الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حينما تكلم البير كامو(2)
داود السلمان
2019 / 9 / 1الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كامو فيلسوف العبثية
لم يكن أحدا يتوقع، ولا يدور في خلده، ولا يخطر على باله ابدا، إنّ طفلا فقد اباه في الحرب العالمية الثانية، وهو لم يكمل من العمر الا عامه الاول، وإنّ والدته الارملة، المصابة بالصمم، (وهي من اصول اسبانية)، أنّ هذا الطفل اليتيم (البير كامو) سيصبح صحفيا كبيرا، ويترأس صحيفة يومية مشهورة، هي صحيفة الكفاح، فتغلق هذه الصحيفة، فيروح يكتب الى صحف اخرى مشهورة مقالات في الحياة والفلسفة والاجتماع والسياسة، ثم يشرع في كتابة روايات ادبية فلسفية يتناول فيها الانسان وقضاياه في الحياة والمجتمع، يتناولها من جانب فلسفة والادبي معا.
لما توفى والده تجرع كامو آلام اليتم، ومحنة العوز والفقر، ومن الطبيعي أن هتين الخاصيتين لهما تأثير مباشر على حياة الطفل، على وجه الخصوص، أما سلبي، واما ايجابي، ولربما كانت لها تأثير ايجابي على نفسية كامو، فصنعت منه رجلا عظيما.
وقد خرج من بيئة فقيرة في الجزائز، أذ كان مولده في السابع من سهر شباط، عام 1913، وسمحت له الظروف أن ينهى دراسته الثانوية، ومن ثم يلتحق بجامعة الجزائر ويتخرج فيها، ويحصل على المنح الدراسية نظرا لتفوقه وذكائه ونبوغه.
تزوج ألبير كامو من زوجته سيمون عام 1934، لكن انتهى زواجهما نتيجة لخيانتهم لبعضهما، ثم تزوج في عام 1940 وكانت زوجته عازفة بيانو وعالمة رياضيات، وعلى الرغم من أنه كان يحبها إلا أنه كان يناقش بحماس مواضيع الزواج ويصفه بأنه أمر غير طبيعي حتى بعد أن أنجبت له زوجته توأمان هما كاثرين وجان.
اصيب بمرض التدرن الرئوي، وشفى منه، لكن بالآونة الاخيرة عاد له هذا المرض اللعين، وذلك في سنة 1949، ودخل العزل الصحي لمدة عامين.
الانجازات التي خاص كامو البحث فيها لاسيما الفلسفية منها، كانت تخص فكرة العبث واللامعقول، تلك الفكرة الناتجة عن حاجة الانسان إلى الوضوح والمعني في عالم مليء بكثير من القضايا الغامضة لا تقدم لا الوضوح ولا المعنى. الفكرة التي تعرض لها كامو في "أسطورة سيزيف"، وفي بقية اعماله الاخرى الادبية كالسقطة.
قال كامو في رواية "الغريب" حين سُئل ميرسة عن سبب قتله الرجل الجزائريّ، قال ببساطة وبرود أن هذا حدث بسبب الشمس، أي سبب مادي مباشر لا أثر فيه لأية قيمة أو اختيار أخلاقي. وهو هنا يشير الى العبثية أو العدمية، تلك الفلسفة التي خاض فيها كامو في اعمال اخرى له.
لم يعش كامو ليرى الجزائر مستقلة، لكنه لجأ الى الصمت، كحل لموقفه الذي يرفضه الطرفان المتصارعان، وهو كان صريحاً عام 1957 حين أجاب عن سؤال أثناء تسلّمه جائزة نوبل للآدب: «هناك من يزرع قنابل في الترام الجزائري، وقد تكون أمي في أحد القطارات، فإذا كان البعض يرى هذا القتل عادلاً، فأنا أفضّل حياة أمي». وهذا اشارة واضحة الى موقفه السياسي، كأديب وفيلسوف ورجل يدعو الى السلام، ونبذ الحروب بكل اشكالها.
وكانت الاقدار لكامو بالمرصاد، حيث توفى في حادث سيارة في 4 يونيو 1960، وهو من سخرية القدر، أذ كان قد علق في اوائل حياته الادبية، ان اكثر موتا عبثيا يمكن تخيله هو الموت في حادث سيارة. كأنه كان يتنبأ بموته عن طريق هذا الحادث المروع، الذي ختم حياة اديب علقت اجيال، كثيرة، الآمال عليه، لكنه فعلا اصبح من اعظم ادباء فرنسا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية