الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة عظمى يحكمها خرف ابله

هوكر الشيخ محمود

2019 / 10 / 19
القضية الكردية


"دولة عظمى يحكمها خرف ابله "
قبل عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن ، كنّا نتصور بان أمريكا هي دولة عظيمة وكل ما يتفوه به رئيسها لا ينطق عن الهوى ، بل هي كلمات ذات مدلولات مدروسة بدقة من قبل مراكزهم التفكيرية اَي أل(ثنكتانكات)،ولكن مانتلمسه الآن يومياً من تغريدات دونالد ترمب ، هي عكس ماكنا نتصورها،لان ترمب كما يبدو مغرم بالكلام خاصةً
في شبكات التواصل الإجتماعي . و لو كان هو شخصاً عادياً فلا يؤخذ عليه، ولكن رئيس دولة كأمريكا ،هذه مسألة فيها نظر ! ، لأن أية هفوة من أصحاب تلك المناصب، لا تضر صاحبها فقط، بل تضر بهيبة تلك الدولة و سمعتها دولياً . أنا أستغرب عندما استمع لكلام و تغريدات دونالد ترمب، خاصة عندما يتكلم عن بعض القضايا وهو غير ملم بها ، منها قضايا الشرق الاوسط وتأريخ شعوبها و ثوراتها في سبيل التحرر من المحتلين . و أتساءل هل كل تلك العقول في الكونغرس و في الحكومة راضين عن ما يقوله رئيسهم بحق هذه المنطقة ، خاصةً فيما يخص السياسة الخارجية ؟! لو كانوا راضين فهذا شيء اخر ، وان كانوا غير راضيين، فهنا يطرح سؤال آخر و هو هل يوجد من يصارحه بكل تلك الهفوات ؟. انا أتذكر مرة احد وزراء الخارجية الأمريكيين عندما كان في زيارة دبلوماسية للشرق الاوسط ، عندما ساله أحد الصحفيين سؤالاً تخص المنطقة ، بدر من جوابه هفوة سياسية ، بحيث تعجّبنا نحن لما قاله، وقلنا قد يكون أمريكا غيرت سياستها تجاه تلك القضية.ولكن وبعد اقل من ساعة، صرح الناطق الرسمي لأمريكا ، بان السيد الوزير الفلاني شخص حر كأي فرد أمريكي، وتلك العبارة التي تفضل بها ، هي ضمن حريته الشخصية ولا تعبر عن السياسة الأمريكية !. لذا نحن جيل تلك الأيام كنّا نرى بان تصريحات رجالات السياسة، كل كلمة فيها محسوبة من الناحية الدلالية و أيضاً من ناحية وقعها على السامعين. ولكن يبدو في أيامنا هذه قد ولت كل تلك التحسبات ، لذا نرى الرئيس ترمب يغرد حسب مزاجه و كيفما يحلو له . لا بل يتصرف في بعض القضايا بحيث يضرب بسمعة أمريكا عرض الحائط ، وكأنه يقول للعالم بأن أمريكا لا تهمها البقاء كدولة عظمى. خير مثال على هذا فهو قراره بسحب القوات الأمريكية من الشرق و الشمال السوري ليطلق أيدي اردوغان كي يكرر
مافعله في عفرين بالناس العزل !. نحن نسمع و
ونرى مواقف الكثيرين من الأمريكيين بحزبيهم الديمقراطي و الجمهوري ، وعلى مستوى الشعب الأمريكي ككل، وهي مواقف إنسانية مشرفة ملؤها التفهم للقضية الكوردية ، و عرفاناً بدفاع الكورد ضد اشرس عدو للإنسانية أي الداعش و امثالهم ممن يصطفون تحت مسميات اخرى و يرعاهم نظام أردوغان بإسم المعارضة السورية وهم مع الداعش ليسوا إلا وجهي عملة واحدة . وأنكى من كل هذا هي تلك التغريدة الأخيرة المضحكة لترامب عندما يقول بأن الكرد لم يساعدونا في نورماندي إبان الحرب العالمية الثانية ، هذا و كأنه يبرر موقفه المخزي من الكورد أمام أنظار الأمريكيين المتعاطفين مع الكورد و قضيتهم ، ولم يعرف بأنه بكلامه يؤكد للأمريكيين والعالم بأنه إن لم يكن خرفاً فهو أبله بإمتياز ! . والآن لنا
ان نتساءل نحن الكورد و باقي الشعوب المظلومة في الشرق الاوسط وبعض المناطق الاخرى ، أين
تتجه الانسانية عندما تكون قادة الدول العظمى
كامريكا و روسيا و الصين، يعارضون إصدار بيان من قبل مايسمى بالأمم المتحدة ، بإدانة الهجمات التركية على الكورد الذين ضحوا بخيرة شبابهم في سبيل صد هجمات داعش المسعورة على مدنهم و قراهم ،و سجلوا اعظم الملاحم من على مرأى و مسمع العالم وشهدت لهم كل الخيرين بانهم يدافعون عن الانسانية وقيمها، ولكن النتيجة ماكانت الا وان يطلقوا أيدي اردوغان ليبيدهم
مرة باسم غصن الزيتون و مرة باسم نبع السلام ،و كأنه يستهين حتى بعبارة السلم و السلام و
يقول بان عملياته تلك هي حسب الشرعية
الدولية! عليه نقول تباً للشرعية عندما تعطى
للطغاة لكي يذبح شعب مسالم لا لشيء فقط لانه
يريد أن يعيش على ارضه بسلام كباقي شعوب المعمورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين


.. رياض أطفال بمبادرات شخصية بمدينة رفح تسعى لإنقاذ صغار النازح




.. مندوب السعودية بمجلس الأمن: حصول فلسطين على عضوية كاملة في ا


.. فيتو أمريكي يسقط مشروع قرارا بمجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية




.. السلطات الإسرائيلية تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجن