الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة السائبة

راغب الركابي

2019 / 9 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


 
في المنطق  العام  يكون معنى  السائب  الذي لا رباط له  ولا حد   ،  ويصدق هذا  ويؤكده  فقدان القانون والنظام  وسيادة لغة الغاب في العيش وفي التخاطب   ،  أقول قولي هذا مدفوعاً بحرص وحرقة على ما يمر به العراق اليوم  من فلتان  وفوضى عارمة وتخبط وشغب وزيادة في منسوب الجهل والتخلف ،  وأنتم ترون كيف يتجرأ البعض هنا أو هناك على تجاوز القانون والأعراف بصلف ووقاحة تامتين  ، وهاكم أضرب لكم مثلاً قريباً  شاهدته  على أحدى المحطات التلفزيونية : عندما  تجرأ  نفر أو مجموعة من عشائر الجنوب على  ( أسر جندي )  عراقي من قوات سوات  وهم يهللون فرحين  بالنصر العظيم !!!!! ، إنه لأمر محزن ومؤسف  يدل على ضعف و ضعة وهوان الحكومة المركزية  وقوآها  الأمنية  ،  مع إن الحق في هذه  المسائل لا يقبل إنصاف حلول  (  ونحن جميعاً  متحدون  مع قوى الأمن وسلطة القانون )   ضد التسيب والفلتان   .
إن ما يحُز في نفسي  هذا التهاون في تطبيق القانون والعمل به ، قد يقول قائل وهل في العراق حكومة حتى تأسف عليها  ؟  ، وهذا التسأول إن صح فتلك هي الطامة الكبرى بعد مضي كل هذه السنين العجاف  ، والمُحزن أيضاً تلذذ قوى السلطة بالخروج الدوري واليومي على شاشات التلفزة والتصريحات  غير المثمرة عن الوطن والمواطن عن الأمن والسياسة والإقتصاد !! ،    لقد سمعت إن المرجعية قالت شيئاً ما  عن ظاهرة (  الدكة العشائرية )  ولم أسمع إنها قد حرمت ذلك أو أعتبرت ذلك من الفتنة المحرمة ،   ولهذا يستخف بُغاث الطير القانون  والأحكام والنظام  ويفعلون ما يحلوا لهم   ،  ولقد عانت  قبيلتنا الموقرة  -  بني ركاب  -  من هذا  حيث سول  لبعض  مجهولي الحال والهوية  الإستفادة من هذا الفلتان  ،  أن يتطاولوا  على منزل أحد أبناء القبيلة  في مدينتا الرفاعي  في  الجنوب العراقي   ،  إن هذا التطاول  مستنكر ومُدان من قبلنا  ونحن بصفتنا وشخصنا ، نُحمل الحكومة وقوآها الأمنية  هذا التطاول  وضياع هيبة الدولة والقانون  ، وبصفتي أبن زعيم أحدى قبائلها  أستنكر بشدة هذه الأعمال الدونية ، وأدعوا رئيس الحكومة لتحمل مسؤولياته الدستورية والقانونية كاملة ،   ولم يعد الأمر مجرد عراك محلي بل أصبح ظاهرة وطنية سيئة  ، إنه لأمر غاية في الخطورة  أن يصل العراق الشعب والدولة إلى هذا المستوى من التدني والضعة  .
لقد كنا نبشر شعبنا  بالحاكم القوي الذي يأخذ  للمظلوم حقه  وينتزع من الظالم  ما أخذه  بالعنف والإكراه  ، فيردعه حيث كان ويطبق القانون على الجميع ، ويبدو إننا كنا نحلم  كما هو دئبنا  منذ 2003  ولحد اللحظة   ،   فقد  ثبت بالدليل الضعف والضعة وقلة الحيلة من حكومة سائبة   تتقاذفها  الأهواء و الأمزجة  والنزعات ،  والذي أعرفه ويعرفه معي الجميع إن الحكومات حين تتعرض لمحن أو أخطار تهدد كيان الوطن  ،  تلجأ  وتُقدم على  عمل أشياء كبيرة يعيد لها وزنها وتوازنها و دورها  ، وأما   ما  يحصل  اليوم  في العراق  فهو  مخزي  ومُذل ومُربك  حد الجنون ، وفي  هذا  اليوم  تتواصل  لغة الفلتان  حيث قرأنا وسمعنا  :  إنه  في بلدة سوق الشيوخ  من محافظة ذي قار  الجنوبية   حدث  نزاع   بين أفراد  من عشيرتين  فتحول إلى قتل ودماء وهدر للكرامة والأمن والوطنية  ،  ونُعيد السؤال :  أين هو دور الحكومة ومؤوسساتها الأمنية ؟  ،  وأين هو القانون والقضاء وردع المعتدين  ؟  ، ولكن ومع غياب  القانون والنظام  وخفات  صوت العدل  وقدرة الدولة تتبارى العشائر بسلاحها  هنا وهناك  على بعضها البعض  وفي أغلب الأحيان حول مسائل تافهه  .
ومن هنا أوجه كلامي للسيد عادل عبد المهدي  بصفته رئيسا للوزراء  ،  وأقول  : -  لعبة السلطة ليست أفكارا  وحسب  ،  تقال في هذا المجلس وذاك   -  ،  إنما  هي  دور حاسم وثقة بالنظام والقانون ، وتلك  لا تقبل الترديد  أو القسمة  ، وأما في حال الإضطراب  والتلهي  والإستماع مطولاً  للجدل الخاوي بين الفرقاء ، فلا يصنع دولة ولا يؤوسس لنظام    ،  ومن لم يقدر على تحمل المسؤولية بكل تبعاتها  فليتنحا   جانباً  ويدع الأمر لمن يقدر عليه ، فوالله أصبح العراق أسوء مثل  في كل شيء وأهزل دولة في محيطه  والكيان العام  ، وإن بقي الحال على ماهو عليه  فالعراق إلى  زوال ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024