الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الإسلام السياسي -... خدعة أصبحت مهنة

علي جواد

2019 / 10 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يوجد في تاريخ أي حضارة أو دولة أو ديانة أومعتقد مجموعة من المصطلحات والمفاهيم وهمية خرافية وهي عبارة عن تراث فكري يتوارث ويتناقل بين الناس تدريجيا تحول إلى ثوابت وقواعد حقيقية وجزء من الحياة اليومية.
مثلا كل شعب يتداول مجموعة أمثال ومقولات هي ليست نصوص دينية أو أقوال شخصيات مشهورة ولكن تراث شعبي مثل :
{ العقل السليم في الجسم السليم }
وهذا منطق غير صحيح والحقيقية ان اكبر علماء العصر الحديث هو ستيفن هوبكنز الذي غير مفاهيم الفيزياء واثبت خطأ الكثير من النظريات وهو جالس على كرسي متحرك لإصابته بشلل كلي في جسمه ويستطيع تحريك جزء بسيط من إصبع يده فقط !!!! وتواصل مع العالم عن طريق فارة كومبيوتر صممت خصيصًا له.
وبالعكس إذا اعتمدنا على مبدأ الجسم السليم هذا يعني ان جميع ضخام الجسد هم عباقرة !!!!!
والحقيقية ان هذه مجرد مقولات وأمثال وليست حقائق علمية ثابتة.

بالتالي نضطر للتعامل مع مورثات تراثية عجنت وتشابكت مع الدين ومع الأعراق والعشائر وأصبح من الصعب جدا ان نشرح الفرق بين الأصل والحقيقية والوهم والخرافة ، وأحيانًا لا يوجد تميز بين النص الديني المقدس وبين ما يستعمله الناس من احاديث يومية اعتيادية بسبب كثرة الإعادة والترديد مع التربية والنشوء وسماع كل ذلك والنتيجة اصبح لدينا جيل من المثقفين المشوهين هو خليط وهجين من بذرة التراث وثقافة الدين.
وأصبحت لدينا وظائف وحرف ومهن هجينة بين الخرافة والعلم مثل طبيب القرية وهو يداوي الناس بالبركة واستعمال نصوص القران الكريم في التداوي وادخال بعض الاجتهادات الحرفية هي نوع من المؤثرات الإعلامية باستعمال أعشاب وطرق و حركات يقوم بها المحترف في هذه المهنة واطلق على هذا المنهج كله مصطلح ( الطب النبوي ) وهنا أي تشكيك أو جدال يصطدم السائل بتهمة الكفر والتجاوز على المقدسات.

وهكذا ممكن أخذ أمثلة أخرى لاتخاذ من الإرث الديني مهنة وحرفه لكسب الرزق والجاه في مجتمع القرى ومجتمع ما قبل التخصصات المهنية والشهادات ،وكان رجل الدين هو المثقف الافتراضي والطبيعي الفاهم بجميع مسائل الحياة ويمتلك الأجوبة في الطب والشرع والتاريخ والقضاء بين المتخاصمين بحكم المعرفة الافتراضية للدين والمفهوم الذي تعارف عليه الجميع ان الدين يشمل ويغطي كل جوانب الحياة إبتداءً من الصلاة والصوم إلى علوم الفلك والاقتصاد وبذلك اصبح عالم الدين يمتلك الصلاحية الأخلاقية والاجتماعية والفقهية للتكلم والتحاور ومزاولة أي مهنة في المجتمع ثم نشأت مجموعة من التخصصات والمهن تضاف اليها كلمة الإسلام لتصبح بعدها جزء من الشريعة ثم توضع الدراسات والأبحاث لإثبات علاقة الدين الإسلامي بهذا الاختصاص ومن هذه الأمثلة
اللباس الإسلامي !!
البنوك الإسلامية !!
الطب الإسلامي !!
الإسلام السياسي ؟؟؟؟؟؟؟؟
الاقتصاد الإسلامي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الطعام الإسلامي !!!!
الاستخارة او الخيرة الإسلامية !!!

وأكبر واخطر خدعة وكذبة في العصر الحديث هو ايجاد شئ وكيان اسمه ( ألأسلام السياسي )
الإسلام هو دين ونصوص وثوابت لا تتغير أو تختلف باختلاف الزمن والمصالح والاستعمالات ويطبق على الكل دون استثناء.
أما السياسة فهي مجموعة مبادئ وأساليب متغيرة ومختلفة تبعًا للظروف والمصالح والأشخاص وتتغير وتتناقض وتختلف في كل زمان ومكان وتتنوع من شخص إلى اخر

عندما نزاوج بين الدين والسياسة أصبحت مهنة وتخصص وكما هو متعارف عليه الان في الدول الإسلامية والمجتمع اصبح يتقبل ويتعامل مع هذا السياسي الإسلامي كأنه حقيقية ثابتة ومنصب ديني شرعي بل اصبح مقدس وفي مستوى بعيد وأعلى من النقاش والانتقاد والتشكيك.
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا