الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زايون

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2019 / 9 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر


زايون... لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم...

زايون الدافئة... دافئة لا لقربها من لب الأرض فقط، بل لأنها آخر ما تبقى للبشر، آخر خزان بشري حر مفصول عن الماتريكس... لا تصدق أن السادة الآلات قد يقدمون على شطبها تماما. هم سيغرقونها بالطوفان ثم يرسلون بأنفسهم من يعيد بناءها، وهذه هي وظيفة المختار، اختيار 23 فردا من داخل النظام يعيدون معه بناءها وإعادة تشغيل النظام بأكمله مرة جديدة.

السادة الآلات يحتاجون زايون لأسباب مهمة:

1-لم يمكن الاتيان بنظام يرضى عنه جميع البشر دون تمرد. النسخة الأفضل من الماتريكس كان فيها واحد بالمئة من الرافضين للنظام المتمردين عليه، وهذه كانت افضل نسبة على الاطلاق. ولكن هذا الواحد بالمئة بالنسبة لعالم فيه سبعة مليارات مثلا يساوي سبعين مليون متمرد. وهو يضاهي تعداد دولة مثل تايلاند. وخروج هؤلاء الواحد بالمئة الى ملجأ خارج النظام هو أأمن بالتأكيد لاستمرار النظام من بقائهم داخله ينشرون المشاكل.

2- النظام معرض ولو باحتمالية بسيطة الى حدوث عطل مدمر يفصل الحاضنات البشرية التي تغذيه بالطاقة ويميتها ويلغي مصادر الطاقة وفي هذه الحالة يشكل سكان زايون خزانا بشريا احتياطيا.

3- المتمردون في زايون حين يحاولون الاتصال بالبشر الموصولين بالماتريكس لحملهم على الثورة، فهم دون قصد يساعدون النظام في تنقية نفسه من عناصر لديها الاستعداد لتصبح ضارة، ويساعدون السيستم على معرفتهم وتعقبهم.

كل هذا يفسر لماذا يبقى عملاء السيستم الصغار وحتى المتوسطون محجويين عن معرفة موقع زايون الفعلي ورمز الدخول اليها. فهم مبرمجون على البحث والتدمير، وتدمير زايون من الضروري ان يتم من خلال المختار فقط، الذي يسمح بتدمير زايون في كل مرة ويختار 23 فردا من داخل النظام يعيد معهم بناء زايون من جديد.

ولماذا تدمير زايون ضروري كل فترة؟

لأن زيادة اعداد افراد المقاومة داخل زايون سيؤدي الى اختلال في الماتريكس خاصة حين يصدقون انفسهم ويتخيلون انهم ند فعلي للنظام ويحاولون تحرير جميع الموصولين بالماتريكس.

وجود زايون ضروري، واحتواؤها ضروري....

العرافة استطاعت تحقيق صيغة جديدة لم نعلم الى اي زمن يمكن ان تدوم، وهذه الصيغة تضمنت بقاء زايون دون تدمير مقابل مساعدة المختار للسيستم على البقاء، كون العميل المتمرد سميث اصبح تهديدا للطرفين. اي ان اغراء سميث بالتمرد كان ضروريا حتى يصبح السيستم بحاجة المختار ويستطيع المختار عقد الصفقة. وهذا لا يمكن ان يكون التنازل الوحيد المطلوب من المختار ومن زايون. حتى تستمر هذه المعادلة ينبغي ان يستمر احتواء زايون وان تنسى الى الابد شعار تحرير البشر من النهر الى البحر بفتح الحاء. ببساطة تحولت المقاومة الى حليف لمن كانت تقاومه في مواجهة متمرد جديد؛ متمرد لا يريد لوجوده ان يظل مرتبطا بالغرض منه داخل السيستم، وهذا المتمرد هو العميل سميث، الذي رفض ان يلغى بعد ان استطاع المختار التفوق عليه وبالتالي انهى الحاجة اليه داخل السيستم (جعله اكسبايرد).

كل تلك ضرورات مبرمجة، والمخرج منها هو فقط حالة الوفرة. الآلات حال توفر مصدر طاقة بديل عن البشر لن تمانع تحرير كافة البشر من الماتريكس.

والآن تخيل لو حللنا مشكلة الحيز الذي نتصارع عليه عن طريق امكانية التوسع والاستيطان في كافة أنحاء الكون.

او نحل مشكلة الزمان المحدود بتحقيق الخلود...

الوفرة حل لكل شيء ولكن النقص شرط لحدوث حبكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق