الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدارة الجبابرة...والمرضى النفسيين

أكثيري بوجمعة

2019 / 9 / 22
المجتمع المدني


الساعة تقرب إلى 11 صباحا، ونحن كفاعليات المجتمع المدني بهذه التجمع السكني الكبير- أولاد تايمة ننتظر أن تجود علينا الدقائق القادمة بمن يفتح باب دار الشباب- الحي الاداري، فالأمر قد طال، تراءى لنا شبح شخص قادم مباشرة صوب الباب تعرف عليه الفاعل الجمعوي. وقال: هذا هو المسؤول المخول بفتح الباب واغلاقه، وأيضا (التواصل).
بادره الفاعل الجمعوي بالسلام. المسؤول- العون -أعانه الله على حسن التواصل- وكـأنه من عالم آخر، استمر في المشي متجاهلا إلى داخل دار الشباب حاملا بين يدية كيسا بلاستيكيا به ما به من حاجيات البطن وشهواته- ربما هذا أمر قد يكون عاملا أساس في هذا اللاتواصل المخل.
سأله العون بجفاء وبعنترية، بعد أن أحسن بأن استراتيجية الملاحقة التي فرضها على الفاعل الجمعوي قد نجحت -فلسفة الكلاب- مكتسيا جبة المسؤول الحديدي، مستعيرا صوتا يشبه صوت المحركات مقتديا ببعض المحسوبين على السلطة حتى يحدث أثرا في نفسية المتسائل...ماذا تريد؟
قال له أريد التسجيل...فأجابه قبل أن يُتمم كلامه، التسجيل، محدد في يوم الأحد وليس الخميس.
قال له الفاعل الجمعوى انتظرني اتمم فأنا انتظرتك لساعات...استشاط العون، وقال له من أنت لتحاسبني على تلك الساعات، وبدأ في التصرف وكأنه فرعون زمانه، معتقدا وهو الذي في عقده السادس أن هذه الأمور تمشي بهكذا طريقة أخطأ العنوان...وأخطأ مع من يتعامل...فالزمن غير الزمن، وعلى من ما زال يعتقد بأنه بالصوت المجلجل، وجملة "جري جهدك" "واسيدي هذا شغلي نفتح وقت ما بغيت" أن يعالج نفسه ويصلح من تواصله الهش.
السيد المسؤول صغُر شأنك أو كبُر شأنك فهذه المعايير لا تعنينا، ما يعنينا -حقا- أن تحسن التواصل مع غيرك من المواطنين وباحترام يمتثل للقيم المغربية الأصيلة، ويتساوق مع الروح الانسانية، وخصوصا إذا كان هذا المواطن مؤطر في اطار مؤسساتي يعمل ضمن المجتمع المدني بحكم القانون المغربي...ولك أن تتطلع على ما ينص عليه نص الدستور المغربي الجديد (2011) في فصوله: 12 و 13 و 14 و 15 حتى تتأكد مدى أهمية ودور فاعلي المجتمع المدني في الشأنين المحلي و العام.
ربما أيها المسؤول ما زالت غشاوة زمن الجمر والرصاص تلبد ثكنات مخيلتك الرمادية، وتعتقد أن كل من يأتي إلى باب المؤسسة التي تشتغل فيها، أنه يأتي إلى باب دارك (فشتان)، وأن من يتساءل عن سبب التأخر، أنه يحاسبك كشخص كذات...وترى في كل شاب يأتيك للانخراط مجرد عبد جديد...هذه أوهام سلطوية مآلها تعلمه جيدا "وسخونية الراس كترجع لمولاها بالبرودية".

"ندرجو شوية إوصل المعنى"

"اسيدي مقادرش على الخدمة جلس فدارك، دير تقاعد...مشي مشكل كلشي معطوب فهاذ الجغرافية، إذن نشوروا على بعضنا البعض، بالاحترام وبحسن التصرق، قسوحية الراس كاينين ماليها...كتقول لسيد "جري جهدك" وسير عند الباشا...كيقولوا إلى طلقتيها لا توريها دار باها. أسيدي حنا لاش دايرين الوزير؟ ولاش دايرين وزارة الشبية والرياضة لي مسؤولة عليكم بشكل مباشر...نمشي عند الباشا باش أنت تبقى دير فالكاميلة بالبطاطة ومرتاح.
وكتقول ليه اتحاسب معاك من حقوا اتحاسب معاك كمسؤول وكمواطن فالدستور فيه جملة واضحة كتقول: "المسؤولية مقرونة بتامحاسبة"...وانت أسي المسؤول من حقك تمشي تقلب على البطاطا فأوقات العمل وتخليني فالشموسات؟...بغيتي نبوس ولا يبوس ولا يبوسوا ليك اديك؟ مفهناش هاذ التجمع السكني "أولاد تايمة" فين غادي؟ بحالكم (فمواقع المسؤولية بمختلف الادارات والمؤسسات) كيتحمل المسؤولية المطلقة فالاوضاع المزرية لي وصل ليها هاذ "التجمع السكني الهش من جميع النواحي" والدليل آخر مشهد واقعي (مفرط فالواقعية بصيغة فريديريك نتشه) ديال العمال الموسيمين (وا.....فرانسا......).

السيد المسؤول، حتى الآن لا نريد كشف جميع الأوراق والتفاصيل الموثقة بلغة الصوت والصورة. ما نرجوه (بدبلوماسية كبيرة حتى وإن كانت هذه الدبلوماسية لا تفهم بمعناها العلمي، بقدر ما تفهم بمعناها الغابوي) وحتى يكون الفهم سلسا على من هم من طينتك؛ "حيث بعض المسؤولين ربما مكيفهوش غير بالدارجة - الله غالب- وهذا قياس برادهم واخا يعياو يزوقوا الفرق العلمي والثقافي باين متغركش النظاظر والمكاتب والملابس....". سنحاول أن نسوق اليك بعض المعطيات حتى يكون بقدورك أيها المسؤول-الفرعون الذي ابتلينا به- التعامل في سنوات عجاف أنت وباقي بنو جنسك من المتجبرين والمتكبرين في الأرض مع المواطنين:
أولا: - تعامل مع المواطن باحترام لأن الدولة المغربية عينتك لذلك، وتعطيك مقابلا على ذلك بدون زيادة أو نقصان.
ثانيا: - النفخة الخاوية غير خليها بعيدة، حيث من حقوا تقضي المواطن شغالوا...حيث ممكن احتج - وهذا حقوا مكفول بالقوانين العالمية- ويجيب كيطون (خيمة ولافتة) قدام المؤسسة وفكها يا من وحلتيها- وحنا من هاذ الناس.
ثالثا: - فاش اسولك الناس على المسؤولين الاداريين، المدير مثلا، قول محاضر، ما زال متعين، عندنا مشكيل بالصواب والاحترام، مشي غالط وزايدها بالنفخة- هذا مديرك مشي مديري.
رابعا: - وانت خدام دير مصلحة البلاد هي العليا، فين المشكيل إلى رسلتي مواطن فرحان؟ واش عندكم مشكل مع المواطن اكون مرتاح؟.

هذا غيض من فيض ابتلينا به في هذا "التجمع السكني- أولاد تايمة"، الذي يعتقد بعض مسؤوليه أن الغالبية العظمى مجرد أبقار في حظيرة. نذكركم لسنا كذلك. ويجب التأكيد ختاما بصيغة مثل مصري: "ليس كل طير يتاكل لحمه". وعليه، فالتواصل هو الحل، بعيدا عن عقد مفاهيم السلطة المغلوطة في رؤوس بعض المحسوبين على السلطة والمسؤولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Amnesty Launches Annual Report on the State of Human Rights


.. وكالة -الأونروا- تنشر مشاهد للدمار في غزة في اليوم الـ 200 ل




.. بطلب من الأرجنتين.. الإنتربول يصدر نشرة حمراء لاعتقال وزير د


.. إسرائيل تستبق الاجتياح البري لرفح بإنشاء مناطق إنسانية لاستي




.. إسرائيل.. تزايد احتمال إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات ا