الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال وجواب حول سيرتي السياسية

صلاح بدرالدين

2019 / 9 / 16
سيرة ذاتية




بين الحين والآخر أرى من واجبي الاستجابة لبعض رفاقي القدامى وأصدقائي الحاليين خصوصا من الجيل الشاب والمتوسط الذين لم تسمح لي ظروف الهجرة القسرية من الوطن منذ ستينات القرن الماضي باللقاء بهم وذلك كتابة خاصة وأن ظروف الصراع الفكري خلال العقود الماضية وتحديدا بعد انقاذ الحركة من مخالب اليمين والذي لم يكن دائما موضوعيا صريحا بل تخللته المبالغات والأضاليل وكان لسلطات النظام المستبد الدور الأبرز في تحويله الى مواجهات عدائية وفبركة الاتهامات الرخيصة وصولا الى اثارة الفتن مما خلق ذلك انطباعات غالبيتها لم تكن بمحلها كما زرع بأذهان البعض مواقف مسبقة خاطئة وحرم الكثيرون من معرفة الحقائق وعندما استلمت الرسالة القصيرة التالية أجبت عليها بكل شفافية .

مصطفئ خلو
استاذ صلاح بدرالدين
ايها المناضل المخضرم
ليتك تقبل نصيحتي المتواضعة وانا طالب من مدرستك التي افتخر بها واقول ليتك تتخلى عن كل الهياكل والمشاريع التنظيمية وترقى الى مستوى الرمزية النضالية في خندق المشروع الوطني والقومي وتسجل للتاريخ بانك بدأت مناضلا وانتهيت رمزا
هذا مافعله نيلسون مانديلا وكل القادة العضام ومنهم الرئيس مسعود البارزاني
ودمت بخير
صلاح بدرالدين
رفيق الدرب : مصطفى خلو
بعد التحية وكل التقدير لحرصك واهتمامك أقول بصدق ودون حرج ( وبالرغم من حق الانسان مهما بلغ من العمر وأينما كان وكيفما كان أن يمارس حريته ويساهم في تطوير الفكر والثقافة ضمن حركة شعبه ويقرر مصيره ويشارك مجتمعه في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل كما يشاء ) ولكنني ومنذ عام ٢٠٠٣ وعندما كنت رئيس أهم حزب سياسي كردي سوري من حيث النهج والمضمون والتاريخ والإنجازات والعلاقات الوطنية والكردستانية والعربية والأممية وعندما اقتنعت بضرورة التنحي الطوعي بعد نحو أربعين عاما قضيته اما مشاركا في انقاذ الحزب وشريكا في وضع أسس مدرسة الخامس من آب ١٩٦٥ وواحدا من المثابرين على خطاها وصولا الى إعادة بناء الحزب المناضل المنشود وترسيخ مفاهيمه وإعادة تعريف الشعب والقضية والبرنامج والصديق والعدو وتوسيع قاعدته وتجسير المسافات الطويلة في العلاقات الكردية والإقليمية والاممية والأهم من كل ذلك تصحيح إعادة التواصل الطبيعي مع ثورة أيلول وقائدها الكبير الخالد مصطفى بارزاني نعم بعد كل ذلك وقبل ( ٢٠٠٣ ) بثلاثة أعوام ناقشت مسألة انسحابي التنظيمي مع رفاق قيادتي لمرات عديدة ولم يوافقوا خوفا على مستقبل العمل وبالأخير نفذت رغبتي انطلاقا من أمرين : لافساح المجال أمام الدماء الجديدة لتحمل المسؤولية وكذلك لأنني توصلت الى استخلاص فكري وجداني عن قناعة أن السيستيم الحزبي المتبع في الساحة الكردية السورية وبشكله القائم لم يعد ملائما بل يجب العمل على إيجاد بديل أكثر تطورا لتحقيق النجاحات وقد يساهم انسحاب ( الوجوه القديمة ) في تسريع عملية البحث عن البديل ولهذا السبب بالذات وجهت حينها رسالة الى كل من السيدين المرحوم كمال أحمد وحميد درويش وقيادة – الوحدة – طلبت منهم مقترحا بانسحاب المسؤولين الأوائل في أحزابنا عن المشهد عسى أن يساهم ذلك في تحقيق الحد الأدنى من التصالح الكردي – الكردي .
خطوتي بالتنحي الطوعي عن رئاسة ( الاتحاد الشعبي الكردي ) في ذلك العام كانت لتلك الأسباب السالفة الذكر وليست لأي سبب آخر وليس كما زعم البعض من أصحاب النوايا المبيتة بأن انقسام الحزب وضعفه دفعاني الى تلك الخطوة لأنني وقبل أعوام وقبل حصول الانشقاق كما ذكرت أعلاه أفصحت عن رغبتي وطلبي من رفاقي وبعضهم أحياء ويتذكرون ثم أن وقوف النظام ممثلا بالضابط – محمد منصورة – وراء الانشقاق لايدل على ضعف حزبنا حينذاك بل دل على عظمته وشجاعة مناضليه وخطه الوطني والقومي السليم الذي أربك مخططات السلطة وتحول الى عامل ضاغط على النظام وطنيا وإقليميا وعربيا وأمميا .
منذ يوم انسحابي وحتى اللحظة لم انتسب لتنظيم أو جماعة أو كيان وعندما عقد مؤتمر الكرد السوريين الأول بأربيل بعد الإعلان عن ( المجلس الوطني الكردي ) دعانني الأخ الرئيس مسعود بارزاني للحضور وغادرت اربيل قبل الانعقاد بثلاثة أيام واعلمت الأخ نيجيرفان بارزاني للعلم تجنبا للاحراج لأنني لم أكن مقتنعا بالمجلس ( نشوءا ومضمونا ) وبالتالي لم أرغب في الانخراط فيه وقبل يومين من انعقاده اتصل السكرتير الخاص للرئيس بارزاني طالبا الحضور ثم اتصل د فؤاد حسين للغرض ذاته وأشار الي بأن الرئيس يرى أن تكون من الفاعلين بالمجلس فاعتذرت .
طبعا منذ قيام الثورة السورية ووقوفي الى جانبها ودعمي لأهدافها واعتقادي انها فرصة للتغيير وللوصول الى سوريا جديدة بادرت الى التواصل مع شباب التنسيقيات وتأمين بعض الاحتياجات المادية – المتواضعة – لهم من دون أي التزام تنظيمي أو قبول أي موقع مسؤول .
على الصعيد الوطني شاركت في مؤتمر أنتاليا كوطني كردي مستقل ولم آرشح نفسي لأي موقع وحاولت تنظيم الكتلة الكردية فيه وانتخاب لجنة لتمثيلها من دون ان أكون عضوا فيها رغم كل الطلبات والضغوط ورفضت طلب الاخوة ( سنقر وعبود والملحم ) وهم من ساهموا بتغطية مصاريف المؤتمر بأن أكون مرشحا لتولي المسؤو لية مع الآخرين كما شاركت في مؤتمرين بالقاهرة وساهمت في صياغة البرامج والبيانات الختامية من دون الترشح لاي موقع وقبل ذلك كنت في عداد وفد. سوري للتواصل مع القوى الوطنية المصرية ( قبل ظهور المجلس الوطني السوري ) ونجحنا في تغيير المشهد وكنت المتكلم باسم الوفد مع الأستاذ هيثم المالح .
طوال ثمانية أعوام وقفبل ظهور المجالس عرض علي مرارا وتكرارا تسلم مواقع قيادية فرفضت بسبب عدم قناعتي السياسية وكذلك بسبب العمر وأن الشباب هم أولى بتمل المسؤوليات .
ماأريد التأكيد عليه أنني وحتى اللحظة مازلت وفيا لماعاهدت على نفسي عام ٢٠٠٣ أما حراك – بزاف – فهو عمل فكري ثقافي سياسي حواري علني يهدف الى تعزيز وتعميق ومواصلة النقاش بين النخب وسائر الافراد والتيارات والجماعات من أجل الوصول الى الحقيقة وتمهيد السبيل لتوضيح خفايا أزمة الحركة الوطنية الكردية السورية وسبل معالجتها ورص صفوفها والحفاظ على نقاوتها واستعادة شرعيتها المفقودة عبر المؤتمر الجامع وبذلك فقط يمكن إعادة بناء الحركة وصياغة المشروع القومي والوطني من جديد ( لانه ضاع بين الأجندات الحزبية الآيديولوجية غير المستقلة ) والتابعة للخارج ومن ثم مواصلة النضال بقوة اكرر حراك – بزاف – ليس حزبا وليس تنظيما مهيكلا فقط في الوطن وبكل ساحة يتواجد فيها الكرد السورييون تتم اللقاءات التشاو،رية وتنتخب لجان متابعة وتتغيير بين اجتماع وآخروهي ليست لها صفات قيادية بل إدارية والحراك كله ليس فيه قيادة مركزية ورئيس وسكرتير .
طبعا لو كان هناك ( خندق المشروع القومي والوطني ) لما احتجنا الى – بزاف – ولا الى الأحزاب ولا الى المؤتمر الوطني نحن نبحث عن ذلك المشروع المغيب ونسعى الى إعادة بنائه .
رغم ايماني المطلق بان شعبي يمكن أن ينجب أمثاله وأعظم منه ولكن بكل تواضع لاأرى نفسي بمنزلة ( نيلسون مانديلا ) ووضعه مختلف عن وضعنا بالجملة والتفصيل وليس الان مجال الدخول بالتفاصيل .
عندما قررت التنحي الطوعي عام ٢٠٠٣ وأخبرت رفاقي ذهبت للقاء الأخ الرئيس مسعود بارزاني لأعلمه بذلك وليس لأخذ موافقته على ذلك وبعد أن بدأ الاندهاش على محياه خاطبني بحمل بين الجد والمزح: ( أطلب منك أن تجد حلا لي أيضا ) فأجبته : أنت قائد ورمز ولكم فرص واعدة وظروف موضوعية لصالحكم بعكس وضعنا السوري المتدهور وتفكك حركتنا واختراقها من جانب النظام ثم حتى وان غادرت حزبي هناك من سيملأ الفراغ أما وضعك فيختلف .
وبالمناسبة الأخ مسعود بارزاني الذي يصغرني عمريا بسنة واحدة لم يتنحى ولم يغادر ومازال ممسكا بجميع مفاصل القرار في إقليم كردستان العراق متمنيا له من كل قلبي طول العمر والسلامة و،التوفيق في مسؤو لياته .
مرة أخرى أحييك رفيق الدرب مصطفى خلو وأشكرك على ثقتك وسأكون عند حسن ظنك وكل الأوفياء الصادقين وأشكرك لانك دفعتني بلطفك الى النبش في بعض دفاتري القديمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر