الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة صعبة.. الواقع أصعب

عبدالله عطية

2019 / 9 / 16
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مرحباً، نحنُ شباب اليوم من أكثر الفئات ظلماً في هذا المجتمع، أود أن أتكلم عنا وعن تعاساتنا التي نمارسها كل يوم في هذا الواقع المرير، كشباب طموح ماذا قدم لي الوطن؟ وماذا يريد أكثر؟ اكملت ما يقارب اليوم نصف العقد الثالث من حياتي وأنا عاطل عن العمل مثلي مثل الملايين من الشباب في هذا البلد، حينما تسمع اليوم أحلام الشباب سوف تجدها بالغالب هي حقوقهم في بلد أخر مثلا العيش الكريم، فرصة عمل بالشهادة التي يحملها، سيارة، بيت وزوجة، جواز سفر محترم يسافر به لأية رقعة في العالم، او أبسط من ذلك التعبير عن رأيه بكل حرية دون الخوف من الفصيل هذا او المليشيا تلك، دون الخوف من أهواء مطبقي القانون أنفسهم، عن أي حياة تتكلمون هنا، نحن ولدنا في الجحيم، والجحيم ولد معنا، اي حجة تجعل من قوة أقتصادية عظيمة لبلد عظيم متوقفة او ميته؟ ما العذر او السبب الذي جعل حالنا كالذي نعيشه اليوم، هل فعلاً نحن هنا اليوم في العصور المتأخرة، هل الدين برجاله يحكم بالظلم كما في اوروبا العصور الوسطى؟ هل فعلاً الناس تصدق هذه الكومة من الكذابين والسراق واللصوص هم من حماة الدين والوطن؟، كيف يصدقون هذه الحماقات الا يرون الجوع منتشر والمرض متفشي والناس تموت بدون سبب وكل هذا فقط من أجل ان يبقوا في السلطة، ويتلذذوا بالخيرات بينما الشعب مسحوق الى ادنى درجة.
ينص الاعلان العالمي لحقوق الانسان المادة 23 انه ( لكل فرد يعمل حق في مكافأة عادلة ومرضية تكفل له ولأسرته عيشة لائقة بالكرامة البشرية، وتستكمل، عند الاقتضاء، بوسائل أخرى للحماية الاجتماعية)، النص واضح ولا اعتقد أحد يحتاج الى تعليق عليه، طيب انا أسأل هنا عدة أسئلة علَ أحدهم يقدم لي جواباً، مع اني اعرف ان العمل اليوم شبه منقطع وان حصلت على العمل فهو لا أنساني من ناحية الاجور مقابل العمل فمن المعروف عالمياً ان العمل ينظم بقانون والقانون نفسه ينص على الحد الادنى من الاجور مقابل ساعة العمل الواحدة، لذا اول نقطة هنا تخرق حقوق الانسان هو العمل اكثر من الساعات المحددة مقابل أجر زهيد، فمثلاً اليوم الوظائف المتوفرة هي اغلبها اعمال حرة وساعات العمل تصل الى ما يقارب الاثنا عشرة ساعة مقابل العشرة الالف دينار وهذا ان قسم اجر العمل على ساعاته ستجده اقل من الف دينار بالساعة، وهذا انتهاك صريح لحقوق الانسان، ضع في الحسبان هذا ان توفر العمل اصلاً، فالعمل اليوم حاله من حال الوظيفة الحكومية يتطلب دعم من حزب او واسطة او معارف كي تحصل على العمل، هذا بصرف النظر عن ظروف العمل وبيئة، بصرف النظر عن عدم وجود تأمين صحي او اجتماعي، عدم وجود راتب تقاعدي، وغيرها من الامور التي يتمتع بها العامل في بلدان أخرى، فالظروف هنا اجبرت الناس على العمل في اي فرصة عمل وبغض النظر عن كونها أنسانية ام لا، فقط العمل من أجل لقمة العيش، لا رفاهية ولا استقرار.
تخيل عزيزي القارىء اننا اليوم راضون بكل ما تقدم أعلاه فقط نريد فرصة عمل، فقد تعبنا من تراكم احلامنا على ظهورنا ولا سبيل لتحقيقها، كل يوم نطمح لشيء جديد لكن لا شيء يحقق والسبب انه لا الواقع ولا المجتمع ولا حتى العائلة تساعد على تحقيقها، في كل مرة يحاول الشاب فعل شيء يقع في شراك وافخاخ لا تعد ولا تحصى، فمثلاً ان حاولت التقدم لدراسة الماجستير لا بد لك ان تضع في الحسبان ان يكون لك معرفة او واسطة حتى تقبل، ان فكرت في العمل او وظيفة حكومية لا بد لك من تحضير نفس الواسطة، وهكذا يطحن الشاب في هذا الواقع، ويقولون لما تهاجر الشباب؟ لما تترك البلد، ماذا قدم لهم البلد لكي يبقوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟