الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماجينا - من حكايات الحي القديم

فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)

2019 / 9 / 6
سيرة ذاتية


ولفترة من حياتي، كنت اقود فريق للماجينا، في ذلك الحي الصغير الذي عشت فيه طفولتي كما يجب ، طفولة شكلت بتفاصيلها ثروة أقفلت عليها بخزنة الذاكرة لسبب غير واضح تماما بالنسبة لي ،على الأقل حتى هذه اللحظة.
في ذلك الحي ،كنت انا بقامتي المائلة للقصر ونعومة تفاصيلي التي تعطيني عمرا اصغر ، وتشبهي بالاولاد في الشكل واللعب، يشد عضدي في ذلك اخي الاصغر المقارب لعمري،ذلك كان يعطيني حقا مشىروعا وبلا منازع لقيادة فريق الماجينا الذي يضم أبناء الحي باختلاف مكانتهم إجتماعيا ،فانا كنت ابنة العامل سائق الآلات الزراعية والفلاح في البساتين المجاورة،وهم أبناء الدور المكونة من طابقين والتي كنا نسميها دور المهندسين، ومعهم ابناء البيوت ذات الدور الواحد والتي كنا نسميها دور العمال والتي كان بيتنا واحدا منها، فلا بأس أن كنا نقودهم في اللعب والمشاجرات وفض الخصومات ايضا، كنا ننظم فريق الماجينا في مثل هذه الليلة بالخفية عن الأهل وخاصة اخي الاكبر الذي كان يشبعنا ضربا لو مسكنا متلبسين بمثل هذا اللهو وإثارة الضجيج في الحي وازعاج الناس .
الحي المسور باسلاك ويحيط به النخيل من اربع جهات ،كان عالما معزولا ،ساكنوه أساتذة في مختلف الاختصاصات وعمال مهنيين ،كان عبارة عن ثكنة آمنة جدا لمثل لهونا الطفولي ذاك، لذا لم يكن وجودنا خارج البيت مساءا يبعث الخوف والقلق ، ولم نكن بعد قد عرفناه اصلا .
كنا نتسلل بانتظام من بيوتنا ،ونجتمع في مفرق يفصل بين البيوت ذات الدور الواحد والدورين،يشاركنا الاطفال من كل البيوت، ونبدء باختيار البيوت جميع البيوت الا بيوت اهلنا،الذين كنا نخشى عقابهم ، فنبدء بالغناء ماجينا ياماجينا ونؤلف بقية الكلمات محافظين على اللحن ، دون أن نعي مناسبة الحادثة غير أنها ليلة الماجينا ، وكان يشاركني اخوتي الصغار وجميع من هم بمثل عمرنا في الحي ، نقوم بالدوران على البيوت ،وكانت بيوت مختلفة المشارب، فندق على المصري والفلسطيني والكردي والعربي والمسيحي والمسلم والياباني والكوري ،وتلك هي تركيبة سكان ذلك الحي ، فيعطونا طعاما ومالا، وبعد الانتهاء نبدء بتقسيم المال والطعام الى مجموعات صغيرة نضعه على عتبة البيوت التي لم يكن لهم اولاد يشاركوننا أو خجلنا لسبب ما من طرق أبواب بيوتهم، نضع القليل من الطعام وقليل من المال ونضرب على جرس البيت ونهرب،فكرامة الماجينا تكمن في أن لا يعرفوك، بعد أن ينتهي ذلك الطقس ، دون أن نمس حصتنا طبعا ، وهنا يبدء العراك الذي غالبا ما يختتم هذه الليلة ، والتي اذكر كثيرا من المرات كان يختمها اخي الاكبر الذي يقودنا للبيت رغما بعد أن نلنا منه نصيبنا من الضرب وارغامنا على ترك نصيبنا من المال والطعام للاطفال الاخرين،وتلك هي ضريبة من يملك إخوة كبار في ذلك الحي الصغير 😊
من حكايات الحي القديم
فلسطين الجنابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا