الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد هولوكوست نجران اليمن -والإنهيار الشامل . لم يبقَ سوى غزو الشمال- على جدار الثورة رقم 228

جريس الهامس

2019 / 9 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعد هولوكوست- نجران اليمن - والإنهيار الشامل لم يبقً سوى غزو الشمال الغني - رقم 228
بعد هولوكوست نجران وظفار ودمار إقتصاد اليمن نتيجةالصراع الإستعماري الفارسي الحبشيالبيزنطي على أرضه وإنهيار الزراعة والتجارة وكل شيْ إنضم بؤساء اليمن الذي -كان سعيدا -إلى بؤساء الجزيرة ومكةً ...وأضحت قضية غزو الشمال الغني والمتقدم طوق النجاة الذي لاوجود لغيره..ولم يبقَ في الجزيرة كلها من يستطيع تمويل جيش غزو الشمال وفي مقدمته فرسان اليمن الشجعان سوى تجار مكة وقريش بالتحديد
ويروي إبن سعد أيضاً :( كان لعثمان عند خازنه يوم قتل : ثلاثين ألف ألف درهم وخمسمئة ألف درهم ) أي ثلاثين مليون وخمسمئة ألف درهم -- ومئةوخمسين ألف دينار إنتهبت كلها .
هذا غيض من فيض من ثراء طبقة تجار قريش الذين تصدروا جيوش فقراء مكة والحجاز واليمن البائسة لغزو الشمال الغني والمتحضر عبر آلاف السنين ..
وكان غزوالشمال , أي بلاد الشام والعراق . المسمى " الهلال الخصيب " قضية حياة أوموت بالنسبة لبؤساء الجنوب منذ منتصف القرن السادس الميلادي بعد إنهيار سد مأرب في اليمن وإنهيار ممالكه وخراب الزراعة والتجارة والحرفة فيه .. تحت وطأة الإحتلالين الفارسي والحبشي وهولوكوست ( نجران وظفار ) كما رأينا..وبعد تحّول طريق التجارة من مكة وسواحل البحر الأحمر إلى الشرق إلى دلمون ( البحرين ) وسواحل إيران إلى أرمينيا وبيزنطة ...
ولم يبق في الجنوب دولة أوسلطة أثرياء.. يستطيعوا تمويل وتنظيم جيوش الغزو نحو الشمال سوى أثرياء قريش في مكةوفي مقدمتهم ( الملأ المكي )الذي كان يتزعمه أبو سفيان الذي لم يعلن إسلامه حتى بعد سقوط مكة بيد محمد ..وأبوبكر شيخ تجارها ووالد عائشة (أم المؤمنين )..ولم يستطع أبوبكر عندما دعا قادة اليمن والقبائل كلها إلى المدينة لغزوالشمال تجاوز أبي سفيان زعيم قريش , فولّى قيادة جيش الغزو لإبنه ( يزيد بن أبي سفيان ) كما رأينا.ثم ركب أبوسفيان موجة غزو الشمال بعدمقتل إبنه يزيد في اليرموك مع أبنه الآخر معاوية الذي إستأثر بالسلطةوحوّلها إلى ملكية وراثية ..بعد خلافة أبو بكر , وعمر , وعثمان , وعلي ..الذين قتلوا غيلة بإستثناء أبو بكر الذي لم يبقَ في الخلافة أكثر من عام فقط..
وهكذا عاد أبو سفيان للسلطة ليس في مكّة وحدها التي إنتزعها منه محمد و أبي بكر ..وإبنه معاوية على رأس إمبراطورية بناها له المسيحيون العرب والسريان السوريون أهل الشام.والعراق .
ولابد لنا من مرور سريع على ثروات تجار مكة والملأ المكي الذي تصدر غزو الشمال ومولوه ثم إستغلوه بعد الإحتلال أو مايسمونه ( الفتح )في نهب الشمال كله ومصر وشمال أفريقيا حتى إسبانيا..
نرى في البدء أن عثمان وحده جهّز جيش( تبوك) - وهي مدينة في جنوب الأردن اليوم -- من ماله الخاص ليجلب له الثروات والغنائم ..وليس حباُ بنصرة للدين الجديد كما يزعمون..-..ومثله فعل الكثيرون من الأثرياء (قادة الغزو في سبيل الله ).. بينما كان فقراء مكة والمدينة والحجاز يموتون من الجوع ويعتفدوا في أكواخهم حتى الموت جوعاً دون أن يهتم بهم أحد..
ولنتابع ماوردفي المصادر الإسلاميةنفسها لنرى ما أصبح يملكه قادة الغزو ( في سبيل الله ) الذي لاعلاقة له بنبوة أو بدين جديد ..بل هوحصيلة الغزو و النهب والسلب والمغانم وإستباحة كل شيء في البلدان المحتلة ...حتى أضحتالخلافة والولاية وقيادة الغزو محلاً للصراع الدموي على السلطة والثروة...
جاء في موسوعة ( الطبقات - لإبن سعد - ج2 -ص 190 -وما بعدها - وفي تاريخ الطبري ج3 ص226 -- وفي مروج الذهب - للمسعودي ج2 ص 366 ومابعدها مايلي : ( تنافسوا على الدنيا حتى سلًت سيوفهم وتحاربوا وكفّر بعضهم بعضاً ..
- وبلغت ثروة الزبيروحده : ألف فرس , وألف عبد. ومئةألف دينار , وضياعاً كثيرة ,, بمافيها من بشرومواشي في البصرة والكوفة ,, وفي مصر وغيرها ..
- كما بلغت غلّة طلحة وحده كل يوم ألف دينار ..وقيل أكثر بكثير ..
- وكان لعبد الرحمن بن عوف . مئة فرس , وألف بعير . وعشرة آلاف شاة ..وبلغ ربع ماله الذي وزع على زوجاته بعد وفاته أربعة وثمانون ألفاً ...
- وترك زيد بن ثابت - كاتب محمد - وشاعر الغساسنة قبل الإسلام . من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس حتى محلّت أيدي الناس ( ويقال في العامية حتى اليوم : إنملخت اليد ,أي أرهقت أوشبه شُلّت من الحفر والضرب والعمل ..). عدا الأموال والضياع التي ملكها وتقدّر قيمتها بأكثر من مئة ألف دينار ..
-- وعندما قاد أبوذر الغفاري تجمعات البؤساء ضد بذخ معاوية والحاشيةالأموية التي أضحت تقلِّد حواشي الملوك في البذخ وإمتلاك الذهب والإقطاعيات والجواري , والعبيد.. وإرتداء الحرير مقابل الجماهير الفقيرة الجائعة والعارية الزاحفة من الجنوب وإستنجد بعمر بن الخطاب عندما زار دمشق فقال له عمر : ( دعه إنه كسرى العرب ) وكان راضياً ومؤيداً لكل ماحدث ..وكتب صك العبودية لسكان بلاد الشام والعراق المسيحيين العرب والسريان الذين قاتلوا مع أبي عبيدة وخالد في اليرموك..وبجانب سعد في القادسية وقتلوا كسرى .. وقتلوا الحاميات الرومانية والفارسية وفتحوا أبواب المدن السورية والعراقية لجيوش الغزو الجنوبي ليتخلصوا من إستبداد وإضطهاد الفرس والبيزنطيين...هذا الصك الذي سمي (العهدة العمرية ) التي جعلت سكان البلاد الأصليين مواطنين من الدرجة العاشرة _ يمكن مراجعة نصوصه هذه التي سأنشرها في أبحاث قادمة.
--- وترك سعد بن أبي وقاص - بعد وفاته في العراق عشرات القرى في أرض السواد ,, وآلاف الخيول والإبل ,وأكثر من مئتي ألف دينار ,, وأكثر من ألف من الجواري , والعبيد ..
-- وترك أبي هريرة معتمد السنّة النبوية وناقل معظم أحاديث محمد ..ومفبرك ما يشتهي معاوية ,, أو السيدة عائشة من أحاديث في صراعهما مع علي بن أبي طالب على الخلافة في الفتنة الكبرى.. وبعد موقعتي الجمل مع عائشة .. وصفّين بين علي - ومعاوية ...وترك أبوهريرة بعد وفاته : قصر العقيق في المدينة المنورة .. الذي تجاوز بناؤه قصر الخليفة سعةً وطرازاً وفيه مئات العبيد والجواري...وقصراً آخر في دمشق عندما طلب منه معاوية وإبنه يزيد الإقامة بجانب عرشهم ..- راجع صحيح البخاري ومسلم -- وتاريخ إبن عساكر ..
-- أما ثروات عمرو بن العاص والي مصر وأولاده وإقطاعياتهم في مصر والشام فكانت أكبر بكثير من إقطاعيات قياصرة روما ومرازبة فارس ومهراجات الهند..
.......أمالحديث عن النهب والإثراء السريع والقتل بالجملة والسبي طويل طويل لاينتهي في حكم الخلافة الشمولي والعبودي الإستبدادي يحتاج لمجلدات ....حتى في البلدان التي رحب أهلها بهم.. ولم ترفع عصا في وجههم بل قاتلت معهم ولولاهم لما إستطاعوا دخول بلاد الشام والعراق ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للراجِل سهْم وللفارس ثلاثة أسهم
ليندا كبرييل ( 2019 / 9 / 2 - 08:47 )
أستاذنا القدير جريس الهامس
تحية وسلاما، وأتمنى أن تكون بأحسن حال

وقفت عند فقرة ثروات تجار مكة وقادة الغزوات الإسلامية
ملايين من الدراهم والدنانير، العبيد، الجواري، الخيول، الذهب، الأراضي...
قرأنا أن فاتح مصر عمرو بن العاص قال: مصر مطية راكب نساؤها لعب وترابها ذهب
وهدّد قبط مصر بأنه سيضرب عنق من يكتمه كنزا كما حصل مع بطرس الصعيدي الذي عثر لديه على اثنين وخمسين أردبا ذهبا مصريا
وحكايات كثيرة في التراث نقرؤها بقلب مفعم بالأسف

لكني فكرتُ بما ذهب إليه جمهور أهل العلم إلى أن النبي كان يسهم بعد كل غزوة للراجل سهما، وللفارس ثلاثة أسهم
المليونيرية من الصحابة والمُقتدرين كان باستطاعتهم شراء الأفراس، للمشاركة في الغزوات، في حين أن الفقراء غير قادرين على ذلك،
أعتقد أن توزيع الأسهم بهذا الشكل ثلاثة مقابل واحد ساعد الأغنياء ليصبحوا أكثر ثراء، والفقير أشد فقرا وعوزا لعدم قدرته على شراء الخيل، أو عجزه عن المشاركة في الغزو لسبب أو لآخر

لم يأت نموذج واحد في التاريخ للعدالة والسعادة

تفضل خالص التقدير





2 - اين تراب مصر الذهبي
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 2 - 13:05 )
قال عمرو بن العاص
ان نساء مصر لعب وان ارضها ذهب
مصر اليوم تعيش على المساعدات وعلى صندوق النقد الدولي ومن افقر دول المنطقة وين ترابها الذهب يا ابن العاص على مايبدو ان ان العاص كان يعاني من قصر النظر

اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة