الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطنية، وفن جمع المتناقضين.

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

2019 / 10 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الوطنية، وفن جمع المتناقضين.
*محمد أبو النواعير.
بعض الأخوة الأعزاء، يدخل معي على التواصل الخاص مستفسرا، وهم قسمان :
الأول يعتقد أن بعض منشوراتي تصب في مدح الجانب الأمريكي !
الثاني يعتقد بالعكس، أنها تصب في دعم ومدح الجانب الإيراني !!
ولكل قسم من القسمان شواهد وأدلة استقاها من منشوراتي (البسيطة).
في البدء لابد لنا أن نبين، أن أمريكا لها الفضل في تحرير العراق، وإسقاط الطغمة السافلة العفنة التي كانت تحكمه، وتخليص الشعب العراقي من طاغوت، فشلت كل الدول والمحاولات في إزاحته، وبالنسبة لي هذا فضل كبير لن أنساه لها.
قد يتشدق برأسي بعض الحمقى والمقاومجية، ويقول أنها اسقطته من أجل مصلحتها، وأنا أقول له، من خلصني من عذاب صدام الذي هو في نظري كعذاب جهنم، أكون ممنون له طوال عمري، سواء قام بهذا الفعل لمصلحته أو لا .
والبعض قد يهذي بعربدة، بأن وضعنا قبل مجيء الأمريكان كان أفضل بكثير، ومثل هذا ليس لي إلا أن ألقمه حجرا على فمه العفن، وفم من زقه تربية البعث زقا، سواء اكانت أمّاًً ماجدة من مكونات عهر البعث، أو أبا بعثيّاً ديوثا خمارا مجرما قاتلا .
من جانب آخر، لابد لنا أن نبين أن للجمهورية الإسلامية دورا كبيرا في مساندة ودعم وتقوية الوجود الشيعي السياسي، والشعبي، بل ووقوفها العسكري والإستخباري على مدى الــ 16 عاما، هو الذي مكن من عدم رجوع المعادلة الظالمة السابقة، قد يقول لي البعض أيضا بأنها فعلت ذلك من أجل مصالحها، وجوابي عليهم كجوابي أعلاه.
بالنسبة لي، فإن وجودي الشيعي، هو أهم لدي من كل الوجودات الأخرى، لأنني (وببساطة) وعلى مدى أكثر من 1400 عام، تمت محاربتي وتصفيتي وقمعي وقتلي وسجني وسلب أموالي وحقوقي والاعتداء على كرامتي مقدساتي، لأنني شيعي، والأحمق هو من يعتقد أن هذا المنهج لا يمكن له العودة يوما، لكي يتصدر موقف يسمى (إسلامي) وهو ما يمثله دين السنة، لذا خشيتي من هذا الأمر، هو الذي يدفعني وبقوة، لمناصرة من يقف معي في عمقه المذهبي، لذا فإن وقوف الجمهورية معنا في تثبيت التغيير الحاصل في هذه المعادلة، هو محط تأييدي وامتناني لها.
هل أن التعاطي مع هذين الموقفين، يؤثر في ما يسمى بــ (البعد الوطني) ؟؟
اولا، لا أعتقد أن البعد الوطني (إن كان موجودا فعلا لدى كل العراقيين من شمال العراق إلى جنوبه، بكرده وعربه وسنته وشيعته ومكوناته الدينية والإثنية وأقلياته الكثيرة، والتي كلها تملك نقمة متصاعدة ضد فكرة انتمائهم لهذا الوطن)، يمكن له أن يكون أبعد مما أملكه من تصور أعلاه، فامتناني لمن خلصنا من صدام، هو لب الوطنية، لأنه نابع من حبي لوطن كنت أرى أن ابن صبحة عاث به وبشعبه وثرواته ومقدساته، فسادا.
وامتناني لمن ساندني ببعدي الوجودي الحياتي (المذهبي)، ووقف معي، ودعمني بالسلاح والمال، كذلك له امتناني الكبير والمتواصل، ومن المعيب أن أنكر جميله ووقفته معي.
الوطنية الحقّة، هي ليست بالوقوف على الحياد بين الموقفين، فهذا غباء له أول ليس له آخر، بل الوطنية الحقة، هي في امتلاكي للمعرفة والقدرة والحنكة، لكي العب على حبال تناقضات الطرفين ومصالحهما، وأكون ماهرا في إعادة تشكيلها وصياغتها، لكي تصب في مصلحة بلدي ونظامي السياسي، أي النظر فيما يمكنني من توظيف وجود الطرفان، ليكونا عامل بناء لهذا البلد، لا أن أصطف مع طرف ضد الآخر، وبحماقة كبيرة، لكي أكون حصب جهنم يراد لها أن تستمر في هذا البلد، وتطحن بأهله، أو أن أطالب بإخراج كليهما من المعادلة العراقية (الوليدة والضعيفة والهشة)، ولكلاهما مصالح وأديولوجيات، ووجودات بشرية واقتصادية ونفعية وجيوسياسية، ضاربة في عمق الوجود العراقي.
المطالبة بإخراج الطرفين، هي من أغبى الأفكار وأكثرها استحالة، والتي ومع الأسف تسير العقل الجمعي، من خلال خطاب تعبوي نخبوي تحريضي أحمق، تقوم به أغلب نخبنا المثقفة والأكاديمية (والتي هي بأغلبها تمثل إيقونات عاطفية انفعالية حقودة، لا تفقه من السياسة الدولية شيئا، ولا تعرف فواعل السياسات الداخلية، وكيفية تكوينها وتسييرها، لما فيه رقي وتطور لأي بلد ناهض).
بالنسبة لما يجري هذه الأيام، والناس مخبوصة به، صدقوني سوف لن يخرج عن إرادة المتصارعين، وأتمنى أن نكون واقعيين ، ونترك أكذوبة، إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن ... الخ الخ الخ !!
*دكتوراه في النظرية السياسية/ المدرسة السلوكية الأمريكية المعاصرة في السياسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي