الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن التقنيات الحديثة!

سليم نزال

2019 / 9 / 7
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعطل سخان الماء عندى فقررت ان ابقى ثلاثة ايام بلا سخان الماء قبل شراء جديد لارى كيف يكون عليه الامر.و صرت كلما اردت تسخين الماء اسخنه على الطريقة التقلدية بان اسخن الماء فوق فرن الطهى.و قد حسبت كم مرة اسخن ماء لعمل القهوة او ما شابه فوجدت انى بتسخين الماء بالطريقة التقليدية اخسر كل يوم حوالى اربعين دقيقة.و هذا يعنى خسارة 1200 دقيقة فى الشهر و هو وقت مهم يمكن للمرء ان ينجز فيه الكثير من العمل .و قبل بضعة اعوام قمت بتجربة مماثلة على الموبايل .اغلقت الموبايل لمدة ثلاثة ايام و صرت اتحرك بلا موابيل .وواجهت فيها مشاكل .لان كل شىء تقريبا على التلفون .تدفع الفواتير من خلال بنك النت على التلفون ,و ترى الرسائل الالكترونية من خلاله و تتواصل مع الاصدقاء هنا فى البلد و اصدقاء النت من خلاله و بعد ثلاثة ايام وجدت اكثر من رسالة من اصدقاء فيها تساؤل عما حصل . قلت لمن سال لم يحصل شىء سوى انى حاولت العيش فى حياة كنت اعيشها هكذا من قبل و لم اكن اتذمر !

لا تتوقف المسالة عند هذا الحد . كشكات التلفونات التى كانت فى كل مكان لم تعد موجودة ان اضطر المرء ان يتحدث لا يوجد فى قلب العاصمة سوى اثنين او ثلاثة ممن اعرفهم و لا اعرف ان كانوا يعملون ام تعطلوا . باختصار وجدت ان الواحد صار اسيرا بكل معنى الكلمة للتكنولوجيا الحديثة.
و قد قرات مرة انه بمجرد ان تم اختراع الريموت كونترول للتلفزيون الذى حل مكان ان ينهض الشخص و يغير القناة بطريق يدوية ادى هذا الى ازدياد السمنة عند الامريكيين و انتشار مرض السكرى و خسارة مليارات كثيره على العلاج .و يستطيع المرء ان يقيس هذا على كل شىء فالسيارة تفتح بالريموت كنترول و باب البيت يفتح بالريموت كنترول و يمكن لك ان تحصى الكثير الكثير .كنا فى السابق نتحرك طولا و عرضا فى المكتبة و يذهب لمكتبات اخرى بحثا عن كتب الان صار هذا كله بكبسة زر .

كل هذا له اثار ايجابية لم نكن نحلم بها او كانت حلم الانسانية لوقت طويل لكن اثارها الجانبية باتت تعرف يوما بعد يوم .طبعا الاثار الاجتماعية باتت معروفه منها ازدياء الوحدة و العزلة و البطالة بسبب استخدام التقنيات الحديثة. و هناك ما هو اسوا مثل شراء الاسلحة الخ من الامور المدمرة مثل انتشار ثقافة الكراهية و التعصب .كنا فى اوسلو قديما نصعد الى الترامواى القديمة فتاتى بائعة تذاكر جميلة مبتسمه نشترى منها التذكرة .اما الان فتشترى التذكرة من ماكينة صماء لا تبتسم للرغيف السخن كما يقال .كل شىء له ثمنه بلا شك .و الحياة فى تغير مستمر لا تتوقف عن الحركة .و لا يمكن العودة الى الوراء !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب