الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مضيعات الوقت؛ اهدر وقتك في هذه الأشياء وستندم عاجلًا أم آجلًا

المامون حساين

2019 / 10 / 11
المجتمع المدني


24 ساعة في اليوم، 365 يومًا في السنة

الوقت هو نفسه للجميع بغض النظر من أنت أو أين أنت. إذًا، فلماذا ينجز المؤثرون أمثال ستيف جوبز أو إلون موسك الكثير والكثير كما لو كان ليس لديهم نفس الإطار الزمني الذي لدينا؟

على ما يبدو أنّني لست الشخص الوحيد الذي يبدو في حيرة من قدراتهم البشرية الخارقة! فهناك المئات من المقالات المتاحة لتوثيق أنشطتهم اليومية، إلّا أنّنا ننظر لما هو أبعد من ذلك ونريد التوصل لأسرار نجاح هذه الشخصيات، ومن ثم نستطيع الاستفادة منها وتطبيقها على حياتنا ومشاريعنا الخاصة. ولمعرفة هذا تم الرجوع إلى المواد المتاحة التي تغطي أخلاقياتهم وقوانينهم في العمل، وجداول الأنشطة اليومية الخاصة بهم، وما شابه ذلك، واستخلاص ما بهم من معلومات.

بعد الاطلاع على حوالي 100 مقال وعدد من المصادر الموثوقة الأخرى. انتهى الحال إلى إيجاد نمط مشترك لدى هذه الشخصيات المثيرة للجدل، ألا وهو:

أنّهم لا يقومون إلّا بأداء تلك الأعمال والمهام التي لها مغزى وتأثير إيجابي على حياتهم في المستقبل.
ممارسة مهاراتهم والحرص على تطويرها باستمرار؛ لتتحسن وتصبح أفضل.
اتباع أنشطة يومية من شأنها المحافظة على صحتهم، وإبقائِهم لائقين وأصحاء؛ كي لا يعطلهم شيء عن قيادة شركاتهم.
القراءة بشكل مفرط، إذ نجد أغلبهم وقد وضع له خطة في القراءة؛ لتعزيز معرفتهم وتوسيع مداركهم وإمدادهم بالمزيد من الأفكار.
ولعل من الواضح أنّ السر يكمن في قضاء أغلب الوقت بأعمال اختاروها وكانت لها الأولوية، فمن النادر جدًا أن تجد أحدهم مقبل على القيام بأشياء لا تخدم أهداف أكبر لديهم، إذ أنّ هذا يستهلك جهد وطاقة ويهدر الوقت، ولا يقدم لك فائدة تمامًا كمضغ العلكة! الآن، أعرض عليكم فيما يلي أخطر مضيعات الوقت، والتي حتمًا ستندم عليها عاجلًا أم آجلًا … لنرى

أولًا: العمل على تجنب المشكلات
تخيل أنّ أمامك خط وعليك عبوره، وأنّك تجد صعوبة في القيام بذلك، فبدلًا من العبور تقرر القفز على كل الحواجز مرة واحدة أو الذهاب مباشرةً إلى الطرف الآخر!

حسنًا، مهما كثر ما يعترض طريقك من صخور وحواجز ومشكلات، لا يمكنك تنفيذ القرار، فأنت لا تمتلك عصا سحرية لهذا، وحتى إن حدث فإنّ إسلوب القفز على المشكلات ليس حلًا؛ لأنّ المشكلة ستبقى كما هي، بل وفي نهاية المطاف سيكون عليك العمل بجد أكبر مما لو كنت قد واجهتها من البداية، والأسوأ من ذلك هو أن تجنب المشكلة سيتسبب في تخليق مشاكل أكبر على الطريق. لذا، فمهما كانت صعوبة المشكلة، عليك بحلها وإلّا ستظل تؤرق حياتك وتتضاعف إلى أن تواجهها، فلما التأجيل؟؟!

ثانيًا: التحدث عن عواطفنا دون إيجاد الحلول
التعبير عن الانفعالات أمر مهم للغاية، فمن الطبيعي أن تعبر عن مشاعرك؛ إذ أنّ هذا ما يجعلك إنسانًا، ولكن من المهم أيضًا أن تفكر في نيتك من وراء هذا …

هل أنت لديك العادة بأن تعبر عن انفعالاتك ومشاعرك الخاصة مرارًا وتكرارًا دون التفكير في اتخاذ إجراء ما لحل المشكلة الأصلية؟

هذا يبدو وكأنّه طريقة سلبية ومؤقتة للتنفيس عما بداخلك، إذ أنّك بهذا الأسلوب لا تعالج المشكلة وتبقيها لا تزال موجودة.

في حين أنّ كل ما عليك التفكير بجد ومحاولة فهم نفسك وإدراك لماذا تشعر بهذا؛ إذ أنّ فهم “لماذا” سيمكنك من معرفة كيفية الوصول إلى الحل المناسب للمشكلة، مما يتيح لك إجراء التغييرات اللازمة، غير أنّ التعبير عن مشاعرك بشكل بنّاء من شأنه أن يساعد الآخرين أيضًا على فهمك بشكل أفضل. لذا، بعد التعبير عن ما تشعر به، تذكر أن تتخذ إجراءات نحو الحل، وإلّا ستبدو كما لو كنت جهاز تسجيل مزعج!

العواطف يمكن أن تكون قوة دافعة لك تحثك على إجراء تغييرات وحل المشكلة، كما يمكن أن تسيطر عليك وتصبح كما لو كنت مسجونًا داخل قفص. في النهاية إنّه اختيارك ونيتك فقط التي بإمكانها مساعدتك في التغلب عليها.

ثالثًا: الجدال من أجل الفوز
عند أخذ قرار مع زملائك في العمل، مهما كنت تعتقد أنّ فكرتك هي الأفضل، يجب العلم بأنّ زملاءَك في العمل قد يكون لديهم أفكارًا أفضل حول هذا الشيء، ولكن استمرارك في الحديث عن فكرتك على أنّها المثالية والأكمل مرارًا وتكرارًا لساعات حتى يستسلم الجميع؛ يجعلك حتى وإن نجحت في دفعهم إلى تنفيذ ما تقول، تخسر احترامهم لك ويفقدون الاهتمام.

مع التقدم بالسن ستصبح أكثر نضجًا لتعرف أن ليس هناك رأي أو فكرة صائبة وأخرى خاطئة، وأنّ قصة أو قضية واحدة قد تتخذ العديد من الجوانب، فلكل منا له وجهة نظره الخاصة، والجدال من أجل محاولة فرض رأيك وإقناع الناس بأن يروا الأمور من منظورك لن يدعم موقفك ولن يفيد بأي حال، بل على العكس فربما تؤذي مشاعرهم وتفقد علاقتك بهم خاصةً إن كنت لا تحاول أن تتفهم رأيهم في المقابل.

رابعًا: الإفراط في القلق بشأن أمور لم تحدث
إن كنت تقلق حيال شيء لم يحدث، فأنت كمن يجلس تحت مظلة في يوم مشمس بانتظار المطر!

تخيل أنّك سمعت إشاعة بأنّ الإدارة العليا تفكر في تقليل حجم العمالة لديها، فعلى الفور تفترض أنّ عملك على المحك، وتبدأ بتفسير كل شيء على أنّه نهاية لحياتك المهنية، فتصبح شيئًا فشيئًا مريضًا بالقلق وتدمر نفسك وأعصابك، في حين أنّ كل ما سمعت هو مجرد إشاعة لم تحدث!

من الطبيعي أن تقلق بشأن أمر هام بالنسبة لك بقدر معقول، وفي الواقع هذا مفيد؛ إذ أنّه يساعد على الاستعداد للحوادث التي قد تقع والتفكير بحلول مسبقًا لها، وإعداد ما يكفي بحيث تكون مسيطرًا على الوضع. لكن ما ليس طبيعي ولا يفيد على الإطلاق هو الإفراط في ذلك، فالإفراط في التفكير سيجعلك تشعر بالذعر والقلق، مما يجعل الأمور أكثر سوءًا.

خامسًا: البقاء مع الشخص الخطأ
عاجلًا أم آجلًا ستدرك أنّ البقاء مع بعض الأشخاص لن يجلب لك إلّا السوء ويعطل سير حياتك ويمنعك عن تطوير ذاتك، وإحراز أي تقدم يذكر في سبيل تحقيق أهدافك، فلا تضيّع المزيد من الوقت مع من هم مختلفون تمامًا عنك، من لا يشجونك ولا يقدمون الدعم، مع المتطلبين وذوي الشخصيات النرجسية ممن لا يرون إلّا أنفسهم، أو الشخصيات المتشائمة السلبية الذين يقضون الوقت في الشكوى دون حراك أو بذل جهد لتغيير ما لا يعجبهم، أو الانتهازيون الذين يكثفون جهودهم للاستفادة منك قدر الإمكان، والذين لا هدف لهم، ولا يفعلوا شيئًا بحماس سوى توجيه الأحكام والانتقادات الهدامة إليك ومحاولة تغييرك لتناسبهم أكثر … إلخ.

وجودك برفقة شخصيات كتلك ينقل لك العدوى بالتدريج؛ لتجد نفسك بالأخير تتحول إلى شخص لا تعرفه، شخص ضائع سلبي مستكين كسول، وأنت حتمًا لا تريد هذا، فاحتفظ فقط بالعلاقات المثمرة في حياتك. العلاقات التي تجد فيها الدعم والراحة والإيجابية والتقبل لما أنت عليه، وهذا سيغيرك للأحسن دون أن تشعر!

سادسًا: التركيز على الآخرين
“إرضاء الآخرين غاية لا تُدرك، وكلما كثرت محاولاتك لجذب اهتمام المزيد من الناس وجعلهم سعداء، كلما زاد شعورك بخيبة الأمل!”

ما أصعب أن تعيش حياتك محاولًا إقناع الآخرين بك ونيل إعجابهم وإبهارهم بشخصيتك، فما أن تتعرف على شخص جديد حتى تدعي أنّك متفق مع كل ما يقول من آراء وأفكار ظنًا منك أنّهم سيعجبون بك على هذا النحو، في حين أنّ هذا يصدر إليهم جهلك ويجعلهم يفقدون الاهتمام بك!

وفّر وقتك وجهدك، وركّز فقط على تطوير ذاتك والعمل أكثر على نفسك لتكن أفضل، تحدث عن اهتماماتك وشارك الآخرين أفكارك والآراء الخاصة بك وناقشهم بشأنها، فهذا الاستثمار في نفسك هو ما سيجلب إليك بالنهاية إعجاب الآخرين تلقائيًا.

وأخيرًا،
الوقت محدود، وهو أغلى ما لدينا. لذا، ينبغي أن نحافظ عليه وألّا نضيعه ونتعامل معه على هذا الأساس واستثماره في ما يحقق أهدافنا ويؤمن لنا مستقبل أفضل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين


.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر




.. كاريس بشار: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى البعض..


.. مشاهد لاعتقال العشرات من اعتصام تضامني مع غزة بجامعة نيويورك




.. قانون ترحيل طالبي اللجوء من بريطانيا لرواندا ينتظر مصادقة ال