الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة تشرين الاول العراق

عبد السمیع یاسین الهیتی

2019 / 10 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بات من غير الممكن ترميم علاقة‌ النظام السياسي مع الجماهیر فی العراق علی وجه العموم.
فبعد تأسیس الدولة‌ والنظام السياسي على أسس طائفية و بوصفة سحرية أمریكیة‌ إیرانیة‌ الصنع، والذي بنيت على أسس مغلوطة. فتراكمت الاخطاء الكارثية وحاولت التجربة التي اشرنا اليها بناء نظام هش ضمن اسس ووشائج ظعيفة بضرب اللحمة الوطنية وتمزيقها ليسهل جعل العراق بلدًا ظعيفًا يسهل ترويضه ومن ثم السيطره على مقدراته. فتراكمت الاخطاء وتعمقت الجراح وتشظى الجسد العراقي. فتمللت الجماهير وبدأت تنقشع عن عيونها اكاذيب وتدليس المحتل واعوانه. فجائت تظاهرات شباط (2011) باكورة عودة الروح العراقية والتي وصفها نظام المالكي بالبعثیة‌ والإرهابية وقد تم قمعها بالقوة المفرطة‌ في حينها، ووصف من قام بها بإرتمائهم فی حضن أجندات خارجية.
ومن ثم جائت مظاهرات سنة‌ العراق والتی كانت تنادی بعدم التهمیش تحقیق مطالبهم وجعلهم مواطنين سواسية مع غيرهم وإطلاق السجناء والموقوفين والذين لم تتم إدانتهم بأعمال ارهابیه‌.
فتم وصف مظاهراتهم بالفقاعات والتبعية وشیطنتهم وإدخال داعش عليهم وتدمير مدنهم ونزوحهم القسري عنها.
ولهذا نلاحظ عدم مشاركتهم في هذا الحراك وانكفائهم في مدنهم المدمرة اصلًا والخوف من إعادة الكرة مرة أخرى عليهم.
وجاءت مظاهرات البصرة عام (2018) لتدق ناقوس الخطر على من یتسید ويمسك بزمام السلطة في العراق وتم القضاء عليها تارة بالترهيب ومره‌ أخرى بالترغيب وإعطاء الوصفات المسكنة والوعود الخاوية.
واخیرا جاءت أحداث مظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) والتي ايقضت جيل من الشباب الواعي الذي نادى بالكرامة وجاءت النقمة‌ الشعبیة بسب تراكم الأخطاء وازدياد الفساد واستشراءهُ في مختلف مفاصل ومؤسسات الدولة‌ وفي كافة‌ المجالات الحیاتیة وازدياد خط الفقر وانسداد الرؤوية‌ وتلاشي الأمل لتأسيس دولة‌ المواطنة‌. فكیف ترتجى من طبقة‌ سیاسیة طاعنة‌ متغولة في الفساد والتدمير لمرتكزات الدولة‌ وفشلهم الذريع في بناء مؤسسات ودولة‌ تحتكم للدستور الذي هم كاتبته وواضعیه برغم ما حمل من مواد قانونیه‌ متناقضة وأثير حوله الكثير من الجدل.. وجاءت أحداث مظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لتدق ناقوسا مدویا ضد هذا الواقع والذي فقد فيه المواطن اية أمل في بناء الدولة والعيش تحت خميتها وحفظ كرامته وحقوقه. وبذلك فأن
وضع ما قبله لن یكون ما بعده لأنه بزغ جیل یختلف كلیا عما قبله جیل ترعرع و وعی علی ظلم الطبقة‌‌ السیاسیة الحاكمة‌ واستشراءِها و فسادها وانعدام أي بصيص أمل للإصلاح، فخسر النظام السياسي المبني على أسس المكونات الطائفية والعرقیة‌ فنزل هذا الجیل إلى الشارع واختار أن ينتزع حقوقه بقوة‌ التظاهر السلمي ... فنزل مئات الآلاف من الشباب اللذين أغلبهم لم يتجاوز متوسط أعمارهم 30 سنة تطالب بحقوق مطلبية توفير فرص العمل وتحسين الخدمات والقضاء على فساد الطبقة السياسية.
محطمين كل القيود والأغلال التي كانت تخدرهم عن طريق المرجعيات الدينية والسياسية وتعالت أصواتهم واحتجاجاتهم أمام أنظار عالم يسوده النفاق وكانت هذه المظاهرات ذات صبغة ومطالب وطنية ولم تكن هناك أية مرجعيات سياسية او دينية تقود هذه المطالب.
وليس هناك اي حزب أو طبقة سياسية ترعاها وهذا ما أرعب الطبقة السياسية لأنه لا يوجد من يتحكم بإيقاعاتها مثل المظاهرات التي سبقتها.
ولأن هؤلاء الشباب نادوا متوحدين بصوت عراقي بغض النظر عن انتمائاتهم وإن كانت تغلب عليهم أنها من مناطق محسوبة ولائها للطبقة السياسية المتحكمة بالسلطة والامتيازات سارع من يتسيد ويتسلم زمام السلطة إلى استخدام السلاح، للتصدي للمتظاهرين ويوصفها بأنها أجندات خارجية.
فكانت تلك التصريحات وعدم الاكتراث لمطالبهم هو ما زاد من سقف مطالب المنتفضين ونادوا بدولة وطنية، ودولة المواطنة بعيدا عن التكتلات الإقليمية والارتباط بأجندات خارجية فقمعت هذه الانتفاضة بالوحشية والعنف المفرط والعالم وقف متفرجا وفي أحسن حالاته كان يساوي بين الجلاد والمنتفضين فكانت شراسة النظام في قمعهم وتوالت عمليات القتل والملاحقة ضد الناشطين والإعلاميين وكانت المحصلة قتل فتيان هذه الانتفاضة بكل برود وعنجهية ووحشية ولكن هذا الشارع المنتفض لن يتوقف ولكن تراجع لالتقاط أنفاسه بعد أسبوع دامي مورست فيه الوحشية بكل أصنافها بوحشية القرون الوسطى من قتل واغتيال واعتقالات وترغيب وترهيب بقرارات خاوية من معانيها في ظل دولة ركبها الفساد والمحسوبية والارتماء ضمن أجندات لا تمت لمصلحة العراق بفائدة.
إن الشباب المنتفض يبدو للمتتبع سوف لن يرضخ للقوة الوحشية التي مورست ضده، مما سيرشح لعودة هذه الانتفاضة السلمية بكل معانيها في كل لحظة، وستكون هذه الانتفاضة قد استردت أنفاسها و بإصرار أكبر. ولكن ستكون أداة القمع بوحشية أكبر أم أنه سيكون الموقف الدولي والغير معول عليه مدافعًاعن هؤلاء المنتفضين، فالنظام الحالي ومرجعيته الدينية والسياسية لا سبيل لبقائهم سوى الحل الأمني واستخدام العنف والوحشية لإخماد هذه الانتفاضة، ومن المتابع للشأن العراقي يلاحظ هناك تملل في بعض عناوين الطبقة السياسية في عملية استخدام القوة المفرطة ضد المنتفضين، فمنهم من يريد أن يحافظ على ما تبقى من مؤسسات مهلهلة لما يسمى بالشرعية والاحتكام للدستور هو من أسس لهذه الدولة العقيمة التي لا تجلب أي بوادر لتأسيس دولة المواطنة الحقة، والتي يحاول ويبحث عن حلول ترقيعية عقيمة سأم منها الشارع، ويبحث عن تسوية للحفاظ على مكتسبات الطبقة الحاكمة والجمهور الذي يريد الحفاظ على مكتسباته الانتهازية.
فهل هناك أفق وفجر لتكون هذه الانتفاضة حركة مفصلية لبناء دولة المواطنة العراقية والابتعاد عن كل المحاور التي تحيط في العراق كمصير للشعب والحفاظ على بناء دولة ... لأمة عراقية يعيش فيها الجميع تحت ظل قانون يتعاقد عليه الجميع بدون استثناء ... لنؤسس لدولة بعيدة عن جمهوريات الخوف والارتماء ضمن المحاور نحو بناء أسس لأمة عراقية ناصعة..... مجرد وجهة نظر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا