الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشك عند ديكارت واشكالية الثقة بالنفس

عبد الوافي العزوزي

2019 / 9 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ديكارت فيلسوف فرنسي غني عن التعريف يعد " أبو الفلسفة الحديثة" ومن الفلاسفة العقلاء الذين اعتمدوا عن العقل في منهجهم الفلسفي عكس الذين سبقوه في تفلسفهم الحسي المادي ، وقد تميز أسلوب ديكارت في تفلسفه بأسلوب الشك من اجل تأكيد أي شيء وقد اقر على أن "الشك أساس الحكمة" وقد كان هذا الشك منطلق فلسفة ديكارت ويرى على انه إذا أردت أن تكون باحثا صادقا عن الحقيقة فمن الضروري أن تشك في كل شيء لأقصى درجة ممكنة . فمن هنا نجد أنفسنا نحن البسطاء بفلسفتنا الفطرية قد نشك مرة في شيء ما . لكن لا نستطيع أن نشك في كل شيء ، أن نشك في أنفسنا وذواتنا ووجودنا ... الشك في الذات يمكن أن نعتبرها سفسطائية وليست فلسفة تبحث عن الحقيقة المطلقة .
لكن ما فعله ديكارت كان تحديا قويا ونكرانا للذات حيث أكد وجوده بنكران ذاته والشك في وجودها " أنا اشك إذا أنا موجود " بطريقة ذكية وبارعة استطاع ديكارت أن يكشف حقيقة وجوده ويتيقن من انه موجود . على حد تعبيره يمكن القول على أن الشك يوصلنا إلى اليقين . وأكد ديكارت على ضرورة الشك في حواسنا لأنها يمكن أن تخدع الإنسان باستمرار وفي أي وقت ولذالك من الأفضل عدم الثقة بها . وفي هذا الصدد يذهب تشارلز بوكوفسكي إلى القول على أن" مشكلة عالمنا تكمن في أن الأذكياء يغلب عليهم الشك ، في حين أن الأغبياء يغلب عليهم طابع الثقة بالنفس " .
إذن من هنا تظهر الإشكالية واضحة ألا وهي كيف ينبغي أن يعيش المرء حياته ، شكاكا في ذاته وفي كل شيء من حوله ، أم انه ينبغي عليه أن يكون واثقا من نفسه لكن دون أن تلحقه لعنة الغباء ؟
كما قلت سابقا نحن البسطاء لا نستطيع أن نشك في وذاتنا نمتلك ثقة لا متناهية في الذات ربما هي ثقة عمياء لكنه على الأقل هذه الثقة توفر لنا نوع من الراحة النفسية والاطمئنان والرضا عن الذات ، عكس الشك الذي يبعث القلق والاضطراب وينتهي في كثير من الأحيان إلى الإنكار والجحود ، وهنا نجد جان جاك روسو يتضامن معنا نحن البسطاء الواثقون من أنفسنا ويقر على أن "الشكاكون إما لا وجود لهم وإما هم أشقى سكان الأرض" ، من هنا يظهر انه لا انسجام للذكاء مع الشقاء فليس من المنطق أن يكون الإنسان الشقي هو نفسه إنسان ذكي ، إذا ربطنا الشك بالذكاء كما فعل تشارلز ، لكن قد يقبل العقل الذي اعتمد عليه ديكارت في فلسفته على أن الشك في كل الأشياء يسبب الاضطراب للإنسان في حياته وان الشك في اليقينيات وضع شاق بالنسبة للعقل البشري .
إذن بعيدا عن الشك فالحقيقة المطلقة تكمن في اليقين لا في الشك حيث الشك يذهب بنا إلى نفي كل ما هو موجود من حولنا وبالتالي نفي ذواتنا ليؤكد وجودها بعد أن يتيقن على انه غير قادر على نفيها فمقولة" أنا اشك إذا أنا موجود " يمكن أن تبدل بمقولة" أنا موجود والشك في وجودي باطل " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك ذات مفكرة شكاكة
ايدن حسين ( 2019 / 9 / 9 - 00:58 )
ديكارت يقول .. طالما انا اشك .. فاذن انا موجود .. فبدون وجودي انا .. من الذي يشك اذن
و الاصل .. انا افكر .. اذن انا موجود
فطالما هناك تفكير .. فيجب ان يكون هناك شيء هو الذي يفكر
و التفكير .. هو هو .. في الشك او في اليقين .. التفكير هو هو
و احترامي
..

اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست