الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ديانة المصري القديم توحيدية ام تعددية ؟

ماجد الحداد

2019 / 9 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اختلف علماء المصريات _ الايجيبتولوجي _ في الحقيقة فيما بينهم بين قائل أنها ديانة توحيدية في الأساس معتمدين اصحاب هذا الرأي على ماجاء في متون الأهرام عن الخالق الأوحد الذي لا يمكن ادراكه بالحواس ولا وصفه وهو خالق النترو العظيم وعن نصوص أخرى تتحدث عن خالق أوحد ...وبين قائل انها ديانة تعددية في الأساس واعتمدوا على نفس المتون لتقديس النترو ...
الحقيقة ان الديانة المصرية وحدوية وليست توحيدية ولا تعددية وسنعتمد ايضا على نفس المتون عندما تكلمت عن الوع الخالق وايضا تعدد النترو وتقديسها ...
يعني نفس المصادر أدت الى مفهومين متناقضين تماما وكلاهما صحيح ...
لكن هناك اشكالية حقيقية بالفعل وقع فيها كلا الفريقين والسبب الرئيسي هو خطأ الترجمة لكلمة #نتر واعتبروها بكل سطحية ان ترجمتها #اله ... للاسف اغلب علماء المصريات حاولوا تفسير ورؤية الديانة المصرية من وجهة نظر الديانات الابراهيمية بمفهومها التقليدي الذي نشأت من اجله في اقليم البداوة في اسرائيل وفي جزيرة العرب حيث انتصار العبادة لاله واحد مقابل الهة متعددة مثال ما قاله الياس لقومه ... وطبعا #الياس هو نفسه #ايليا في الكتاب المقدس وهي الزيادة اللغوية المستمرة في اغلب اسماء الأعلام في القرآن التي يضاف اليها حرف السين بسبب انتقال الترجمات الى اللغة اللاتينية من الرومان في عهد امبراطوريتهم في فترة ظهور الاسلام فوجدنا يونان يصبح يونس وايليا يصبح الياس واوزير يصبح ادريس واخيرا ديابولويس _ ابوللو الميت او حامل النور الساقط _ يصبح ابليس ...
ففي الكتاب المقدس سنحضر مثال واحد لنرى هذا الصراع بين اتباع الهين :
فَقَالَ لَهُ أَخْآب:‏ ‹أَنْتَ ٱلسَّبَبُ فِي مَا يَحْصُلُ.‏ كُلُّ ٱلْحَقِّ عَلَيْكَ!‏›.‏ فَجَاوَبَهُ إِيلِيَّا:‏ ‹لَا.‏ أَنْتَ ٱلسَّبَبُ لِأَنَّكَ تَعْبُدُ بَعْل.‏ اِجْمَعِ ٱلشَّعْبَ وَأَنْبِيَاءَ ٱلْبَعْل عَلَى رَأْسِ جَبَلِ ٱلْكَرْمَل،‏ وَسَنَرَى مَنْ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ›.‏
وَلَمَّا ٱجْتَمَعَ ٱلشَّعْبُ عَلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَل،‏ قَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا:‏ ‹يَلْزَمُ أَنْ تُقَرِّرُوا.‏ إِذَا كَانَ يَهْوَه هُوَ ٱلْإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ فَٱعْبُدُوهُ،‏ وَإِذَا كَانَ بَعْل هُوَ ٱلْإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ فَٱعْبُدُوهُ›.‏ ثُمَّ قَالَ لِأَنْبِيَاءِ ٱلْبَعْل ٱلْـ ٤٥٠:‏ ‹حَضِّرُوا ذَبِيحَةً وَصَلُّوا إِلَى إِلٰهِكُمْ.‏ وَأَنَا سَأُحَضِّرُ ذَبِيحَةً وَأُصَلِّي إِلَى يَهْوَه.‏ وَٱلْإِلٰهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ نَارًا يَكُونُ هُوَ ٱلْإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ›.‏ #سفر_الملوك
وفي القرآن الكريم نقرأ عن نفس القصة لكن باقتضاب واشارات مباشرة للغرض من القصة كعادة القرآن في تجنب التفاصيل بعكس الكتاب المقدس المولع بالتفاصيل :
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) سورة الصافات
ونجد ايضا فكرة تفضيل الالوهية الخاصة بالقبيلة عن اله أمة آخر او قبسلة اخرى وليس قضية معرفة الكينونة الخالقة وقوتها وعلاقتها بالكون في آية :
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) سورة البقرة
طبعا لا حاجة لي للفت انتباهكم ان هناك تناقض في الاله بين الكتاب المقدس وبين القرآن حيث أن الاول اعتبره #يهوه بسبب موسى والثاني اعتبره #الله الذي هو ايل في الأساس ...
وكان لابد للقرآن ان يستبعد يهوه وينتصر لايل لسببين :
اولا : ان المسيحية استقرت على ايل لمحاولة صرف الذهن عن دموية وبشاعة يهوه واوامره العجيبة واصراره على أنه يبقى اله محلي قبلي ينتصر لشعبه المختار فقط رغم علمه انه لا فائدة مرجوة منهم وكل همه انشاء دولة باسمه _ هكذا يحاول اليهود تصوير الههم دون وعي منهم _ الى اله رحيم طيب يريد التكفير عن خطايا البشر ويحقق لهم المملكة المنتظرة لكن يفاجئهم لأسباب سياسية اجتماعية ونفسية انها ليست هنا بل بجانبه في السماء ... وهذا توافق مع تصور الاله الملك ايل الهادئ الذي اختاره ابراهيم دونا عن الجميع .
ثانيا : اسم الله تحوير من اسم الإله ايل الذي عبارة عن رجل له لحية جالس على العرش واحيانا يصورون فوقه هلال لأنه اله القمر وهناك علاقة وثيقة في الاسلام واليهودية بالقمر لأنها اديان قمرية ... وفي الشام يضعون حرف متحرك آخر الكلمة ويمطون النطق في آخر حرف حتى الآن وبذلك تصبح ينطق ايلوووه ومنها جائت ايلوه_يم ...واليم في العبرية تأتي للجمع او للمذكر احيانا ... ولما دخلت العربية حذفت الواو اختصارا وشددت اللام فأصبح الله
لكن حتى مفهوم اله به دلالات خاطئة حيث الخلط بين فكرة الاله كمعبود وبين رب كخالق وهو ما نحا لعلماء المصريات الترجمة الخاطئة لكلمة نتر ...
نأخذ في اعتبارنا ان الاوروبيين بشكل عام لم يكن لديهم فكرة الفيض بمفهومها الشرقي الأكثر عمقا بحكم ظهور نزعة الفردية والبطولة الشخصية لديهم بداية من الأغريق والجغرافيا ساعدت على ظهور ذلك الشعور لكن هذا امر لا مجال لمناقشته الآن لكن يكفينا اشارة بسيطة لفكرة الانفصال والاستقلال بين الانسان والاله في تبني فكرة الطبيعتين للمسيح في #المذهب_الملكاني الذي تحول للمذهب #الكاثوليك _ المسيح له لاهوت اي روح الهية لكن ناسوته اي جسده بشري وهي نفس فكرة علاقة #هيركليس بأبيه #زيوس والحقيقة ان فكرة الالوهيبة عند الاغريق جعلت المسيح هير كليز له طبيعتين وهكذا حلول فكرة رديئة لتصور المطلق ...
وفي المقابل الفكر الشرقي الطبيعة الواحدة في #المذهب_اليعقوبي والذسي بسبب معاملته ومناقشته شعبيا تدنى مستواه ليتحول من تجليات متعددة الى تجلي واحد ضيق زمني ومنتهي لغرض معين واضاعوا روعة التجلي في فكرة الخلاص للأسف ...
وهناك ملحوظة مهمة حول فكرة التجلي التي حدثت لغرض معين ومنتهي في كل الأديان الشمسية قد جاء بالفعل مخلصها ... لكن الأديان القمرية لازالت في انتظار المخلص ...

اذا منطقيا الديانة المصرية ديانة توحدوية #وحدة_الوجود تبتلع التعدد وتدمجه في صالح كيان مطلق واحد يحتوي الجميع وكل تجلي هو فاعلية او.طريق لهذا المطلق ...
انما التوحيد هو اختزال في كيان واحد.شخصي مشخص مقابل استبعاد واقصاء اي كيان آخر واعتباره مستقل عن اي تجلي او إله آخر ... انه باختصار يفصل الاله عن مخلوقاته ويجعل للاله حدودا وهذا ما سيجعله منطقيا فانيا ...
ومافعله اخناتون على سبيل المثال في العقيدة المصرية وتصورها عنن الواحدية والمطلق فاختزل النترو وقوة الخالق وتجلياته في اله واحد كل مهمته اعطاء النعم من فيضه على من يدعوه او بتوسل اليه ... لا ان يفهمه ويتفاعل معه ويتماشى مع قانون الكون كما كان يفعل المصري مع النترو وتنفيذ وصاياه 42 في تبرئته امام محكمة الموتى ...
والفكر التوحيدي فكر شعبي غير قادر على استيعاب الكل و قبلي لأنه يريد الإنتصار لإله بعينه عن الباقي مثل محاولة القبيلة او الدولة فرض السيطرة على باقي القبائل وصباغتها بنفس الصبغة ... وهو ما يسبب نوعين من محاولة صبغ العالم بقناعاته سواء بالتبشير والدعوة او بالاجبار عن طريف الحرب ...
والوحدة عكس ذلك كله فلم اجد حتى الآن سوى حضارتين وعوا مفهوم الوحدة سوى مصر والهند والصين وما جاوراها تأثرا بها ...
#انسان_يفكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح