الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحتاج لمشروع نصر حامد ابو زيد

محمد سالم

2019 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يري دكتور نصر حامد ابو زيد إن الخطاب التنويري يعاني من قصور يتجلي هذا القصور في النزعة التلفيقية التي تشكل بها الخطاب منذ التكوين الاول علي يد رفاعة الطهطاوي فهو خطاب يعتمد بشكل كبير علي ايجاد قاسم مشترك بين الحداثة والتراث الديني عند طريق التركيز علي فكرة المقاصد من التشريع او استبعاد العناصر غير الملائمة من التراث مع الحداثة ،هذا التلفيق هو وليد السياق الاجتماعي والسياسي الذي نمت فيه بذور التنوير حيث ولد في عصر الاستعمار الذي اراد فيه الاخر تنميط صورة ذهنية عن الشرق يخلط فيها بين التراث كمنتج بشري والدين ويتعامل مع هذه الصورة كنمط للشخصية والثقافة العربية هذا التنميط والخلط بين التراث والدين جعل المثقف العربي في حالة دفاع عن التراث لأنه يمثل هويته التي يدافع عنها ضد الاخر الذي يريد محوها. كذلك وجد في ظل استبداد يهمين علي المناخ العام منذ قرون هذا الاستبداد اعتمد علي الرؤية السلفية للدين لخلق تطويع ديني للسلطة السياسية بزغت حركة النهضة مع طموح السلطة السياسية في بناء إمبراطوريتها علي يد محمد علي وهذا يتطلب نقل منتجات الحداثة والياتها للبناء ومعه كانت حركة التنوير ملازمة للسلطة السياسية وجدت في ظلها لكن احتياج السلطة للمثقفين هو احتياج وقتي بما تطلب الحاجة اليهم ، النفعية في الخطاب التنويري كان هو جوهر ودافع التلفيق فقد دفعه سؤال لماذا تخلفنا الصراع المحتدم مع الغرب واحتياج السلطة لأليات الحداثة للبناء والاستمرار لكن مع اخفقات مشروعات التحديث ينتصر الخطاب السلفي الذي يشترك مع الخطاب التنويري في تمثل ماضي يرتكن اليه كأرضيه للانطلاق سؤال هذا الماضي في ائمة السلف او في ابن رشيد وابن عربي وتراث المعتزلة عند التنويرين كما يشترك مع الخطاب التنويري في تقديم نفسه كحل نفعي للإجابة عن سؤال التخلف ينتصر عند إخفاق المشروع الحداثي وتتحالف معه السلطة الإستبدادية لتسكين الغضب الشعبي بالدين وتطويع الشارع له ويظل التنوير في دائرة مفرغة لاحل لها سوي الاشتباك مع التراث واعادة قرأته
لكن كيف يمكن الاشتباك مع التراث ؟!
ذلك عبر نقد المفاهيم التي بني عليها هذا التراث لاسيما المفاهيم المتعلقة بالنص المؤسس القرأن والقرأن هو كلام الله الموحي الي نبيه وللتقريب ينبغي أن نفكك معني الوحي وماهية الكلام والنبوة الوحي هو رسالة الله الي نبيه عن طريق جبريل لكن هذه الرسالة يترجمها النبي بما يتلائم مع تكوينه الثقافي والاجتماعي هي الهام من الاله لكنها متفاعلة مع البيئة المحيطة بها هي كلام الله لكن هل كلام الله صفة زائدة عن ذاته ام عين ذاته هذا السؤال كان سر الخلاف بين المعتزلة واهل الحديث هل الكلام مرتبط بالذات الإلهية فهو ازاي قديم ام مرتبط بالفعل الالهي المنطقة المشتركة بين الخلق والخالق فلو قلنا ارتباطه بالذات واكتسابه الازلية فهذا يعني تعدد الازليات وهذا يتنافي مع فكرة التوحيد الذي جال بها الاسلام واذا قلنا مرتبط بالفعل واذا كان الكلام الالهي فعلا فانه ظاهرة تاريخية لان كل الافعال الإلهية افعال في العالم المخلوق المحدث اي التاريخي لكن تاريخية القرأن لاتعني هجره او جعله مجرد فلكور ولكن اعادة انتاج خطابه بما يتلائم مع السياق الزمني عن طريق اعادة مفهوم اللغة في اطار سيمونطيقي فاللغة ليست لفظ ومعني انما دال ومدلول الفرد يتدخل في صياغة المعني بمدلول تساهم في ثقافته الزمنية اذا فهو خطاب متغير علي حسب تغير الظرف الزماني والمكاني وليس ثابتا وازليا ومن هنا تسقط فكرة صلاحية النص لكل زمان ومكان ومعه للمفاهيم الفقهية التي صيغت كنصوص دينية ثابتة حتي لو كانت لاتتلائم مع السياق الزمني وتمثل اشكالية وعنت
هل نحتاج لابن عربي؟!
العنف الذي بدا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر الخطر الذي يواجه العالم قائم علي فكرة مستمدة من ادبيات التراث الاسلامي الارثوذكسي صراع الحق والباطل فسطاط الايمان وفسطاط الكفر كما قال بن لادن لكن اذا سئلنا الرجل العادي ما دلالة معني الايمان والكفر ؟! سيجيب انه الاسلام و الاسلام السني الذي ولد عليه اما الكفر فهو غير من ليس بإسلام ،لكن اما يمكن نطرح مفهوم اخر الايمان غير مبني علي الاستقطاب والصراع واحادية الرؤي ومستمد من التراث نفسه من التصوف الذي نظر للوجود نظرة تجريدية هو تجلي للإله فجميع الموجودات هي من فيض الاله وكل صورة او وثن يعبد انما يتعبد الي الله حتي لو ضل الانسان بعبادة صورة لكن يبقي القصد أن يتوجه بإخلاصه الي الاله فغير المسلم عند ابن عربي يكون اقرب الي الله في الدعاء عند حرب المسلمين لأنه حتي لو كان يعبد وثنا لكن الله يستجيب له لإخلاصه وايمانه وابن عربي يري أن الله متجلي في كل صورة (لقد صار قلبي قابلا لكل صورة ) فليس الايمان مجموعة من العقائد تحفظ ولكن يتجلى في الاخلاص والمحبة هذه المحبة تجعلنا نخرج الايمان من دائرة القطبية والاحادية الضيقة الي فهم اوسع قائم علي المحبة، صوفية ابن عربي هي ذات جوهر فلسفة ابن رشد عند دكتور نصر حامد وان كانت تقابل فلسفة ابن رشد في إن العقل من الممكن أن يتفق مع الشرع في أن يكون طريقا للإله فالإله يعرف بطريق المحبة لا العقل لكنها تشترك معها في رحابة واتساع الافق في النظرة للعقل والايمان وقد وئدتا علي يد المؤسسة الدينية الرسمية التي هيمنت علي السلطة لكن هل هناك داعي لأحيائها اليس هذا يسقطنا في ماضوية مقابلة لماضوية السلفية ؟!
هل نحتاج لمشروع نصر حامد ابوزيد اصلاح ديني ام تنوير وقطيعة معرفية ؟!

هناك طريقتين عبرتا منهم اوروبا لعصر الحداثة الطريق الاول هو الاصلاح الديني الذي تميز به الشمال الاوروبي الذي ارتأى أن يطوع الدين لصالح انسنته ووضع حد لطغيان رجال الدين وهو نفس جوهر مشروع دكتور نصر حامد ابوزيد وغيره من اصحاب فكرة الاسلام الحداثي
لكن بسبب حركة الاضطهاد الشديد الذي احدثها لويس الرابع عشر لليهجونت البروتستانت أوقفت عجلة الاصلاح الديني دورنها في فرنسا لتعبر فرنسا عصر الانوار متخطية مرحلة الاصلاح الديني التي اري انها كانت مناسبة لعالم كان الدين يهيمن فيه علي المجال العام ومع تعنت المؤسسة السلفية مع كل مبادرات الاصلاح الديني مثل مشروع دكتور نصر وغيره اري انها ستمهد لعصر انوار ذو طابع خاص يطبع حتي الدين بطابع العقل فعجلة التاريخ تدور ولاتنظر خلفها









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي


.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل




.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري