الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111697رسالة إلى الصديق والأخ الشاعر والباحث الشيخ صالح هوّاش المسلط المحترم.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2019 / 9 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


رسالة إلى الصديق والأخ الشاعر والباحث الشيخ صالح هوّاش المسلط المحترم.
سلام الذي لافناء لملكه ولا انقضاء لعهده أمين.
أما بعد :
أسأله تعالى عن أحوالكم وصحتكم وأهلكم .وأتمنى لكم كلّ الخير والتوفيق .
وأملي ورجائي بالواحد الأحد أن ألتقيك قريباً في الوطن .وعلى نفس أرض تلك المدينة التي زرعناها حُباً وعملا …
دعني يا صديقي أن أصافحكَ بقولي أنّ مابين سبعينيات القرن العشرين المنصرم حين كانت ثانوية أبي ذر الغفاري بمدينتنا الحسكة.تجمعنا وتحتضننا كأبناء بررة لها وللوطن وأنهينا تلك المرحلة فوزعتنا الجهات ولكننا نلتقي في زيارات ٍ يتيمات ٍ حتى قيضَّ الله لنا أن نلتقي دوما في مهرجانات الطلائع وكنا أنت ومعشوق حمزة وأنا نمثل المحافظة لمهرجانات الطلائع على مستوى سورية حيث نمت علاقتنا واحترامنا أكثر وأكثر وكانت تتسم منذ البدء بالاحترام والتقدير والتشجيع والمباركة في كلّ مشروع كُنا ننجزه في تلك الفترة التي حددت ملامح شخصيتنا المستقبلية .
وكنتُ كما تعلم منذ المرحلة الثانوية مولع بالفلسفة وعلم النفس ومابينهما من علم الجمال والنقد والتحليل .وكان ولعي بالمنطق الأرسطوطالي والهندسات في تلك الأيام. وكانت تلك المقدمات حتى بالنسبة لهجرتي حيث قدمتُ وأنا في الصف الحادي عشر أمسية أدبية عن الشعر المهجري في المركز الثقافي وكان البحث التاريخي يأخذ مني الكثير في تلك الأيام ومن كان يراني يرى عاشقا مولعاً بفاتنة كعشتار الفصول.وتأتي الفترة الجامعية بكلية الآداب قسم الفلسفة والدراسات الاجتماعية بجامعة دمشق لتتوج رغباتي كلها وأما في الجهة الأخرى من الوظيفة فكان التعليم وجهتي كما تعلم .وكانت الوظيفة بالنسبة لللترويح عن النفس فأنت والحمد لله لست بحاجة مادية كما أنا .أجل يا صديقي أقدس أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين.أما لو قطعنا المسافة بسرعة أو حرقنا المراحل كما يسمونها أصحاب السياسة الاشتراكية فما بين الأمس واليوم. ثمة فوارق ومساحات كبيرة في شخصيتنا العقلية والعاطفية والوجدانية وحتى البيولوجية اختصرها بقولي :إن سنة الحياة النُمُوّ والتقدم والإضافات إلى جوهر الشخصية الإنسانية، وتلك الإضافات ليست حالة منفصلة عن مركز شخصيتنا بل تدعم شخصيتنا العقلية والعاطفية والوجدانية والفكرية .شخصيتنا الأولى كانت تتأصل وتتجسد فيها البراءة والعفوية والإنسانية بأعلى صورها .فنحن رغم التراكمات الإيجابية في ذاتنا لم نفكر يوماً بأسلوب التمرد العبثي .الذي نسيتهُ منذ أيام انتسابي إلى الوجودية السارترية مع عوّاد الطلب وعادل حديدي .التي كانت هي والماركسية اللينينية مع أفكار ميشيل عفلق والبير كامو وكولن ولسن إلى سهوب السافانا وكتّاب الاشتراكية الروسية إلى التراث العربي بكلّ تنوعه الثر والفلسفات القديمة والوسيطة والحديثة ومدارس الفن التشكيلي التي جئتُ عليها لابل هضمتها هضما وكان الحلم يتجلى نحو مستقبل يجعلنا ننسج على بوابات الفجر قصائد للفقراء والمحتاجين وكنتُ آمل بأن يكون الغد أفضل .
وعلى الرغم من أنّ وقتاً ليس بالقليل كنتُ أعمل في الحقل السياسي كما تعلم منذ عام 1963و1964م وحتى هجرتي إلى أمريكا ومابعدها حتى عام 1990م.
حيثُ لم أكن أفكر يوماً بالأنا بل بالنحن .التي أؤمن ولازلتُ أؤمن بأنها مركزية (الإيكوسنرية ) للشخصية المشرقية .التي أؤكد على أساس العمل بأن لانلوثها بالقوة والعنف والدماء والسطو والإرهاب الفكري أو الإرهاب الجسدي وخاصة عندما ينعدم الأمن. وتفقد أغلب الجماعات ماتعلمته في مدارس الوطن وتتحول إلى العصبية الدينية أو المذهبية. في تلك الأيام كنتَ شاهداً على جزء لابأس به من جهدٍ وطنيّ أو تربوي أو ثقافي تمكنتُ من خلاله قراءة ذاتي عبر المتحولات والمتغيرات. وكنتُ أردد دوماً التمرد السلبي الذي يفقد كينونتي وشخصيتي وهويتي ليس بتمرد بل هو التدمير الشامل لشخصية فلاحية متعطشة للعلم والمعارف بكلّ ألوانها وأشكالها وأهدافها.
. أسوق هذا ورغبتي أن أقولها صادقاً مابين العَالِمْ والجاهلْ .مسافة شاسعة وما بين النور والظلام ليس كمن يقرأ أخر بيت في قصيدة لشاعر عاشق.
الأجيال الحالية لايمكن لي أن أتقدم بأيّ شكوى تجاهها إلا أنني أتمنى عليها ألا تُفرط بالأوائل من كلّ الصناعات الفكرية واليدوية . أن تُقدر لمن سبقهم في مجالات عدة جهودهم وأريد أن أترك من خلالك رسالة لهذه الأجيال الرقمية بأنّ ما عشناه سابقاً ليس كما تعيشون اليوم من تقدم والهاتف النقال في أياديكم ..
أتمنى أن يُشاركنا الأستاذ محمد صباح بشأن كيفية قراءة الكتاب سابقا وكم كُنا نتعذب في الحر والقر لنقرأ كتابا من مكتبة المركز الثقافي .وإذا ما ودعنا تلك المرحلة وهذه الرسالة أقول:
صديقي الشيخ صالح هوّاش المسلط.
المشيخة في دار أهلك .سنة وتراث ووراثة .لابد أن نعتز بها. فأهلك الجبور
كانوا وسيبقون مَوْئِلاً لكلّ المستضعفين في الجزيرة وهذا واجبهم تجاه هؤلاء.
هكذا كنتم منذ الشهيد فكاك وستبقون .سيما نعول على دوركم الشيء الكثير وهنا أستحضر شخصيتك واسمح لي أن أعدد سجاياك.
مؤدب ،محترم ،غير انتهازي .عزيز النفس ،لاتقبل الضيم. عصامي ولم تكن تستغل مكانتك القبلية .بل كان التواضع سمة توشح هامتك..مُحباً للعلم .وكنتُ أقرأ فيك رجلاً يُريد أن يرسم معالم شخصيته الثقافية بمعزل عن مكانته التي ورثها من والده وبيت أجداده.خجول بمسحة طفولية وإذا كانت مسرحيتك ((هيّا إلى العمل)) التي أخرجها أخي الشاعر والكاتب الراحل عبد الأحد قومي قد أكدت لي بأنّ صديقي صالح لديه قدرة على صناعة الحكاية وتسلسل مراحلها وتنتهي بغايتها . أجل كانت رائعة وأعجبتني يومها ولكن تتوج هامة الحسكة بشيدك (بريد الجنوب) ذاك النشيد الذي فزت به بالمرتبة الأولى على مستوى سورية ذات يوم ونحن نُشارك في مهرجان الأغنية السياسية. ويومها أكد لي الصديق الدكتور أحمد رفاعي والصديقة إلهام أبو السعود والصديقة أحلام سليمان بأنك جدير بالمركز الأول مع العلم لو لحن نشيدي الأخ الحبيب صليبا شمعون (( أنتَ الحب يالبنان)). لم يكن يومها بأقل من المركز الثاني لكن مع الأسف فالمغني الأخ جورج الذي اليوم يُغني في دبي وغيرها لم يوفق في بداية ومطلع النشيد على مسرح نقابة المعلمين بالمزة.كل هذا لنؤرخ لفترة ربما لايعرف عنها أغلب من سيقرأ رسالتي إليك هذه ومع هذا لن نمر دونما أن نتذكر فيها المطرب والموسيقي الأخ صليبا حنا (شمعون) الذي كان شريكاً حقيقياً لذاك الفوز ببريد الجنوب وسناء محيدلي.
لكن رغم كلّ ما كنت تملكه من إرث مشيخي ومال ٍ وثقافة ٍ كنت متواضعاً ولبقاً وكنت صبورا. ولن أقول كنتَ أخاً وصديقا ً لكلّ من عرفك فحسب بل كنت أيضا تهرع لنجدة المحتاج وكنت كريما وابن كِرام ستبقى.
واسمح لي أن أذكرك بأجمل اللقاءات يوم رفعت شلال شعرٍ لغانية ترامى بين أحضاننا ولكن أغلبه كان من نصيبك...ويوم جلسنا
مع ذاك الدمشقي الأستاذ عدنان أبو الذهب في إدلب بمهرجان الطلائع .وكيف كان يظنك اسحق قومي ويظن اسحق قومي بأنه هو صالح المسلط….هل تذكر ذلك وإلهام أبو السعود والأسماء كثيرة لكن لي قصد في أن ذاكرتي تحتفظ لعدنان أبو الذهب ماقاله يومها فقلتَ لهُ : عليك أن تحترم يا أستاذ فالصديق الأستاذ الشاعر اسحق قومي موجود هنا...وأنت تُشير إليّ فتعجب وأيّ عجب…!!! أوردت هذا حتى أؤكد بأنّ نفوساً مريضة كانت موجودة على الدوام.
دعنا من الماضي رغم أنه كما يقول سارتر( لايموت) ..ماهو مطلوب منا أن نفهم جيداً بأنه لكلّ منا شخصيته وتكوّينه والصداقة لا تمحو الحقيقة والكينونة لكلّ منا..ولكن ليس المطلوب منكَ أن تكون نسخة طبق الأصل عني. ولا أنا أن أكون نسخة طبق الأصل عنك.فهذا مُحال بالمنطق وعلم الوراثة وأثار البيئة المادية والاجتماعية التي كوّنت شخصيتك. وكوّنت شخصيتي.
لكن أعتقد جازماً هناك في رحاب مدينتنا الحسكة تمّ رسم معالم شخصية تشبه إلى حدّ ما جوهر كلانا وشخصية أترابنا وأغلبية أبناء جيلنا .فكلنا يخاف الله ويخاف نقد المجتمع الذي يعيش فيه.نسمع كلام الكِبار ومشورتهم حتى لو لم نعرفهم .وكنا نخجل إن نظرنا إلى وجوههم وهم يوجهوننا لو نحنُ أخطأنا بحسب عاداتهم وتقاليدهم . فتصور يارعاك الله كم هو الفارق بين أجيالنا وهذه الأجيال؟!!!
أجل كانت هناك شخصية مجتمعية تجمعنا وكانت تتشكل تلقائياً مع كلّ منا. ولكن على الرغم من تلك الشخصية الإيجابية للمجتمع والفرد .كانت لكلّ منا شخصيته وتجلياتها شعراً ونثرا. سلوكاً وعملا..ورغم ذلك كنا نُشكل معاً .أطروحة الوطن الخالد ومحبته والفداء من أجله. فمنا من كان بالكلمة، وذاك بالجهد العضلي، وذاك بالدفاع على خطوط الجبهة..
والكلّ كان يتغنّى بأمجاد الوطن .على أنه للجميع وليس لأحد دون الآخر.
أما لماذا رسالتي إليك الآن .فهذه ليست الرسالة الأولى بل الثانية بعد رسالة كنتُ قد وجهتها إليك أثناء مواسم اختطاف أهلنا في الحسكة.
ولكن لنتفق على نهايات للرسالة على أن تكون ترسم معالم أهداف الرسالة الحقيقية فلستُ ممن يتملقون كما تعلم . ولستُ ممن يُحابون كما تعلم. لكن لي من هذه الرسالة أن تصل إلى غايتها السامية حيث تتكوّن أبجدية قوامها الإنسانية والوطنية وتجسيد مقومات واستحقاقات حقوقنا وواجباتنا .قوامها دستور سوري مدني ،وحقوق مشروعة لكلّ المكوّنات الجزرية والسورية بشكل عام.وأعلم لستَ قادراً ولست بقادرٍ على التأثير في المشهد الدموي الحاصل ، ولا المشهد الذي يُرعبني حين أقر بالواقعية السياسية لمجموعة الأحداث الوطنية أمنية كانت أو مورفولوجية.إنما الأمل في كلّ المخلصين لوحدة التراب السوري وإن كان هناك تسميات إدارية جديدة فهذا شرعٌ يتفق عليه جميع السوريين فيما بعد . أملي أن تضع الحرب أوزارها ويجلس الجميع إلى طاولة واحدة.لتحقيق خلاصة الدمار والخراب والقتل والتشرد.وعلينا أن نقر بأنه يوجد شكاية حقيقية ومهمة لمكوّن وطني أصيل ألا وهو المكوّن المسيحي السوري على الجميع الاهتمام بوجوده لأنه لو تصحر واقعنا منه .صدقني لن يكون في صالح الجميع لهذا أؤكد من خلالكم على أهمية الإيمان والعمل بترسيخ لوجوده حقيقة وليس بالعواطف والشعارات فقد شبعنا منها كما تعلم ياصديقي.
وأريد أن أُكاشفكَ لمن يُشكك في نوايانا ومحبتنا وإخلاصنا لوطننا فأقول له : في نيوجرسي وإذاعة ساوث أورنج لم نبخل بالدفاع عن وطننا وقضاياه ونافحنا عنه وأية منافحة مع من كان يريد أن ينال منه . وفي ألمانيا لايمكن أن نُحصي المواقف الوطنية ولايمكن أن نعددها لأنها تفوق الوصف وهذا يؤكد على أنّ اسحق قومي اليوم ليس اسحق قومي الأمس ،كما أن صالح المسلط ليس صالح الأمس . فهناك إضافات إيجابية ومكاشفات حقيقية لمواضيع كانت مغمورة بدوافع شتى ليس الآن ذكرها.علينا أن نقر بأنّ ما تعلمناه في المدارس عن التاريخ وأبطاله والجغرافيا 70% منه كان في حالة يُرثى لها .وأتحفظ على مناقشته أمام المراهقين الفكريين .إنما أقول علينا أن نتوافق على قراءات جديدة. وحوارات جادة ومفيدة تبتعد عن السفسطائية والعواطف التي لا تُجدي نفعاً .علينا أن نقرأ كل محمولات تراثنا الوطني وشخصيتنا الإنسانية.دون إكراهٍ أو إجبارٍودون تخوين أو شوفينية..
وما تحول في شخصيتنا. أننا قرأنا مالم نقرأه في الوطن عن أمور تهم الحق والحقوق..ولا أكتمك سراً بأنّ غالبيتنا غير قادرة حتى اليوم على قبول الآخر الذي يُخالفها .إي نعم هي تقبل الآخر على أساس أن ينبطح كليا أمام رغباتها. مغيباً شخصيته القومية والدينية والمذهبية. عندها تلك الجماعة ترى في تلك الشخصية متوافقة ومتزنة. أما إن أبدت ما يحق لها من حقوق تقوم الساعة ولا تقعد الدنيا.
من هنا إن إنجاح مشروع سورية الجديدة التي عانت ماعانته لايمكن أن يرى النور
في ظروف لانجدد فيها بوابات الهواء ومحولات منظومة أفكارنا.
فلو أبقينا أفكارنا هي هي دون تجديدٍ وتقليم وبري .فصدقني لن تكون هناك سورية حتى بالشكل الذي عشناه أنا وأنتَ. بل ستتحول إلى محميات مذهبية ٍ ومدارس متخلفة وسوف تتخلف سورية عن ركب الحضارة البشرية رغم كل ماندعيه من آمال لا أجد أنها تشمل الكل بل فصيلاً واحداً بعينه.
إن التأكيد على إن إصلاح سورية يبدأ برأيي بما يلي:
1= التجديد في المنظومة التربوية .وأن يكون التجديد يلامس الواقعية والموضوعية والإنسانية فيها.و ضرورة والإيمان بمستقبل نرجوه. إن المناهج التربوية والتعليم الديني أساس نهضة أو تخلف الشعوب وسورية خاصة بعد هذا الحرب الكوني عليها من داخلها ومن خارجها.
2=ضرورة قراءة التاريخ العام للمنطقة بشكل عام. والتاريخ السوري القديم والوسيط والحديث وقراءة الشخصيات القومية الموجودة على المحمول الجغرافي. ضرورة حتمية لتكوّين وطناً سوريا قوامه الحب والعدالة والحرية المنضبطة وتحقيق الشخصية القومية والإنسانية والثقافية فيه لكلّ مكوّناته القومية والدينية والمذهبية .
3= حان الوقت لنقر بدستور مدني يجمعنا...وأن نلغي من عقولنا بأننا على صواب والآخر على غلط..أو أننا نخوّنه فيما إذا أراد أن يطرح علته وما يشعر به .
4ً= لانوافق على ما يُبث من مفاهيم حول العالمية الفوضوية بل نؤكد على بذل الجهود من أجل الحفاظ على الهوية والشخصانية المشرقية مع كلّ هيئتها ومحمولاتها.
5= لانوافق على الأممية التي تسحق الشخصية القومية والوطنية ولا الدينية ولا المذهبية.
6= أؤمن وأعمل في أكثر من محفل يتوفر لي الدخول والمشاركة فيه للحفاظ على الحضارات البشرية الحالية بتخومها دون تدميرها من خلال الفوضى الخلاقة ودمج الشعوب المختلفة بثقافات مختلفة فالغاية منه هو تقديم أجيال هجينة غير قادرة على فهم ماضيها وهذا ما تسعى إليه المافيات العالمية.نحن مع الحفاظ على الهويات الثقافية للشعوب كافة سواء أكان عبر القارات أو ضمن الوطن الواحد.
7= نحن مع قراءات شفيفة ونقدية وموضوعية وعلمية لكلّ تراثنا الديني والروحي والثقافي المشرقي. على أن نُحافظ على حدود حرية المعتقد على ألا يُشكل خطراً يُهدد المعتقد الآخر لكلّ المكوّنات وثقافاتها ومعتقداتها وحقوقها المشروعة ليس من خلال منة ٍ تمنحها الأكثرية للأقلية. بل من خلال دستور مدني يؤمن ويُؤمنُ حقوق المواطنة الكاملة وغير المنقوصة لأيّ سبب كان .كما يُفترض أن تتم دراسة الحقوق المشروعة لبعض المكوّنات في حق تقرير مصيرها ضمن إرادة ووحدة الدولة الواحدة.
8= إعادة قراءة المفاهيم القومية والدينية والوطنية والحقوقية والسياسية والتربوية ومفهوم العدالة والمناهضة وحق العمل والحرية المنضبطة.
9= الحداثة، والتقدم ، والتطور، وتوزيع الثروة الوطنية، والفلسفة السياسية والعدالة الاجتماعية كلها تبقى مجرد كلمات فارغة مالم نؤمن بها وبتحقيقها بشكل جماعي وليس مجموعة أفراد كجزر صغيرة ضمن محيطات شاسعة واسعة من هنا الدعوة لتجديد الإنسان السوري .وهنا أخص السوري لاتأتي لا بالقوة ولا بفرضها من قبل الدولة وأجهزتها مهما أوتيت من حنكة وقوة بل تبدأ بالنمو من خلال البيت ورب البيت والأم عندما تُعلم الأم لأبنتها وابنها أن أولاد الجيران لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
عندما لايخطب فينا خطيب الجمعة بلغة فيها التميز واضحاً وشتيمة الأديان التي تُخالف دينه. عندما نؤمن أن البشرية تتقدمنا بملايين السنوات الضوئية ونحن لازلنا نريد أن نثبت للأخر بأن مايؤمن به هو كفر وإلحاد…
إن سورية لن تتقدم بأدوات ٍ وآلية العصور القديمة ولا الوسيطة. بل بالإرادة والإيمان أن الوطن وجميع من فيه ليسوا سوى أسرة واحدة وهم إخوة لهم حرية المعتقد والتفكير والحقوق والواجبات .
وأخيرا وليس أخراً.أيّها الصديق الذي أزعم أنني كنت يوما ولا أزال صديقا له رغم المسافات.الشيخ صالح هوّاش المسلط.لنتذكر دوما أن هناك قافلة تسير ولا تلتفت. لمن هم حولها وهم يُشاغبون. وذلك من منطلق لثقتها بنفسها وقدراتها وتضحياتها على الصعيدين الوطني والقومي والثقافي .ولنتذكر أن بالقوة والترهيب لايُقيم العدل والحرية . في مثل هذه الظروف والأحوال ولافي غيرها.
كن بخير يا صديقي صديقك الذي سيبقى مخلصا لتلك الأرض رغم كلّ التجار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان