الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلب القبض على ميل جيبسون ومحاكمته في مصر

بيتر ابيلارد

2006 / 5 / 17
كتابات ساخرة


نقلت لنا الصحف ووكالات الأنباء خبر يضحك الموتى في قبورهم، وملخص الخبر هو تقديم "نواب الإخوان الدكتور محمد سعد الكتاتني والدكتور أكرم الشاعر وبهاء الدين عطية إضافة للنائب القبطي إدوارد غالي بإضافة مادة لقانون العقوبات المصري تحمل رقم 161 مكرر تُعاقِب كلَّ فعل مقصودٍ منه الاستهزاءُ بأي رسول أو نبي أو دين سماوي، ويكون اختصاص القضاء الجنائي المصري نظر هذه الجريمة، حتى ولو وقعت خارج حدود القطر المصري، ومن أشخاصٍ لا ينتسبون للجنسية المصرية"

ولا أدري أيهما أكثر هبلاً النواب الذين تقدموا بمشروع القانون أم البلمان الذي وافق على مناقشته أم الصحافة التي طبلت وزمرت لمشروع القانون أو الشعب الذي فرح به.
ففي الماضي غير السحيق كان القانون المصري يدين تعطيل الخدمات الدينية أو التشويش عليها، ويعاقب أيضاً على التعدي على ممارسة الشعائر الدينية.
لكن القانون الجديد والذي يقترحه نواب الإخوان يختلف تماما من عدة نقاط.
أولا: هذا القانون لا يحدد لنا ما يقصده بنبي أو رسول أو بدين سماوي.
ثانيا: القانون من المقترح تطبيقه بصورة عالمية وهو ما يتوافق مع فكر الإخوان وربما مع عنترية الحكومة المصرية.

ولكن لندع هذه النقاط الصغيرة جانباً ولننظر لإمكانية تطبيق هذا القانون.
أول أمر يجب مناقشته هو أي نبي ورسول يقصده القانون؟
هل المعني هو النبي والرسول عند الشخص الذي يفترض به إهانة هذا النبي أو الرسول؟
بالتأكيد لأ، لأنه لو كنت أؤمن بشخص على إنه نبي أو رسول فلن أسيء إليه من الأساس.
إذن هل المقصود هو النبي عند الشخص الذي يشعر بالإهانة؟
أيضا لا يمكن حيث أن القانون يحدد أنه يتكلم عن الأديان السماوية دون أن نعرف سماوية عند من.
هل هو النبي في عرف القانون المصري؟
إن كان فلا نعرف دستوريا أو قانونياً من هم الأنبياء والرل في القانون المصري.
هل هم الخمسة وعشرون نبيا الذين جاء ذكرهم في القرآن؟
لو كان الأمر هكذا فالقانون يترك الفرصة لإهانة الكثير من الأنبياء الذين يؤمن بهم المسيحيون واليهود ولم يذكرهم القرآن.
هل هم الأنبياء والرسل الذين ذكرهم الكتاب المقدس؟
لو كان الأمر كذلك فيجب عقاب كل كاتب إسلامي يتهجم على بولس الرسول أو على أي من أنبياء العهد القديم، ولا يوجد كتاب إسلامي واحد يناقش المسيحية دون التعرض بالسباب والنقد للرسول بولس أو لغيره من أنبياء المتاب المقدس.
هل هم الأنبياء والرسل الذين جاء ذكرهم في الحديث الإسلامي ثلاث مائة وخمسة عشر رسولا ومائة وأربعة وعشرون ألف نبي!! إذن فالقانون يدافع عن أشخاص لا نعرفهم ويستحيل معرفتهم.
الأمر التالي الذي يجب مناقشته هو تعريف مفهوم التعدي والاستهزاء.
فهل سنأخذ المفهوم الإسلامي للتعدي والاستهزاء والذي يمنع تصوير أو رسم الأنبياء بأي شكل أو صورة؟ إذن يجب القبض على كل من قام بعمل فيلم عن المسيح أو أي من أنبياء الكتاب المقدس مثل ميل جيبسون، زيفارلي،... وطبعا لا يجب أن ننسى أن نرفع دعوة على شركة أفلام والت ديزني لأخراجها فيلم "أمير مصر" عن حياة النبي موسى.
وهل سنأخذ في هذا المفهوم للتعدي والاستهزاء عدم الأعتراف بهذا النبي من الأساس؟! لو كان فيجب أن يحاكم أربعة ونصف مليار إنسان لا يؤمنون بمحمد وهو عدد غير المسلمين بالعالم، وطبعا سيكون أمرا رائعا لو طبقته الحكومة المصرية فبحسبة بسيطة جدا لو طبقنا القانون وتم تغريم كل شخص في العالم لا يؤمن بمحمد المبلغ المقترح وهو مائة ألف جنية فستكون حصيلة خزينة الدولة 4500 مليون مليون جنيه أو حاولي 776 ألف بليون دولار، يادوب بيكفوا لشراء سبعة آلاف مدينة بحجم سان فرانسيسكو.
لكن ربما المقصود به هو السخرية والتعامل غير اللائق مع شخص أي نبي أو رسول، ولكن من الذي سيحدد إذا كان تعامل ما لائقا أو غير لائق؟ ما هو المقياس الذي يمكن أن نتبعه عالمياً حتى لا يقع شخص ما بدون قصد تحت طائلة القانون وتحت سلطة الحكومة المصرية التي كشرت عن أنيابها لتأديب سكان كوكب الأرض.
وهل ياترى ستقبل حكومتنا "الرشيدة جدا" تطبيق قانونها الأهبل على المسلمين الذين يسيئون لأنبياء ورسل غيرهم؟
فعليكم أولا القبض على ومحاكمة الكثيريين من رجالات الأزهر والإخوان لإسائتهم إلى أنبياء ورسل المسيحية.
وهل بالفعل يريد منا هؤلاء أن نصدق قدرتهم على ملاحقة أي شخص على مستوى العالم؟ إن هذه الحكومة عاجزة حتى عن استلام أو القبض على الكثير من المتهمين في مصر أمثال أبو حمزة المصري، أسامة رشدي، وغيرهم كثيرين.
كل ما تقدم يضعنا أمام حقيقة هذا القانون أو الإقتراح بقانون، فهو ليس إلا للاستهبال المحلي، فنواب الإخوان الذين رفعوا شعار "الإسلام هو الحل" وراية فرسان العقيدة وتم التصويت لهم أو عليهم على أساس إنهم "الرجالة بتوع ربنا" يردون أن يقنعوا من انتخبوهم بأنهم بالفعل استحقوا أصواتهم وأنهم سيعملون على الدفاع عن باقي "الناس بتوع ربنا" وسيحاكمون كل من تسول له نفسه و "يزعل" أي حد من المصريين. والحكومة بدورها وكعادتها أطالت لحيتها لتتغلب بها على طول لحية الإخوان ودخلت في المنافسة على حجم الزبيبة في راس الحكومة أكبر من زبيبة عاكف شخصيا، والسيد إدوار غالي مثله مثل غيره في التاريخ المصري يحاول أن يعرف من أين تأكل الكتب أو ما هو أقوى غراء لاصق في كراسي البرلمان فعزف على نفس وتر الإخوان.
وفي النهاية هذا القانون سيكون مكانه الطبيعي نفس مكان القانون المصري الشهير الذي يمنع تصدير البصل والثوم من محافظة المنيا لأي محافظة أخرى، ولن يستخدم هذا القانون إلى كورق للمراحيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة