الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوردستان ام بلاد اشور

سيبان حسين ابراهيم

2019 / 8 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بين الحين والاخر يخرج بعض مدعيا الذين يسمون انفسهم باحثين وكتاب يحاولون بكل جهد ان ينفو حضارة وتاريخ شعبنا الكوردي وقد كثرت هذه اعمال مؤخرا حيث تحمل مقالتهم تزوير واضح لتاريخ بادعاء ان الكورد لم يتركوا اثر او ادلة تاريخية تعود الى اكثر من مئتي عام وجعلهم الأشوري هم سكان الحقيقين لكوردستان!!!
ولنأخذ هذه افكار التي ينشرونها وندرسه بشكل علمي نجد انه بأساسه مبني على لغة الغاء الاخر ويثبت عقدة النقص عن الاخرين وليس لدى الكورد كما يدعي صاحب المقال
فقصة ان الكورد تاريخهم لا يمتد الى اكثر من مئتي سنة فهي اما مزحة من مروجي هذه الادعاءات او ان هؤلاء الكتاب اذا اصح تسميتهم بالكتاب لم يدرسوا تاريخ ابدا وهنا سوف اعتمد على مصادر العربية والغربية لنبين ان ما يدعونه عن تلفيقاتهم بان الكورد يكتبون تاريخهم حسب اهوائهم وان الكورد لا يملكون اثار يتجاوز عمرها المئتين عام كما يدعي وهذه الاقوال تفوح منها رائحة العنصرية
فأول مثال نقوله هو صلاح الدين الايوبي الكوردي الذي حرر القدس هل كان قبل مئتي عام او اكثر على حسب ما يزعم بعض كتاب العنصرين بحق شعبنا
كما نجد ان الجغرافي ابو عبيد البكري (الذي توفي عام 1094 اي ما يقوله كاتب يعود تاريخه الى اكثر من 925 سنة )في كتابه المسالك والممالك الجزء الاول في الصفحة 574 ان الكورد ينتشرون في ارض دينور وهمدان وبلاد اذربيجان وبلاد الشام وبارض الموصل الى جبل جودي
كما نجد عند ابن عربشاه ( الذي توفي عام1450 اي ما يقوله يعود الى اكثر من 569عام ) في كتابه عجائب المقدور في اخبار تيمور الصفحة 99 ان ارض الجزيرة هي جزء من بلاد الكورد.
كما توكد الوثائق العثمانية التي تعود لأواسط القرن التاسع عشر ان ايالة كوردستان كانت تشمل اجزاء واسعة من شمال شرقي سوريا الحالية( سالنامة الدولة العثمانية لعام 1858 ان ايالة كوردستان كانت تضم 49 قضاء )
كما يقول الكاتب الكلداني ابن وحشية الذي توفي في القرن العاشر ميلادي في كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام في صفحة 131 ما يلي: و أما الكلدانيين فكانوا أعلم الناس في زمانهم بالعلوم و المعارف و الحكم و الصناعة و كان الأكراد يريدون مناظرتهم و ممثلتهم
يستنتج المرء من هذا القول بأن الكورد كانوا أهل العلم و المعرفة حيث أنهم كانوا ينافسون الكلدانيين في هذا المجال يستطرد ابن وحشية في حديثه في نفس الصفحة قائل: و إنما كانت براعة الأكراد الأول في صناعة الفلاحة وخواص النبات ويدعون أنهم من أولاد بينوشاد وقد وصل إليهم سفر الفلاحة لآدم عليه السلام
ويقول ايضا عن اللغة الكوردية ما يلي : وهو من الأقلام العجيبة والرسوم الغريبة وقد رأيت في بغداد في ناووس من هذا الخط نحو ثلاثين كتابا وكان عندي منها بالشام كتابين : كتاب في إفلاح الكرم والنخيل و كتاب في علل المياه و كيفية استخراجها من الأراضي المجهولة فترجمتُها من لسان الأكراد إلى اللسان العربي لينتفع به أبناء البشر .
بهذا نكذب جزء من تلك المقالات العنصرية ضد تاريخنا التي تدعي بالقول بان تاريخ الكورد لا يتجاوز المائتين عام وانهم لم يتركوا اثر قبل ذلك ولنا في ذلك كثير من شواهد وادلة ولكني اكتفي بهذا
اما النقطة الثانية التي يجب ان نصلحها لهؤلاء الكتاب وهي ادعائهم بان تاريخ اشورياً في ميزوبوتامية يعود الى 6000 عام وهذا منافي لواقع ولأدلة التاريخية ولنأخذ مثل ما قاله الاستاذ والمؤرخ الكبير طه باقر في كتابه مقدمة في حضارات في الصفحة 98

ان لغة السوباريين ليست من لغات هندو اوربية وهم اقوام جبلية في الجهات الشرقية مثل الكوتين واللولبيين وكانوا يقطنون في شمال ما بين النهرين في منطقة الجزيرة العليا وشرقي دجلة وكان يقع ضمن موطنهم المنطق الشمالية من العراق وعرفت هذه المنطقة فيما بعد بلاد اشور بعد هجرة الأشوريين السامين في نهاية الالف الثالث ق.م حيث دخلت عناصر كثيرة من السوباريين في تركيبة قومية لأشوريين ودخلت تأثيراتهم اللغوية وحضارية في ثقافة الاشورية ومن بينها الهة وظائفها وشعائر الدينية واسماء بعض المدن وستخدم البابليون في عهود المتأخرة مثل نجد عام ( 721- 710ق.م ) تذكر بلاد سوبارتين بدل اسم بلاد اشور
وهذا يبين لنا ان اشوريا اساس ليسوا من اهل منطقة بل نزحوا لها ودخل شعوب الزاغروسية (اسلاف الكورد )في تركيبتهم وستفاد الأشوريين من حضارتهم وتعلموا منهم
واكد كلامنا هذا ما قاله المؤرخ الكبير ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة يقول : كان الأشوريين خليطا من الساميين الذين وفدوا إليها من بلاد الجنوب المتحضرة مثال بابل وأكّد ومن قبائل غير سامية جاءت من الغرب ولعلهم من الحيثيين أو من قبائل تمت بصلة إلى قبائل ميتاني
كما انه جاء في كتاب كوردستان أو الموت في حاشية للمؤلف رينيه مورييس ترجمة وتعليق جرجيس فتح الله يقول:
في أبحاث أنثروبولوجي أجراها الأستاذ هنري فليدنگ و نشرها في كتابه انثروبولوجيا العراق. إقليم كوردستان عام 1952 بمجلدين طبع جامعة هارفرد الولايات المتحدة وهو ثمرة دراسة أنثروبولوجي للمعهد الخاص التابع لجامعة هارفرد بوفد علمي قام بأبحاثه في المنطقة نفسها و يستفاد من تلك الدراسة و بنتيجة فحص وأخذ مقاسات مئات من الآشوريين تبين أن الصفات الجسمية و العرقية لهم هي عين الصفات التي لوحظت عند الكورد الباقين

وهذا دليل اخر ان الكورد هم كانوا سكان فعلين في ارضهم ولكنهم اصبحوا تحت احتلال قوة خارجية سامية اتت من خارج حدودهم واطلقوا اسمهم على مناطقنا لذلك اغلب الهياكل واجساد التي نجدها في منطقة هي تأكد ان شعب في هذه الارض كانت كوردية الا ان طبقة حاكمة التي حكمت بذلك زمان كانت اشوريا
المحصلة ان الأشوريين شعوب سامية هاجرت الى ميزوبوتامية في نهاية الف الثالث وبداية الف ثاني قبل ميلاد وخالطو مع شعب ميزوبوتامية وتعلموا منهم الحضارة وحكموا فترة من الزمن وهذا لا يعني ان الشعب كان اشوريا مثل احتلال العثماني الذي دام على وطن العربي وكوردستان 400 سنة فكان حكم عثمانيا ولكن الشعب كان هو صاحب الارض ويرضخ تحت الاحتلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق