الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الشباب العراقي

حميد حران السعيدي

2019 / 10 / 13
المجتمع المدني


سكوتٌ فاق التصور جعل من تصدروا المشهد يُضاعفون من شراهتهم بإطمئنان تام طيلة السنوات السابقه ، نَمَتْ ثرواتهم بأرقام خياليه وزاد أتباعهم من لاحسي القصاع وماسحي الأكتاف وأصبحت لديهم قاعده أوهمتهم بأهميتهم حتى تخيل بعضهم إن الحياة لاتجري على منوالها بدون وجودهم , تخلوا علانية عن برامجهم التي طرحوها في حملاتهم الأنتخابيه ووظفوا كل طاقاتهم لكسب المغانم لهم ولعوائلهم وخاصتهم ... هذا مختصر المشهد العراقي قبل اليوم الأول من تشرين الأول 2019.
لم يمتد الصبر والسكوت الى أجلٍ غير مسمى ، نهض فتية أغلبهم من جيلٍ عايش التجربة منذ نعومة أظفاره ، تلمس فسادها وخداعها وتضليلها وتكريسها للأحتقانات التي نشرت الموت والخراب ، جيل كان ضحية آكاذيبهم ودعاياتهم وإعلامهم المأجور وتمشدقهم بمقدسات سخروها لمنافعهم ، جيل نزل مطالبا بإستعادة وطن منهوب وهو يردد (سلميه) سلاحهم علم العراق وإيمانهم بان الحقوق لن تُسترد بالأمنيات , هتفت حناجرهم بحياة العراق وكأن موقفهم جاء مصداق لنبوءة الجواهري الكبير :
سينهضُ من صميم اليأس جيل ... شديد البأس جبار عنيدُ
يُقايضُ ما يكون بما يُرجى ... ويُعقِبُ مايُراد بما يُريدُ
وهنا إستفاق (النائم بالعسل)على تلك الأصوات الجريئه لجموعٍ غاضبه لم يدفعها حزب أو جهه دوليه أو طائفيه وقوميه ومناطقيه ، لم يرق هذا لأساطين الفساد ومن يساندهم ، وبدلا من التعامل الشفاف الصادق مع هذه الجموع تبارى القاده على الأعلان عن تأييدهم علنا وأضمروا كيدهم وأطلقوا بعض مُندسيهم في صفوف المتظاهرين ليُقدموا على ممارسات مرفوضه بُغيةَ تشويه الحراك بمحاولة يائسه بائسه , وحين وجدوا إن محاولاتهم فشلت وجهوا (قناصيهم) لضرب المتظاهرين والقوى الأمنيه .
لقد كشرت قوى الشر عن أنيابها وهاهي تستعين بأسيادها وتُرسل للعالم رسائل مخادعه (تُشيطن) الشباب الناهض ومن جهة أخرى يرمي بعضهم على الأخر مسؤولية ماحدث .
نتمنى على جميع الشرفاء -وما أكثرهم - أن يقفوا مساندين مؤيدين لكل مطلب وطني حقيقي يتبنى العراق الوطن ويحرص على توفير خبز الكرامه لأهله ويُحدُ من العبث بخيراته وينهض بكل فعالياته الأقتصاديه والثقافيه ويصون موارده البشريه ويُفعل دورها بإعتبارها المحرك الأعظم للعجله التنمويه في جميع الميادين ، إن هذا الجيل الواعد هو المُبشر بولادة عراق جديد بكل ماتعنيه الكلمه ولم يعد الوقوف على تل الفُرجه مقبولا فلنكن مع أبناء العراق الغيارى ضد من عبث بالوطن وجوع الشعب وصادر كل شيء وقد لا تكون هناك فرصة أخرى أفضل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب