم رأس بعير ثم دعاهم علـيه، فلـما أكلوا وشربوا من الـخمر سكروا وأخذوا فـي الـحديث، فتكلـم سعد بشيء، فغضب الأنصاري، فرفع لـحى البعير فكسر أنف سعد، فأنزل الله نسخ الـخمر وتـحريـمها وقال:{ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ } [المائدة: 90] إلـى قوله:{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } [المائدة: 91]
.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ صَنَعَ لَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ طَعَامًا فَدَعَانَا وَسَقَانَا مِنَ الْخَمْرِ فَأَخَذَتِ الْخَمْرُ مِنَّا وَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَقَدَّمُونِي فَقَرَأْتُ ‏:‏ ‏(‏ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ‏)‏ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَنَحْنُ نَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ‏.‏ قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ‏:‏ ‏(‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ
.
في نهاية حلقاتي عن الخمر، يمكن القول بأن هناك ثلاث مذاهب في شرب الخمر: الأول مذهب الاعتدال بحيث لا يصل المرء إلى حالة السكر، ومذهب التحريم، ومذهب السكر والإدمان. ومن يريد أن يعرف المزيد عن مذهب السكر والإدمان، يمكنه أن يرجع لكتابين تحت يدي أنصحكم بتحميلهما:
د. سليمان حريتانى: الخمرة وظاهرة انتشار الحانات ومجالس الشراب في المجتمع الإسلامي
https://www.dopdfwn.com/cacnoscana/scanoanya/kutubpdfcafe-DF6MK.pdf
علي المقري: الخمر والنبيذ في الإسلام http://www.bookleaks.com/files/fhrst5/250.pdf
.
ونحن نرى أن تحريم الخمر قد أوقع المسلمين في مشكلة. فكل ما هو ممنوع مرغوب. فلم يساعد على تربية الفرد بحيث يسيطر على تصرفاته. وقد ذكر لي صديق هولندي أن الأمراء في السعودية عندهم قناني ويسكي مملوءة أو فارغة. فإذا ما فتحوا القنينة لا يكفوا عن الشرب حت ينهوها. وكتب التراث مليئة بقصص الخلفاء الذين كانوا سباقون في كسر الحرام فشربوا الخمر وسكروا وعربدوا، بينما يتم تطبيق الحد على من يستطيعون أن يلقوا أييدهم عليهم.
وكان أحرى بالإسلام تحليل الخمر وتحريم السكر والإدمان كما فعلت الديانتان اليهودية والمسيحية من قبله.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى، بما فيها كتابي عن الختان: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسجيل مختصر لهذا المقال
سامي الذيب ( 2019 / 8 / 25 - 18:34 )
تسجيل مختصر لهذا المقال
https://youtu.be/o8OuixoYXh4


2 - انا سعيد
على سالم ( 2019 / 8 / 25 - 19:44 )
رائع جدا استاذ سامى , لايصح الا الصحيح والحقيقه لابد ان تظهر مهما حاول ان يطمسها الكذبه المجرمون , حقيقه الخمر فى الاسلام انها حلال حلال حلال ومن ينكر ذلك فهو كاذب اشر ومأواه جهنم خالدا فيها ابدا , كما نرى فأن رسول الاسلام كان يشرب الخمر صباحا على الريق ( صحه وعافيه ) بل كان مدمن وسكير كل الاوقات , كل الصحابه الاشرار اللصوص كانوا مدمنى خمور ويقال ان شرب الخمور كان يعطيهم جرأه وشجاعه اثناء عمليات السطو المسلح والهجوم والسرقه , اما انه توجد ايات تمنع الخمر وايات لاتحرمها فهذا يرجع الى ان كتاب القرأن ملئ بالخرابيط

اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف