الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية ضعف الوطنية فى المشرق العربى

سليم نزال

2019 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


من وجهة نظرى اهم اسباب الحروب و الصراعات الاهلية هى ضعف الانتماء الوطنى فى دول المشرق.مثلما اظن ان الوطنية المصرية و المغربية هى الاقوى من كل الوطنيات العربى الاخرى .
اعتقد ان هناك ضعف فى الوطنية لدى كل الشعوب التى استحدثت بعد تفاهمات سايكس بيكو .و نحن نعرف من خلال تكوين الدول فى العصور الحديثة انها تشكيلات سياسية صنعت بارادة سياسية ,و من ثم تمت صناعة الوطنية فى مؤسسات الدولة من تعليم و جيش و قوى امن الخ .و عندما اضفت قبل اعوام عديدة سببا من اسباب نكبة عام 1948 الا هو ضعف الهوية الوطنية الفلسطينية انزعج منى البعض .على كل حال هذا ليس موضوعنا الان لكن اشير اليه كون الشعب الفلسطينى جزء من المشرق الذى يعانى ضعفا فى الهوية .و انا بصراحة اعتقد نفس الشىء عن ضعف الوطنية فى سوريا و لبنان و العراق و الاردن . اعتقد ان الدول الحديثة لم تنجح فى تاسيس وطنية صلبة العود.و اظن انه لم تحدث انقلابات عسكرية بشعارات قومية لكانت الوطنية اقوى الان .و كان بوسعها مقاومة كل التدخلات الامبريالية بكل قوة .

انا لست بالطبع ضد الاتجاه القومى لانه مكون اساسى فى هويتنا, لكنى اعتقد انه من المطلوب تقوية الانتماء الوطنى, و من ثم ينطلق المرء نحو الفضاء القومى .لكن الذى حصل كان العكس , و كانت النتيجة اننا خرجنا بخفى حنين فلا بنينا وطنية قوية قادرة على الصمود امام الهزات, و لا بنينا اطر قومية صحيحية فيها تعاون .

.كانت النتيجة ان الانتماء للوطن ظل فى اطار الوظيفة و الخدمات و الشعارات الفارغة و ملحقاتها بينما بقيت التشكيلات الاجتماعية ما دون الوطنية من دينية و عشائرية هى الاقوى و كل هذا على حساب تقوية الانتماء الوطنى .صحيح انه تم تفكيك بعض جوانب من الهويات ما دون الوطنية , خاصة فى المدن حيث الدولة المركزية و مركز الثقافة اما الارياف فقد بقى يسودها الثقافة التقليدية التى تجعل الانتماءات الجانبية من دينية و عشائرية و جهوية قبل الانتماء الاشمل .

و انا اعتقد اننا فى المشرق كنا اكثر حاجة لبناء وطنية صلبة بسبب طبيعة بلادنا التعددية.
نلاحظ مثلا كيف ان الانتماءات لدول ما وراء الحدود الوطنية تتساوى مع الانتماء الوطنى و احيانا تفوقها .و اعتقد ان هذه عوامل تساهم فى الصراعات الحالية و تشكل مناخا قابلا للدول المتدخلة.

بينما نلاحظ قوة الوطنية فى كل من مصر و المغرب .و الوطنية المصرية حسب ظنى هى التى حمت مصر من حرب اهلية يمكن ان تطيح بالكيان لو حصلت.

و اعتقد ان ذات الشىء فى المغرب .و الفساد الذى كان او لم يزل فى هذين البلدين يتساوى فى قليل او كثير من الفساد الموجود فى البلاد التى تنحرها الصراعات .لكن قوة الدفع الذى يعطيه الانتماء الوطنى حمى تلك الاوطان من ان يصبح الانتماء الحزبى او الدينى او الطائفى قبل الانتماء للوطن .و لهذا فى راى اسباب لها علاقة بالتاريخ .(المخزن) فى المغرب له تاريخ عمره قرون ,و الدولة فى مصر لها تاريخ طويل و حتى ايام الحكم العثمانى ظلت تحتفظ بنوع من الحكم الذاتى و تحافظ على شخصيتها الوطنية .اما نحن فى المشرق فلم ننجح لللاسف فى تكوين وطنية صلبة قادرة على الوقوف فى وجه الاعاصير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر