الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أكتب الرواية لأنها تحتاج إلى نفس طويل

أحمد الخميسي

2019 / 10 / 17
الادب والفن


في هذا الحوار تسأل الكاتبة الروائية أمل خليفة أحمد الخميسي عن أهم المحطات في حياته الفكرية والأدبية، وأهم الروافد الانسانية التي قادت خطاه، وما هي القصة القصيرة؟ ولماذا لم يكتب رواية حتى الآن، وأسئلة أخرى كثيرة عن دور النقد ومستقبل التعليم في مصر وغير ذلك.

•الأستاذ أحمد الخميسي ، قاص وكاتب صحفي، معروف، ترى ما أهم الروافد في حياتك وتأثير الأب في تجربتك الحياتية والإبداعية؟
-هناك روافد فكرية وأخري حياتية أو إنسانية،علي مستوى الروافد الفكرية فقد كان الكاتب سلامة موسي وكتبه يشكلان اكتشافا مهما جداً بالنسبة لي وأنا طفل صغير، وذلك عندما عثرت علي كتبه بالصدفة عند سور الكتب المجاور لبيتنا بجانب كتب يوسف السباعي وأحسان عبد القدوس وروايات أرسين لوبين وأجاثا كريستي وبدأت أشتري كتب سلامة موسى وأنا مازلت تلميذًا من مصروفي.
•لماذا هذا الإعجاب الشديد بسلامة موسي علي وجه التحديد؟
-لأنه كان يشكل بالنسبة لي رافدا فكريا مهما جداً، فقد استطاع أن يجتذبني بشدة للفكر الإشتراكي، وهو أحد رواد التنوير المظلومين في مصر في مرحلة النهضة الثقافية عام في العشرينيات لكنه لم يأخذ حقه حتي الآن، ودوره لايقل عن دور طه حسين وتوفيق الحكيم، وبالرغم من أن هيئة الكتاب تطبع كميات هائلة من الكتب لكنها لم تفكر مرة واحدة في إعادة نشر أعماله. بجانب سلامة موسي، كنت أقرأ كثيراً إلي أن وقعت بين يدي بالصدفة رواية لكاتب إنجليزي أسمه “ويلكي كولينز” أسمها ذات الرداء الأبيض وهذه الرواية هي التي لفتت نظري إلي أن هناك أدبا كبيرا ومؤثرا وله دور. ومن الأشياء التي لعبت دوراً في تكويني الفكري أيضاً وجود مكتبة في بيت والدي من الأدب الروسي المترجم. وفي حينه كانت هناك دار اسمها “اليقظة” في الشام تترجم عيون الأدب العالمي وكان جزءا كبيرا منها من الأدب الروسي. وهذا قرأته مبكراً وترك أثره الكبير في تكويني.
•ماذا عن الرحلة أو الرافد الإنساني لدي الكاتب أحمد الخميسي؟


-عندما كنت في السادسة من عمري تفتح وعيي علي أن والدي “مُعتقل” ليس والدي فقط بل وإخوالي إيضاً مُعتقلين، كنت طفلا يفتح عينيه ولا يجد أباه وعندما يسأل عنه يقولون له إنه مسافر ثم يقولون بهمس إنه معتقل ثم يدرك أن أباه كاتب معتقل لأنه صاحب رأي وموقف، وقد هزتني هذه التجربة للغاية وأنا صغير وساقتني للسؤال عن الظلم والعدل.
•لكل تجربة جانب سلبي وآخر إيجابي ما الأثر الذي تركته هذه التجربة عليك؟
-التجربة غرست لدي فكرة أن الكاتب له دور وأن من الممكن أن يعاني في سبيل هذا الدور. ولقد عمقت هذه الفكرة تجربة اعتقالي عام 68 في مظاهرات الطلبة لحوالي ثلاث سنوات وكان لهذه التجربة أيضاً أثر كبير لأنها إلي حدً ما وضعتني علي حافة نوع من الإدراك ، حتى لو كان غير صحيح، وهو أن تبدو الكتابة عملا بلا جدوي وأن الحقيقة تتلخص في القوة، وليس في الكلمة، أين تكون القوة ومع من؟ ليس أين تكون الكلمة ومع من. وجاء بعد ذلك سفري ودراستي في الأتحاد السوفيتي “ لا اقصد الناحية العلمية فقط فهذا موضوع آخر” لكن أقصد معاشرتي لشعب آخر وإدراك وفهم تقاليد و روح شعب آخر ، مما خلق بداخلي ليس وعيا فقط بل شعورا عميقا فعلاً بأن البشر متشابهون في كل مكان، لأنه يحدث أحياناً أن يكون لديك الوعي بأن البشر متطابقون لكن هذا الوعي لا يخلق الأحساس العميق بهذه الحقيقة، أما معاشرة الآخرين فتجعلك متأكدا من هذه الفكرة، من أن الإنسان هو الإنسان مهما اختلفت لغته وتقاليده وثقافته.
•متي فكرت في السفر إلي الاتحاد السوفيتي؟
-الفكرة جاءت بالصدفة بعد خروجي من المعتقل، فقد تعطلت الدراسة ونحن في المعتقل، ولم يسمحوا لنا – أقصد الطلاب المعتقلين - بخوض الأمتحانات من داخل السجن، فضاعت علينا سنوات دراسية، وقررت أن أستكمل دراستي بالخارج بعد وفاة عبد الناصر وبعد أن أصبح واضحا أنه سيكون هناك تغيير كامل في السياسة المصرية بنسبة 180 درجة، وهكذا سافر والدي إلي لبنان وأنا معه ومن لبنان سافرت أنا إلي “موسكو”. وبقي والدي فترة في بيروت.
•ماذا عن دور الوالد”عبد الرحمن الخميسي” في حياتك؟
-كانت حياة والدي أشبه بالعاصفة فقد عمل في التمثيل والإخراج والإنتاج السينمائي والصحافة والشعر وكتابة القصة، ولقد وصف هو حياته فيما بعد قائلاً: كنت أدافع عن قيثارتي فلم أعزف ألحاني!.هذه الحياة العاصفة وشخصية الفنان الحر تركت داخلي أثرًا، وليس أنه كان يوجهني أو يرشدني، إذ لم يكن يوجهني بالمعنى المعروف، لكن وجوده في حد ذاته كان أرشدني إلي فكرة الكاتب الفنان الحر، ونبهتني حياته إلي أن الكاتب لايجب أن يخضع لقوة تجره عكس ما يعتقد، وكانت حياته دليلا على ذلك فقد اعتقل والدي في مطلع ثورة يوليو ثم فُصل فيما بعد من جريدة الجمهورية مع طه حسين وألفريد فرج ونعمان عاشور، فلم ينكسر وقام بانشاء فرقة مسرحية، ثم شركة انتاج سينمائي، وكان على حد قول عمي محمود السعدني : " مثل الكرة، كلما ضربوها لأسفل قفزت إلى أعلى" وأكد لي كل ذلك أن الكاتب يجب أن يكون حراً، وعندما وقع السادات اتفاقية “كامب ديفيد” قام والدي بمهاجمته بشدة واضطر أن يهاجر ضمن موجه المثقفين المهاجرين، الذين كان من بينهم الأستاذ محمود العالم، أحمد عبد المعطي حجازي اللذين هاجرا إلي فرنسا، بينما هاجر كل من أمير أسكندر وأحمد عباس صالح ونبيل زكي إلي العراق، أيضا فقد جارت الدولة على حقوقه فلم يكرم ولا مرة ولم ينل أي جائزة من الدولة، وحتي أعماله لم تُعاد طباعتها. هذا النموذج الانساني والفكري وهذه الحياة التي تجسدت في شخصيته الأدبية والفنية تركت بدون شك أثرا كبيرا وجداني وعقلي، بالإضافة إلي سمات شخصية أخرى مثل عدم مبالاته بالمال وشجاعته في ابداء رأيه. لكن ملاحظاته الموجهة كانت قليلة جداً، أذكر مرة أبدي فيها ملاحظة علي اللغة بعد قصة كتبتها ، وطلب مني قراءة كتاب “الأمتاع والمؤانسة” لأبي حيان التوحيدي، وقال لي “الروح تعيش في البدن والأدب يعيش في اللغة” فلابد أن تعتني بلغتك، لكن ملاحظاته الأدبية علي كانت بشكل عام قليلة.
هناك كثيرون اعتقلوا ولكن تُعاد طباعة أعمالهم والأمثلة كثيرة؟!.
-ربما يكون السبب في تجاهل أعمال والدي هو أن جهوده تفرقت في أكثر من نهر وأكثر من جدول، وأنه لمع في عشرات النقاط فلم يصُب طاقته في منطقة واحدة، ربما لهذا السبب وربما لأنه عاش فترة طويلة في الخارج حوالي 20 سنة ولكن هذا لا ينفي تجاهل الدولة له في كل الأحوال،لأن هيئة الكتاب تطبع الأعمال الكاملة لأشخاص لم أسمع عنهم نهائيا ولم يسمع عنهم أحد، أين أعمال عبد الرحمن الخميسي؟ وأعمال سلامة موسي؟ علي الأقل الخميسي قدم للحياة الفنية سعاد حسني وأول من قدم يوسف أدريس. والخميسي كان ممثلا أثبت حضوره الكبير في فيلم الأرض، وترك أثرا واضحا في الشعر وكتب عنه لويس عوض “إنه آخر الرومانسيين الكبار” وكتب عنه د. محمد مندور بالنص إن عبقرية الخميسي في الشعر لا تضاهيها عبقرية، وقال عنه صلاح عبدالصبور في البرنامج الثقافي ( الثاني حينذاك) : “عندما ينجلي غبار الحياة الثقافية الحالية سيبقي في الشعر العربي قصائد قليلة منها قصيدة “الليل” لعبد الرحمن الخميسي". وفي القصة القصيرة قال عنه يوسف ادريس “إن الخميسي حطم طبقية القصة القصيرة” وفي الصحافة كان لديه لغة خاصة مشرقة.
لماذا تصر علي كتابة القصة ولم تفكر في كتابة الرواية ونحن نعلم قدرتك علي هذا؟
-في الستينيات كان هناك نجمان كبار جداً في الحياة الثقافية هما نجيب محفوظ ويوسف إدريس. وأنا كانت تربطني بيوسف إدريس علاقة تلميذ صغير بأستاذه وتربطني علاقة من نوع آخر بنجيب محفوظ وهي حضور ندواته في ميدان الأوبرا ليس أكثر من ذلك وبالتالي كانت علاقتي الأعمق بيوسف إدريس، وكنت أحبه وأستغرب لماذا لا يكتب روايات مثل نجيب محفوظ، ولماذا استطاع الأستاذ نجيب محفوظ أن “ يأكل الجو" من ادريس، فسألت د. يوسف " لماذا لا تكتب الرواية؟ "، فأجابني بالعبارة التي تلخص الموضوع فقال لي “ يا أحمد يوجد سباح ألف متر، وهذا بطل، وهناك سباح 100 متر، وهذا أيضاً بطل، الفرق في النفس، هذا نفسه يمكنه من السباحة مائة متر فقط والآخر نفسه يمكنه من السباحة 1000 متر". وأظن أن ما قاله الكاتب العظيم يوسف ادريس ينطبق على تجنبي كتابة الرواية، أنا لا أكتب الرواية لأنها تحتاج إلى نفس أطول و ليس لدي هذا النفس، بل إنني أنظر إلى الذين يكتبون الرواية بانبهار كما ينظر الأقزام الذين إلى جاليفر. القاص يري العالم في لحظة واحدة، والروائي يري اللحظات كلها داخل العالم. أنا طبيعتي النفسية والعقلية أقرب إلي أن أري العالم في ومضة، وكتابة القصة القصيرة في اعتقادي هي طبيعة نفسية وعقلية وهذا ما كان يقصده يوسف إدريس. في إحدى المرات كان شخص يجري حوارا صحفيا معي، وكان يلقبني أثناء الحديث بالروائي! قلت له أنني لست روائيًا، ولم أكن روائيا قط! فقال بتلقائية “ ليه؟ أنا أعرف واحد أصغر منك وروائي”.! أنا أكتب القصة القصير لأن طبيعتي هي رؤية العالم في لحظات، وفيها أرى بناء كاملا مركبا، أنا أري العالم من داخل لحظة.
•لماذا جاء النشر المنتظم متأخراً رغم أن أول أبدعاتك كانت في الستينيات؟
-لم تكن لدي فكرة أن أكون كاتبا، وليست لدي هذه الفكرة الآن أيضا. أنا فقط أريد أن اعبر عن نفسي، لا أن أكون كاتبا. ومنذ البدايات الأولى كانت لدي فكرة البحث عن نفسي بمعني معرفة من أنا؟ وما الذي أستطيع القيام به؟ لقد انشغلت بشئون عامة وسياسية و جربت أشياء كثيرة بما في ذلك الكتابة إلي أن أكتشفت إنني في كل الأشياء التي أفعلها أعبر عن جزء فقط من نفسي، أما في الكتابة فأنا أعبر عن نفسي كاملة. ولقد قطعت رحلة طويلة لكي أفهم إن أحسن ما أستطيع عمله هو الكتابة. أول قصة نشرتها في مجلة صباح الخير كان اسمها “رجل صغير”، ثم نشرت قصة لي في مجلة “القصة” ثم في مجلة “الكاتب”، وكان ذلك كله مبكرا، رافقتني الكتابة منذ البداية، لكن الفكرة التي تركها المعتقل في نفسي أإن الكتابة بلا جدوي عطلتني طويلا.
•كيف تري مستقبل القصة؟
-القصة القصيرة شكل فني نشأ وتبلور بعد أستقرار شكل الرواية بحوالي 150 سنة وتبلور الشكل القصصي علي يد ثلاثة هم “أنطون تشيخوف” في روسيا و”ادجار آلان بو” في أمريكا، و”موباسان” في فرنسا، أولئك هم أعمدة القصة القصيرة، ولو كان بوسع الرواية أن تسد الاحتياج الذي تشبعه القصة القصيرة ما ظهرت القصة القصيرة. أقصد أن ظهور القصة القصيرة ارتبط بضرورة تاريخية وفنية، واعتقد أن المستقبل للقصة القصيرة، وعلي الأقل فإنها لا يمكن أن تختفي، كل ما تحتاجه القصة هو اهتمام الصحف. القصة القصيرة في الاربيعنيات والخمسينيات كانت جزءا رئيسيا من الصحافة اليومية. نحن الآن نعيش وضعا ثقافيا عجيبا، ففي عام 1965م كان تعداد الشعب المصري 30 مليون نسمة وكان لدينا 15 مجلة ثقافية متخصصة، نحن اليوم 100 مليون نسمة ولدينا أربع مجلات وهي أخبار الأدب، وأدب ونقد، وإبداع، ومجلة الثقافة الجديدة. كيف يمكن إذن للقصة بل والأدب عموما أن يزدهر في ذلك الوضع؟


•لماذا لا تقام المهرجانات للقصة القصيرة علي غرار الرواية؟
-مؤخراً أصبح هناك اليوم العالمي للقصة القصيرة، وهناك حدث مبهج أن الكاتبة الكندية “أليس مونرو” حازت علي جائزة نوبل عن القصة القصيرة وهذه أول مرة. لكن الاهمال عندنا يحرم الناس من ذلك الاهتمام، المفروض أن يكون لدينا يوم أو مهرجان للقصة. لأنها موجودة علي الساحة، ولأن هناك كُتاب قصة قصيرة مبدعين فعلاً منهم عزة دياب، ومحمد إبراهيم طه، ومحمد خير صاحب مجموعة “رمش العين” وعزة رشاد وسمير الفيل وآخرون كثيرون.
•ما دور النقد الايجابي في الإبداع والتطور؟
-النقد ليس مجرد عملية فرز وليس مجرد حكم علي العمل، ولابد أن تحكمه فكرة تشجيع العمل وفكرة محبة الكُتاب، لأن التعامل مع الكتابة يعني التعامل مع موهبة، والحكم على الموهبة أمر صعب جدا ، وعلى سبيل المثال فإن الروايات الأولي “لفيودور دوستويفسكي” لم تكن تبشر بمولد كاتب عظيم، لهذا أقول إن بدايات الكتابة قد لا تظهر دائماً قدرات أو موهبة الكاتب، ومن ثم لا يجوز تكسير الأجنحة وهي في مطلع محاولاتها. والتشجيع ليس معناه عدم التنبيه إلي الأخطاء أو النواقص، المهم أن يتم التنبيه بطريقة لا تحطم الكاتب، ومن منطلق مساعدة الأديب على التطوروليس من منطلق الجلد. النقد لابد أن تحكمه المحبة.
• هل المطبوعات الثقافية عددها مناسب وهل لها دور ؟ وما رأيك فيها؟
-بالتأكيد للمطبوعات الثقافية دور لكنه للأسف دور محدود، فعندما يتم عرض فيلم في قاعة بها 5 أشخاص فهل يقوم العرض بأي دور؟ بالطبع يقوم، حتى لو استطاع العرض أن يؤثر في ثلاثة أفراد فقط تغيرت أفكارهم، لكن المشكلة في محدودية التأثير، وهو ناجم عن مشكلة أخري هي نسبة الأمية العالية جداً، ومحدودية التأثير ناجمة ايضا من المناهج التعليمية التي لا تلقن حب الأدب والثقافة، بل وتحترف تنفير الطلاب من كل ذلك بالقصائد البالية الخالية حتى من الشعر، لذلك نجد الطالب يكره الشعر واللغة. المفروض في التعليم وخاصة في الشعر أن يبدأوا من الحاضر رجوعاً للماضي، وليس العكس، فمثلا لكي أحبب التلاميذ في الشعر فلابد أن نبدأ معهم بأعمال صلاح عبد الصابور وإبراهيم ناجي ومحمود حسن إسماعيل، وأعود بهم للخلف كلما نضجوا، لكن لا ابدأ معهم بالشعر القديم الذي لايستطيع الطالب أن يستسيغه، وكذلك في النصوص يفضل أن نختار للطالب قصة ليحيي حقي أو يوسف أدريس حتي لا ينفر من الأدب.
•كيف يمكن تنفيذ ذلك ؟
-يجب أن لا تنفرد وزارة التربية والتعليم بوضع المناهج الدراسية، لأن المناهج الدراسية يضعها موظفون بمعني كلمة موظفين، ولابد من تشكيل لجنة من كبار الأدباء تشترك مع الوزارة في وضع المنهج وتحديده وتقوم بتصويب الاختيارات،بحيث يبني المنهج علي غرس حب الأدب في نفوس التلاميذ، وإلا سنظل في نفس الدائرة. أنا لم أر تلميذا أو طالبا أنهي دراسته وأحب الشعر من خلال الدراسة. لوكنت أعمل في وضع المناهج للأطفال لاخترت لهم نصوص من محمود السعدني لأنه ساخر وفكاهي ولطيف ومن خلال أعماله سيحب الأطفال القراءة، أو أن أبدأ معهم بنصوص “مارك توين” مثل “هكليبري فين” وقصص “ مغامرات توم سوير" وغير ذلك.
في ختام الحوار أكد الخميسي، أمنيته الشديدة أن يري الثقافة مزدهرة ، فقد كانت مظاهرها متنوعة في الماضي، وعلي سبيل المثال كان يوجد زمان في حديقة الأزبكية أكشاك للموسيقي، أين ذهبت؟ نتمني عودتها مرة أخري بدلاً من أكشاك الفتاوي، في “موسكو” يوجد بين عربات المترو عربة مخصصة للأدباء بها صور” انطون تشيخوف” “وتولستوي” ومقتطفات من أحاديث أولئك الأدباء، ولمحة عن حياتهم مما يعطي المواطن شعورا باهتمام الدولة بالأدب وبالثقافة. في عام 65 جمال عبدالناصر هو الذي يقوم شخصيا بتسليم جوائز الدولة في العلوم والفنون لأم كلثوم وعبد الوهاب وطه حسين وغيرهم. أين اليوم المظاهر التي تشعرنا بأن الثقافة ذات أهمية عند الدولة؟ لماذا لا يكون هناك عربة مترو للأدب؟ ثم هناك حديقة خالية أمام دار الأوبرا الجديدة لماذا لا تتحول إلي حديقة للأدباء توضع فيها تماثيل يوسف إدريس وعبد القادر المازني؟ فيشعر المواطن بأن للأدب قيمة. أتمني أن أري علامات علي أزدهار الثقافة والاهتمام بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي