الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الكي- أو طائر الفينيق !! في النقد والنقد الذاتي حتى يرتقي اليسار الاشتراكي الديمقراطي

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2019 / 8 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


"الكي" أو طائر الفينيق !! في النقد والنقد الذاتي حتى يرتقي اليسار الاشتراكي الديمقراطي

نشر محمد الكيلاني رأيا يتعلّقُ بعدم رجاحة تمَسُّكِ حمه الهمامي بالترشُّحِ للمرّةِ الثانية للانتخابات الرئاسية لسنة 2019 بعد فشل مسار ترشّحِهِ في 2014 كممثل رمزي لل"يسار " التونسي ، فانهالت عليه الردود المتشنجة المعبّأة بالتخوين والسباب والتكفير الفكري والنضالي بهدف تقزيم الرجل وضرب تاريخه السياسي والنضالي وإن بأسلوب مبتذل وجدُّ قميئ!!
لن أعدّدَ خصال الكيلاني السياسية والفكرية والنضالية ولن أذكّرَ بنظافة يده ، فهو ليس في حاجة لذلك مني ، ولكني ساتوقَّفُ حصرا عند مقاله بشأن ترشح حمه ووحدة اليسار وما ورد فيه وما يقابله من سلوك "يساري" إقصائي يحاكم الضمائر ويصادر حق الناس في إبداء الرأي !!
إختلفتُ مع محمد الكيلاني في بعض القضايا التنظيمية والسياسية ، كما إختلفنا مع حمه في العديد من قضايا التنظيم والتكتيك والاستراتيجيا ، ولكني أبشرْتُ خيرا لمّا وجّه محمد الكيلاني عن كامل الوعي في 2014 رسالته المساندة لترشُّحِ حمه الهمامي للرئاسة بوصفه ممثّلا لرمزية اليسار الاشتراكي الديمقراطي التونسي بشكل صريح ومباشر أمام الشعب التونسي واتّفقتُ معها إتفاقا كليا شكلا ومضمونا من حيث إظهارها لقيمة التضامن الرفاقي ( رفعت الحرج عن كثيرين كانت لهم مواقف ضد حمه ) في صفوف الاشتراكيين الديمقراطيين ، ولما تضمّنته من تحليل عميق للمرحلة ووعي دقيق بضرورة تثمين تمشّي توحيد قوى اليسار التونسي وإمكانية البناء على زخم الانتصار الرمزي من أجل إستكمال أسس الحزب "اليساري الواسع والموحد" بقاطرته الإشتراكية الديمقراطية .
فشل حمه في إستثمار تلك الرمزية ، وفشل في الحفاظ على وحدة الجبهة الشعبية ، ولم يلتقط اللحظة و مضمون رسالة الكيلاني كما يجب فلم يُقدّم خطوة واحدة لا في جمع شتات اليسار فحسب ، بل حتى في تجميع القوى في حالتها الدنيا الاقرب فكريا وايديولوجيا ( اليسار الماركسي اللينيني ) بوصفها محرّكا وقاطرة ونواة اولى للوحدة !!! هذه مُعاينة للواقع وليست حكما على النوايا !! وهذا ما تضمنه مقال الكيلاني بمناسبة ترشح حمه لانتخابات 2019 فأين العيب ؟
كُثُرٌ هم المناضلون الذين إستاؤوا من تمسك حمه باعادة الترشح ، والعديد فضل ترشيح منجي الرحوي للرئاسية ممثلا للجبهة الشعبية موحّدة ومنفتحة ومُغيِّرةٍ لتكتيكها وصورتها في تجربة جديدة أقرب لواقع المرحلة الحالية التي تستوجِبُ الخروج من نمطية الخطاب السياسي الهووي الكلاسيكي إلى مستوى خطاب شبابي منفتح على اوسع قاعدة ممكنة من القوى الديمقراطية التقدمية و الديمقراطية الاجتماعية ، أكثر براغماتية و فاتحا لامكانيات أخرى لوحدة تتجاوز هنات وأخطاء ما سبق ، وهذه تحديدا هي روح مقالة محمد الكيلاني المتناغمة مع نفسه التجديدي و فكره النقدي الذي لا يتوقف عن ظواهر الأمور.
طيب ربما تعسّف الكيلاني عندما أقحم الباجي قايد السبسي في مقالة ينقُدُ فيها اليسار و السلوك السياسي الانتخابي لحمه ولكنه لم يخترع شيئا حتى في هذه من خارج الوقائع التاريخية التي عشناها جميعا !!! رُبّما أخطأ الكيلاني في بعض حساباته وتحالفاته السياسية بعد 2011 و لكننا لا ننسى أنه رغم معارضته السياسية والفكرية الراديكالية لطرح إمكانية "دمقرطة" الحركة الإخوانية في ممثلها التونسي فإنه لم يترك حمه وحده في معركة إضراب جوع 18 أكتوبر 2005 ( كتابة وحضورا ميدانيا : كراس لماذا نساند ولماذا لا نشارك ) !! لذلك ولهذا كله لا يمكن لأي "غِشير" كان أو أي لقيط سياسي لم يَفُكّ الخط بعد ولا يُتْقِنُ ألف باء السياسة والتضامن الرفاقي أن يسحب لل"كي" حقَّهُ في الإصداح برأيه أو النضال من أجل فكرة هو مؤمن بها ....
على كل حال محمد الكيلاني هامة أخرى من هامات اليسار الاشتراكي الديمقراطي ، نختلف معه ونقارعه الحجة بالحجة ما امكننا ذلك دون الوقوع في هذا الخراب القيمي والفكري التكفيري لقامة لم تدخر جهدا ولا خلية ولا عصبا في تجديد قيم الإشتراكية والدفاع عن مشروع يؤمن به ، لكم تمنيت أن تكون لحمه نفس روح ال"كي" حتى نتجاوز !! ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024