الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاق الكبار ... والقضية الفلسطينية

يوسف سلطان

2019 / 9 / 13
القضية الفلسطينية


نفذت الولايات المتحدة منذ بداية عام 2001 خطة التدمير الممنهجة والتي قامت على استراتيجيتها على مرحلتين, كانت المرحلة الاولى التي استعملتها, في تدمير هياكل الدول ابتداء من افغانستان, وكيف تم تسويق خدعة 11 سبتمبر, ومن بعدها استخدام استرتيجية الفوضي الخلاقة, والتي بشرت بها الانسة رايس, و(الربيع) العربي المصنع في امريكا, علي اعتبار ان القوة الامريكية هي الوحيدة وان الزمن الحالي هو القرن الامريكي.
لم ترد امريكا ان تعترف, بالتطور الحاصل على المستوى العالمي, وصعود الدب الروسي مرة اخرى كوريث للقوة التي اقتسمت مع امريكا القوة العالمية لعقود, وهناك قوى اخرى صاعدة, كقوة الصين الاقتصادية, وهنا يبدو ان التصرفات الامريكية كان سباقا مع الزمن, لاستخدام القوة الامريكية, ووضع اليد على مقدرات العالم من مشرقه الى مغربة ووضع العصي في دواليب القوى الصاعدة, لكن دخول روسيا على خط الازمة السورية, وضع قواعد جديدة للعبة القوى الكبرى, التي تشعل الحرائق والحروب, وتدمر هياكل الدول في مختلف بقاع الارض لصالح قوى اقنصادية وشركات كبرى.
يبدو ان انتخاب الرئيس الامريكي ترامب, جاء ليعكس الطريقة التي اديرت بها الامور في ادارة بوش الابن ومن بعده ادارة اوباما, بعد عزمه تغيير الطريقة, من خلال استبدال الحروب بالصفقات التجارية, ورؤيته لحلول المعضلات السياسية من خلال رؤية اقتصادية على شكل صفقات, ومثال على ذلك شكل فريق, برئاسة صهره لحل القضية الفلسطينية, تحت مسمي صفقة القرن , ولايزال مواظباً على تحقيق هدفه.
بعد أن تمكن من تقويض دولة داعش الامريكية, بمنع التمويل الخليجي لها وانهاء دورها والاستغناء عنه مؤقتاً, إلتفت إلى دويلة كردستان ليقوضها هي الأخرى.
يبدو على السطح التباعد بين الولايات المتحدة الامريكية وكل من تركيا وايران, في قضية الاتفاق النووي الايراني, والقضية المتعلقة بشراء منظومة S400 الروسية مع تركيا, لكنه على الارجح هو التجهيز, لادارة ملف العلاقات الامريكية الروسية المستقبلي, لتضع الخطوط العريضة لتقاسم الدور في المنطقة, وتفكيك التعارضات, وتشكيل التحالفات, بشكل يعيد الى الاذهان, ثنائية القوة العالمية, ما بعد الحرب العالمية الثانية ما بين حلف وارسو شرقا وحلف شمال الاطلس غربا, والافنية الخلفية لكل منهما, والقوى الاقليمية التي تنقاد لكل منهما.
يبدو ان كل شيء أصبح جاهزاً أمام القوى المتحاربة في سورية, بعيدا عن الوكلاء, للتوصل إلى نهاية للحرب, حيث تشكل اولي خطوات التوافق والاتفاق الامريكي الروسي ولعل طرح اعادة روسيا الى نادي G7 , ينذر بقرب نهاية الحرب, واعادة رسم خريطة القوى في المنطقة, وسينجم عن ذلك موازنة القواعد العسكرية لروسيا, بمواقع أمريكية دائمة في سوريا، والتي هي موجودة بالفعل في الوقت الحالي، وسوف تتمكن روسيا من استغلال مواد الطاقة، لكن بالشراكة مع الولايات المتحدة, كما ويظهر ان امريكا تضع نصب عينها دخول سوريا, للمشاركة في اعادة الاعمار التي لم تبدا بعد, مع استمرار الحصار المفروض على سورية، ولذا فقد سمحت الولايات المتحدة, للإمارات العربية, بالقدوم إلى معرض دمشق الدولي الحادي والستين لجس النبض حول الدور الذي يمكن للولايات المتحدة أن تلعبه لاحقاً.
هذا التقارب الذي يلوح في الافق , سيتبعه اعادة النظر في كل الحرائق التي اشتعلت في المنطقة, تدميرا وخراباً, لوضع اسس جديدة وخرائط جديدة, وتقاسم او نهب الموارد من جديد, ومن ثم التحول الى الية جديدة والدخول الى عملية اعادة البناء, وهي الية تسمح للشركات الكبرى هذه المرة الدخول واستغلال الموارد ولكن بطريقة مغايرة, هي اعادة البناء والتطوير, بعد موجه الهدم والتدمير, والذي سوف يستنزف موارد الدول لعقود قادمة, ,, وهلم جرا.
ربما كانت قضية فلسطين وهي الاقدم تاريخياً, قد شهدت اراضيها بواكير الخطة الامريكية, منذ تغير راس النظام في السلطة الفلسطينية باغتيال المؤسس, ياسر عرفات, ومن ثم استخدام ورقة الديمقراطية وفرض الانتخابات وادخال الاسلام السياسي الى سدة الحكم, والتي استخدمت في اكثر من بلد عربي, وصولا الى الانقلاب المسلح الذي قادته حماس والذي كان نواة شطر النظام السياسي وادارته خلال ثلاث عشرة عاما, حتى الوصول الى الانفصال الكامل بين شقي او جناجي الوطن الواحد, الامر الذي ابقى اتفاقية اوسلو على اجهزة التنفس الاصطناعي, وبالتالي اختفاء اولوية القضية الفلسطينية عربياً كحاضنة, والضغط التمويلي من المانحين, ما اشغل القيادة الفلسطينية في ادارة الشان الحياتي اليومي في شقي الوطن, وتواري الحديث السياسي, تحسباً لوضع ترسيم الخطة الشرق اوسطية, والذي يعتقد انه سيكون في خضمها القضية الفلسطينية, التي تتطلع اسرائيل ومن ورائها امريكا من خلال الدعم اللامحدود لوضع نهاية وليس حلا لها, بعد تتويج ملك اسرائيل "نتنياهو", الذي حكم اسرائيل لاطول فترة منذ تاسيسها 1948, في ولاية دونالد ترامب الذي قام بخدمات لاسرائيل و(للدولة اليهودية), بما لم لم يقدر عليه اي رئيس امريكي سابق له .
في المدي المنظور, ستشهد الشهور القادمة ولن نقول السنوات, التحدي الاكبر, لقيادات الشعب الفلسطينى, نحو الاسراع في توحيد الموقف وتوحيد الصوت, بعد ان اتحدت الرؤية بانقلاب حماس الفكري في وثيقتها السياسية, والتي قاربت رؤية منظمة التحرير في حل القضية, واعادة اللحمة القيادية وبالتالي اعادة توحيد الحاضنة الشعبية, واعادة تشكيل النظام السياسي الذي يجمع الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات, بعيدا عن الفيتو, الصادر من جهات التمويل المختلفة, لكل من الضفة وغزة, والا فان قطار التوافق الروسي الامريكي, الذي سيكون بمثابة سايكس بيكو الجديدة, والتي سيعيد سكينها تقطيع كثيرا من الجغرافيا المعروفة, وسوف يتجاوز كثيرا من القوى التي لا يعلو صوتها الوطني الموحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس