الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات غضبٍ عن مقارنات الإسلام والمسيحية!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2019 / 10 / 19
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


التسامح نهاية طريق شاق وطويل من الإنسانية لا يسلكه كل الناس!
عندما يكتب مسلم أو قبطي معاتبا أتباع الدينين الكبيرين، الإسلام والمسيحية، يقفز على السطور طائفي أحمق رافضا المساواة، ومدافعا عن دينه فقط، الإسلام أو المسيحية، ومنتقصا من الرسالة السماوية الأخرى؛ فيقتلني غيظا هذا الاستعلاء.
المثقف العاقل والمتابع والقاريء النهم يستطيع أن يشير بإصبعه على جرائم وأخطاء وتجاوزات ودمويات واستعماريات أتباع الدين الآخر، فإذا كان قد وصل إلى مرحلة التسامح المستنير والإنساني فيمتنع عن طعن الآخرين في صُلب عقيدتهم لأنه يعرف هشاشة التاريخ الذي ورثه عن أسلافٍ لم يرهم أو يسمعهم و.. بينه وبينهم مئات الأعوام.
إن المسلم أو المسيحي الذي تربىَ في أحضان مقارنة الأديان ينتفخ جهالة فيظنها معرفة، ويعتمد في طعناته على ما ينكره الآخرون في أديانهم.
الكِبْر الديني غباء، وقتال في ساحة لم تكن مهيئة لمعركة بين الإسلام والمسيحية، فجاء الذين تعلموا قشرة دين الآخر من فضائيات القردة وظنوا أن قاماتهم طالت الجبال وأن أقدامهم خرقتْ الأرض وأن عقولهم الجافة أضحت آينشتانية.
وماذا بعد؟
تأتيه بمئات التناقضات والهفوات والأخطاء، التي تبدو منطقية في رأيك، ويُسرع ليضع أمامك مثلها في دينك، وتخجل أنت، ويخجل هو عن الإعلان الحقيقي لمعركة الحماقة، فكل واحد منكما مهزوم حتى النخاع.
أنا أحتقر الشخص الذي يقرأ كلمات تسامح، من مسلم أو من مسيحي، فينتفض فزعا ويحكي لك عن جرائم أتباع الدينين في مئات الأعوام المخزية للإنسانية.
تسعة أعشار معلومات المسيحيين والمسلمين عن أديان بعضهم وصلتْ إليهم ديجيتاليا، ونشرها مهووسون بمحاربة طواحين الهواء على النتّ، وخلدوا في المساء إلى نوم الضفادع فالمعركة لم تنته وستكملها كوابيس تهرب منها الملائكة.
أنا لا أنكر مقارنة الأديان وأهميتها ولكن في مساحة الأكاديمية والثقافة والتخصص والتأريخ وشبه الحياد؛ ما عدا ذلك فقذائف مقهية يُصوّبها حشـّاشون وغُرزيون على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنتديات النتّية الرخيصة.
أعرف تماما أن أكل العيش المكدس بالنفاق ليس فقط في الأمور السياسية والحزبية والمذهبية والطائفية، لكنه في تجمعات ذباب مقارنة الأديان، وفي عدم قبول بطن الأم التي سقط منها مسلم أو مسيحي دون أن تستأذنه.
عندما أتابع حمقىَ الطعن في أديان الآخرين لا أرىَ بشرًا؛ إنما كثيرا ما أشاهد حيوانات متوحشة ليست جائعة، ولكنها تفترس بالأجر!
لقد أتى علينا حين من الدهر أصبح فيه التسامح ضعفا، والإخاء نفاقا، والروابط الإنسانية مناهضة لمعارك يتنفس بها الطاووسيون الذي امتلئوا عقولهم بفراغات هوائية ظنوا أنها علوم وحِراب في صدور خصوم الوهم الديني.
خمسون أو ستون أو تسعون عاما قد تكون هي عُمر الإنسان الذي أهداه الله نفخة من روحه؛ فقرر أن يقضي حياته الدنيا في اكتشاف ثغرات في دين أخيه.
أليست كل الحركات والتيارات المتشددة، نازية وفاشية وعنصرية وتمييزية واستعمارية، مشابهة تماما لمقارنة الأديان التي يقودها الغوغاء الديجيتاليون؟
هل يسعدك أن يرتد المسلم عن دينه ويعتنق المسيحية، أو يرتد المسيحي عن دينه ويعتنق الإسلام؛ فينتصر غرورك، ويمتلأ مسجدك أو كنيستك بالمؤمنين الجُدد؟
لقد وصلت المعارك والطعن بين أصحاب الدينين الكبيرين إلى صُلب العفن والغرور والكبرياء والغطرسة، وكل منهم يظن أن الله، عز وجل، يتابع معاركهم في السماوات العلا، ويمنح رضاه ومحبته ورحمته وجنته للأكثر شراسة ودموية وخبثا وكذبا والذي جعل الآخرين يرتابون ويتشككون في دينهم.
أكتب هذه الكلمات وأنا في حالة غضب على كل الذين أهدروا حياتهم في اثبات خطأ عقائد الغير بدلا من تعميق الإيمان بعقائدهم مع لمسات التسامح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية