الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يوميات الانتفاضة. الجمعة الدامية 04-10-2019

فلاح علوان

2019 / 10 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هتف المتظاهرون " الشعب يريد إسقاط النظام" وهتفت بنادق الحكومة، النظام يريد قتل الشعب، وقد شرع النظام بالقتل بلا تردد.
إن المطالبة بتغيير النظام من قبل الشعب هو حق، خاصة إذا كان النظام قد بلغ من الفساد والتردي مبلغاً، أما قتل الناس فهو جريمة، خاصة وإنه مع سبق الإصرار. الشعب معه الحق، والحكومة تمارس الجريمة.
منطقيأَ أصبحنا أمام المعادلة التالية الحق في مواجهة الجريمة، وأي تحريف أو تلاعب أو تأويل هو مساندة للحكومة المجرمة.
كان الشباب يندفعون بعد حمل رفاقهم الذي يسقطون برصاص القناصة والرماة، ويتعالى هتافهم وتتقاطر الجموع جحافلاً في مشهد ربما تراه مرة واحدة أو مرتين في حياتك. عندها تذكرت عبارة وردت في كراس يوثق مجازر أيلول 1970، بعنوان " يوميات فدائي" تقول " فجأة يفقد الموت معناه".
أحسست بمعنى هذه الجملة فوراً، فقد الموت معناه، ولم يعد يرعب الشباب وجموع المتظاهرين، لقد أصبح التحدي هو التقليد.
صاح أحدهم إثر رشقة رصاص " صيروا يم الحايط" وناداني شاب "عمو تعال يم الحايط". لابأس، أصبحت الآن عمو ، بعد ان كنت بالامس القريب طفلاً أستمع الى قصص عن الحرس القومي وهو يقتل الناس في الشوارع.
بينما كنا نحتمي بالجدران العالية إثر إشتداد إطلاق النار صحت "هذا عادل عبد المهدي حرس قومي" لم يتفاعل معي الشباب كثيراً، وأدركت إن أغلبهم لا يعرف الحرس القومي، وبادر رجل في أواخر الخمسينات من العمر مؤيداً وموضحاً بطريقته "هذا حرس ثوري". كانت جملته بليغة وعصرية، وكان أسلوبي التعبوي ساعتها إنفعالياً ومحدوداً.
كان المكان الممتد من "مول النخيل" عند تقاطع شارع فلسطين حتى شارع محمد القاسم حيث ينتشر القناصة والرماة، يموج بعشرات الآلاف، كان هذا هو صوت الشعب الفعلي، مقابل صوت الرصاص. في حين إكتضت مقتربات ساحة التحرير من جهة الخلاني ومن جهة شارع النضال وشارع السعدون بالجموع الزاحفة نحو التحرير، والتي حال بينها وبينه العسكر المدجج بالسلاح من كل الصنوف، حسب ما روى شهود.
مسيل دموع مسيل دماء.
كان أحد الشباب يوصي الآخرين بلبس الاقنعة تفادياً للغاز المسيل للدموع، وإستخدام الببسي لغسل الوجه بدل الماء، فجاءه الجواب " بعد ما كو ( لايوجد) مسيل دموع، هسه ( الان) مسيل دماء".
كان أصحاب "التكتك" يتقدمون حتى حدود الإلتحام مع القوات الأمنية، لينقلوا المصابين والقتلى، كانوا جسورين بصورة مذهلة.
أكثر من خمس ساعات متواصلة من إطلاق النيران، من القتل المتواصل، لم تخمد التظاهرة، رغم الاعياء الذي أصاب الكثير. حينها يمكن للمرء أن يفهم كيف يكون صاحب البندقية هو الخائف، والأعزل صاحب الهتاف هو المتحدي.
كان العديد من المتطوعين قد أحضروا الماء، وبكميات وفيرة، بل فائضة، وحملت العديد من السيارات الطعام، وجرى توزيع أكثر من وجبة وأكثر من صنف من الطعام. لم يجع أحد ولم يعطش أحد، ولكن قتل وجرح الكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - -ديموقراطية - و -دم قراطية- العراق سيان!
طلال الربيعي ( 2019 / 10 / 14 - 23:15 )
رفيقي العزبز
ان ديموقراطية العراق الجديد هي خليط من ارقى انواع الديموقراطيات:
ديموقراطية بريمر,
ديموقراطية الحرس القومي,
ديموقراطية الحشد الشعبي,
وديموقراطية الميليشيات العراقية-ايرانية.
فتصور كيف اننا العراقيين مدللون! فلدينا كل انواع الديموقراطيات التى تناسب كل ذوق وكل مزاج!
ولكن البعض افسدهم الدلال ففقدوا عقولهم, او حركتهم قوى فضائية غير مرئية حتى بافضل انواع التلسكوبات, فخرجوا للتظاهر ضد الباب العالي في -منطقة السادة-, المنطقة الخضراء. ولذك لقنتهم السلطة, كأي سلطة رشيدة ومحبة لشعبها, درسا لن ينسوه لارجاعهم الى جادة الصواب وضمان سيرهم مع غيرهم من العبيد من -السائرون!- في طريق الشعب, الصراط المستقيم!


2 - من من اليسار وقادتهم كان في المظاهرات
احمد حسين ( 2019 / 10 / 15 - 09:28 )
في الحوار المتمدن ملا قادة اليسار ببياناتهم انهم مع المتظاهرين وفي الصف الاول

فمن كان هناك؟؟؟؟؟ منهم وخاصة جماعتك من الشيوعية العمالية


3 - رفيقي العزيز الدكتور طلال الربيعي
فلاح علوان ( 2019 / 10 / 15 - 12:29 )
بعد التحية
شكراً لمداخلتك وتعليقك. إن ما جرى يوم الجمعة كان يفوق التصورات من حيث درجة الجرأة ومستوى القسوة والقمع، وهذا الموضوع بحد ذاته يقدم صورة عن سيكولوجيا جديدة داخل المجتمع من الصعب هضمها وفهمها على اساس المشاهدة والإنطباعات فقط.
في الحقيقة لدي قلق كبير من الإطار العام الذي تجري الأحداث ضمنه، وتطور خطاب داخلي مغرض وذي أهداف تبعد الحركة عن محتواها الفعلي، وساحاول عرض الموضوع في القسم الثاني من مقالي حول بناء تكتيك داخل الحركة. أخشى كثيراً ذهاب دماء المتظاهرين وقوداً لحركات رجعية.
تقبل تحياتي


4 - السيد أحمد حسين
فلاح علوان ( 2019 / 10 / 15 - 12:35 )
أنا لم أتحدث عن أي مجموعة أو فرقة، لقد وصفت وضعاً عاماً، وليس بإمكاني ولا بإمكان أي أحد أن يقول لك من كان هناك ومن لم يكن. أما عن ذكرك لإسم مجموعة تعتبرها جماعتي، فواضح من كلامك انك تريد إقحام خلافاتك مع فرق ومجاميع سياسية بشكل تطفلي لا صلة له بموضوعي.
انتهى


5 - هل هذا معقول
طلال السوري ( 2019 / 10 / 16 - 03:54 )
أكثر من خمس ساعات متواصلة من إطلاق النيران، على عشرات الالاف من المحتجين على طول الطريق الممتد من -مول النخيل- عند تقاطع شارع فلسطين حتى شارع محمد القاسم حيث ينتشر القناصة والرماة،

كم سيكون عدد القتلى

الوضع مأساوي بما يكفي ولايحتاج الى صيغ المبالغة

نعم لقد سئمنا حكم اولاد الشوارع ونحتاج الى التغيير---والحكومة مجرمة وفاشلة


6 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 10 / 16 - 12:08 )

السيد طلال السوري.
كان المحتجون يحتمون بالمباني خلال إطلاق النار. وبصفوف من الأشجار، وحيث انك لا تعرف طبيعة المكان فسيمكنك التحدث كيفما تحب. التسجيلات موجودة رغم منع القنوات من الحضور.
الأمر في العراق ليس مثل سوريا، وهناك من يسعى لتحويله الى سوريا ثانية، ولكنه سيفشل بوعي الجمهور وعدم إنسياقه وراء سياسات القوى الرجعية، سواء الحاكمة أو من يريد ركوب الموجة.

اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا