الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفلة السفارة العراقية في روسيا الأتحادية ما لها وما عليها .

حسن النداوي

2019 / 9 / 25
المجتمع المدني


حفلة السفارة العراقية في روسيا الأتحادية ما لها وما عليها .
اقامت السفارة العراقية في روسيا الأتحادية حفل مهيبا يوم 19/9/2019 في احد ارقى الفنادق الموسكوفية بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين على تاسيس العلاقات الدبلوماسية العراقية الروسية . وحضرالحفل السيد مؤيد صالح وكيل وزارة الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووكيل وزير الخارجية الروسية وبمشاركة سفراء العديد من الدول المقيمين في روسيا وشخصيات سياسية روسية مهمة وعدد من الشخصيات العراقية.وجرى تبادل الكلمات بهذه المناسبة واهمية تطويرها خدمة لمصالح البلدين .
الجدير بالذكر ان العلاقات الروسية العراقية بدأت رسميا بتأريخ 9/9/1944 غير ان تطور العلاقة بين الشعبين الروسي والعراقي بدأ منذ وقت مبكرويمكن الأشارة الى بعض المحطات التي مرت بها , جرت مراسلات بين بعض قادة ثورة العشرين وقادة الاتحاد السوفيتي وأتخذت بعدا اكبر عند تأسيس الحركة الشيوعية في العراق التي كانت تدعو باستمرار الى تقوية هذه العلاقة لما فيه قوة للعراق ودعما للقضايا العربية , وجراء هذا عانى مناضليه السجن والتشريد , غير ان هذه العلاقة انقطعت في كانون الثاني عام 1955 بأمر من السلطات العراقية تحت الضغوط البريطانية ,وجرى استئنافها في 19/7/1958 بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة , حيث اتخذت بعدا سياسيا واقتصايا وعسكريا كبيرا فانشىء بمساعدت الاتحاد السوفيتي 100 مشروع اقتصادي تم انجاز 80 منها , وفتح الاتحاد السوفيتي للدارسين العراقيين ابواب المعاهد والجامعات بشكل كبير, وجرى تطوير للصناعة النفطية, وانشأت المحطات الكهربائية . ويمكن القول ان الاتحاد السوفيتي قد وضع كافة خبراتة في خدمة وتطوير العراق وتقدمه . في اواسط سبعينات القرن المنصرم جرى تطور كبير في مجال التعاون السوفيتي العراقي بالتوقيع على معاهدت الصداقة السوفيتية العراقية .وتم تنفيذ عدد من المشاريع الستراتيجية سواء الصناعية او الكهربائية او الاروائية . وعندما كانت طبول الحرب تنذر بالهجوم الأمريكي جراء احتلال النظام الديكتاتوري للكويت كان الاتحاد السوفيتي يدعو الى حل سلمي للأزمة وفقا للقانون الدولي لتفويت الفرصة على الادارة الامريكية لتنفيذ مخططها الأجرامي , والجميع يتذكر الوساطة التي قام بها حكيم الدبلوماسية الروسية الراحل الكبير بريماكوف لأيجاد حل سلمي يسهل خروج العراق من الازمة المذكورة, من خلال الانسحاب الكامل من الكويت , والتي اجهضها الديكتاتور صدام حسين بتعنته الاهوج وبذلك فوت النظام الصدامي المجرم الفرصة المتاحة لوقف تنفيذ المخطط الامريكي .
ان الاحتفال بهذه المناسبة شيء يستحق التقدير والاحترام .ولابد من الاشارة ان السيد سفير جمهورية العراق الحالي الاستاذ حيدر العذاري قد لعب دورا مهما في تطوير هذه العلاقة ودفعها الى الامام وكان بحق من النشطاء في توضيح ونشرسياسة الدولة العراقية في المحافل الروسية . وكان له ايضا تواصل مميز مع المنظمات الاجتماعية والقوى الوطنية واليسارية .غير ان ما يثير الأستغراب هو ان الحفل المميز هذا قد استبعد قوى سياسية مناضلة مشهود لها بدعمها للعملية السياسية ,ومنظمات مجتمع مدني , وشخصيات اجتماعية , معروفة ومشهود لها كلها بدعمها لتطوير العلاقات الروسية العراقية , وهي في ذات الوقت سند وداعم لتطور العملية السياسية في البلاد . وبدلا منهم جرى دعوة عدد من الشخصيات العراقية المعادية للعملية السياسية منذ اليوم الأول لسقوط الديكتاتور ولا زالت مستمرة بنهجها هذا وجرى منحهم الشهادات التقديرية , علما ان هذه الشخصيات لم تكف يوما عن الأساءة للقوى المشاركة في العملية السياسية سواء كانت في الحكم او في البرلمان كيف جرى ذلك ماهو المنجز الذي قدمه هولاء الى تطوير العلاقة الروسية العراقية !!!, في ذات الوقت جرى تكريم عدد من الشخصيات العراقية المعروفة اعلاميا وذات المواقف الوطنية الرافضة للنظام الديكتاتوري ولها موقفها الداعم للعملية السياسية في البلاد, رغم الكثير من النواقص والهفوات الموجودة فيها . ان الجمع بين هاتين المجموعتين يشبه طبخة سيئة الاعداد .
كتب احدهم وهو من المعروفين بمعاداته للعملية السياسية مقالا انهال فيه بالشتائم على القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية و جمعية العراقيين المقيمين لدعمها العملية السياسية والتحولات الديمقراطية في البلاد وجاء الرد عليه بما يستحق من قبل الشخصية الوطنية الراحل العيفاري رئيس جمعية العراقيين المقيمين انذاك. و الأخر يكرس اغلب مقالاته الهابطة الى مدح الديكتاتور والتغني بمواقفه واختلاق مختلف التهم والصاقها بقوى العملية السياسية . والغريب اكثر ان بعضهم لم يحضر سابقا اي دعوة للسفارة ,واحدهم من تجار السفارة العراقية في العهد الصدامي كان مديرا لنادي السفارة العراقية الصدامية والذي منحته السفارة عقدا تجاريا لتصدير مواد غذائية بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء . لا نتحتاج الى دليل على ما نذكرسوى الرجوع الى شيخ الذاكرة المحايد العم ( غوغل ) هل جرى كل هذا صدفة او قصوراو يمكن وضعه في خانة خطأ بسيط ؟ ام ان هناك من ورط القائمين على الدعوات اوتشخيص الذين يستحقون هذه الشهادة بهذا الشكل او ذاك .هل ان خطوة السفارة الأخيرة هذه محاولة لألغاء ما بنته السفارة طيلة الفترة المنصرمة من علاقات جيدة مع الجالية العراقية بمختلف مشاربها سواء منظمات سياسية او اجتماعية . في كل اللقاءات التي جرت مع السفارة سابقا كنت صريحا بالتعبير عن رأيي وبشكل واضح لا لبس فيه . امل ان يكون الأختلاف بالرأي لا يفسد بالود قضية .

حسن النداوي /موسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستاءة من تقرير لجنة التحقيق المستقلة عن الأونروا


.. الأمم المتحدة ومجلس أوروبا يدعوان بريطانيا للعودة عن قرار تر




.. بدء ترحيل اللاجئين من بريطانيا إلى رواندا ينتظر مصادقة الملك


.. الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى




.. هل واشنطن جادة بشأن حل الدولتين بعد رفضها عضوية فلسطين بالأم