الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بينَ العاطِفةِ والعَقل

امين يونس

2019 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لازلنا نحنُ الكُرد عموماً ولا سيما في العراق ، نتصِف ب [ العاطفية ] في تفكيرنا وتحليلنا للأمور . نتحمسُ سريعاً لأن رئيساً أو وزيراً أجنبياً ، تحدثَ عَرَضاً عن الأقليم بإيجابية أو مدحَ شجاعة البيشمركة ، فنعتبرُ أننا وضعنا ذاك الرئيس او الوزير " في الجيب " وضمّنا تأييده ودعمه لنا ! . عندما أقول الكُرد ، أعني السياسيين وخاصة القابضين على السُلطة .
تأثير العاطفة على أحكامنا وآراءنا وردود أفعالنا ، أكثر من تأثير العقل والمنطق . رُبما يكون السبب هو طُغيان قِيَم البداوة المُترسبة والأعراف العشائرية والعلاقات الأبوية والتربية الدينية ، وما يجّرهُ كل ذلك من تخّلُف وقِلة وَعي ورثاثةٍ فكرية .
{ أكثر من نصف وزراء خارجية البلدان المهمة في العالم ، والسفراء والدبلوماسيين العاملين ، والموظفين المؤثرين في مجالات العلاقات العامة والإدارة والأعمال والمال ، هُم من خريجي خمسين جامعة رصينة في أوروبا وأمريكا خلال العقود الماضية . وغالبيتهم يحتفظون بعلاقات زَمالة مع بعضهم وصداقات ، تُؤثِر بالتأكيد على التقارب والتنسيق وتبادل المصالح بين هذه الدول .
منذ نهاية ستينيات القرن الماضي ، سنحتْ للكُرد فُرَص ذهبية لإرسال بعض خريجي الإعدادية في بعثات دراسية إلى أوروبا على حساب تلك البلدان . لم تكُن الكفاءة والتفوق ، هي المَحَك في إختيارهم ، بل التزكية الحزبية والعلاقات الشخصية . والكثير منهم درسوا الطب او الهندسة او الزراعة ، أكمل بعضهم وفشل آخرون . لم يُخطِط القائمون على الأمور ، كي يوجهوا قسماً من الطلبة لدراسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية وإدارة الأعمال والمال . لو ان ثلاثين من الطلبة الأذكياء من مجموع مِئات الذين إبتعثوا خلال السبعينيات والثمانينيات ، درسوا السياسة والعلاقات الدولية في جامعات رصينة ، لكان عندنا اليوم سياسيين مُحنكين لهم علاقات زمالة وصداقة مع عشرات المسؤولين المهمين حول العالم } .
............
* بضعة عناصر من المخابرات الإسرائيلية كانوا يعملون تحت غطاء مفرزةٍ طبية ، بقوا لفترة قرب مقرات البيشمركة في ستينيات القرن الماضي ... ومع بعض التصريحات المُنتقاة بِدِقة ، التي كان يطلقها الإعلام الإسرائيلي ويُدغدغ بها المشاعِر الكردية .. فان الكُرد تصّوروا واهمين بأن إسرائيل حليف لهم وسوف تدعمهم في كُل الأحوال ! .
* إيران تحت حُكم الشاه وكذلك إيران الإسلامية ، ما فتأتْ في إستخدام كُرد العراق ، كورقة ضغط ضد الحكومات العراقية .. وتخّلتْ عنهم بسهولة بعد تحقيق أغراضها ومصالحها . لطالما ظن العديد من الكُرد ، ان أبناء عمومتهم الفُرس ، أصدقاء ولا يمكن أن يغدروا بهم .. فكانوا واهمين ! .
* حتى ستالين " المُدافع عن حقوق الشعوب " ، فّضَلَ مصالحه وتخّلى عن مهاباد ... وروسيا اليوم تلعب لعبة المصالح بدقةٍ في سوريا وأغمضتْ عينيها عن جرائم تركيا في عفرين ... وتكتفي اليوم بإعتراضات باهتة على إستهداف الطائرات التركية للمدنيين العُزَل ... التفكير العاطفي المُزمن ، جعل الكثير من الكُرد يتصورون " واهِمين " بأن روسيا صديقٌ قديم وليس معقولاً ان يخونوا ! .
* لم يتعِض الكُرد كثيراً من بيع الأمريكان لهم في آذار 1975 ورعايتهم لإتفاقية الجزائِر . والدليل أنهم راهنوا وقامروا على حتمية تأييد الأمريكان لهم " رغم التحذيرات المباشرة وغير المباشرة " أبان الإستفتاء على إنفصال أقليم كردستان عن العراق في 2017 ... فخسر الكُرد كثيراً بسبب عاطفيتهم الساذجة ! .
رغم تجاربنا المريرة نحن كُرد العراق ، مع أمريكا .. فأن كُرد سوريا رُبما قد بالغوا قليلاً في ثقتهم بالأمريكان .. فأن دماءهم تسيل اليوم من جراء طعنة " الصديق " الأمريكي ، الذي إنسحبَ دون التنسيق المُسبَق مع الكُرد ودون توفير بدائل تحفظ للكُرد الحَد الأدنى من حَق العيش والوجود ... بل تواطئوا مع الأتراك وبموافقة ضمنية من روسيا وإيران والنظام السوري ، على فتح الطريق للطائرات والمدفعية التركية والميليشيات الإرهابية ، لإجتياح المدن والبلدات في روژئاڤا ! .
رغم كُل مايجري اليوم في شمال شرق سوريا ، فأن الكُرد هناك أثبتوا إلى جانب صمودهم الأسطوري ، أنهم أفضل نسبياً من أقرانهم في العراق ، في تكتيكاتهم السياسية .
...........
ـ نحنُ بحاجة مّاسة إلى سياسيين حقيقيين ، لا إلى مُستشارين مُتملقين . بحاجة إلى إستخدام العقل بدلاً من العاطفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف