الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيل الالفية الثالثة

جواد الديوان

2019 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


شهد العراق مظاهرات واسعة في بدايات تشرين الاول 2019، رافقتها احداث مؤسفة وقطع للانترنيت ومنع التجول (قمع للحريات). وكان المراهقون والشباب الاغلبية ان لم يكن جميعهم تقريبا في المظاهرات. اي انهم بعمر 15 – 25 سنة. وتشكل هذه الاعمار اكثر من 20% من الشعب العراقي، وهذه نسبة كبيرة من الشعب مقارنة بالدول المتقدمة.
وهذا جيل الالفية الثالثة يعاني من اسوء صحة عقلية لاي جيل اخر http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=144881&r=0
وتتراجع نسبة تمتع المراهقين والشباب العراقي بالازدهار اي بصحة عقلية كاملة مع الزمن باستمرار عبر الاجيال في العراق، حتى جيل الالفية الثالثة. ويعني ذلك ازدياد نسب اصابتهم بالوهن.
تعرض جيل الالفية الثالثة الى انتشار العنف والفوضى السياسية والانتقادات القاسية في البيت والمدرسة وفي الشارع ومن رجال الدين وغيرها. وتتكرر الشكوى منهم والنقد في اجهزة الاعلام وغيرها. ومن الفوضى السياسية انتشار البطالة بين الخريجيين وحملة الشهادات العليا، ووانعدام فرص العمل وغيرها. كما يتعرض هذا الجيل الى انفراط عقد العائلة. (طلاق او انفصال) وهذه العوامل مجتمعة تسبب التوتر لدى هذا الجيل، ويتصاعد باستمرار. ويضاعف التوتر اشكاليات مالية ومشاكل متعلقة بصحة العائلة ومتطلبات التنافس في المدرسة والعمل، ويبقى المال الموتر الاكبر في معاناة جيل الالفية.
جيل الالفية الثالثة استخدم اجهزة الهاتف النقال الذكي والحاسوب ومن خلالهما الانترنيت، وسائل اتصال متطورة اتاحت له فرص الانتقال بالعالم ليقارن الاوضاع في بلده مع العالم. ومن خلالها تعرف على الحياة الاجتماعية في غرب وشرق الكرة الارضية، وقلدها بشكل او باخر. وظهرت في العراق مشاكل كبيرة تتمثل في التنمر الالكتروني بين الذكور والاناث، وتفاقمت ظاهرت التحرش الجنسي sexual harassment او الاعتداء الجنسي. واصبحت تشكل معاناة حقيقية للعوائل. ولابد من الاشارة الى انتشار العاب بايحاءات جنسية تباع علنا في المكتبات، بل ربما تاقلمت معها العوائل.
الانتشار السريع لاساءة نسبة اساءة المواد او المخدرات وخاصة منبهات الجهاز العصبي المركزي CNS stimulant وغيرها. واصبحت نسب انتشارها مخيفة وهذه مشكلة اخرى لجيل الالفية. والاشارة الى قبول العوائل لتدخين الناركيلة لفتياتهم في المقاهي والمطاعم تعني مرونة للعوائل في الاستسلام لجيل الالفية الثالثة.
جيل الالفية الثالثة هم من شارك او ساهم او بادر او من قام بها مستعرضا صفاته امام مجتمع يهمله وينتقده. جيل لم يخضع لخوف من اجهزة امن وتصرفات اجهزة حزب البعث وصدام او لعقوبات اقلها اعدام!. جيل تململ من انتقاده في كل شيء الملبس والدراسة والحصور للمدرسة وخروجه عن المالوف وما تعود كبار السن في الطاعة ومعنى العيب عبر كل الاجيال دون تسامح، وضغوط من الشارع وقوى فاعلة في منع التراكسوت او الجينز او ما شاء لنا ان نتصور بل حتى على اكل النستلة. توسع الجيل في اطلاعه على الدول المتقدمة عبر الانترنيت وحكايات الاصدقاء ممن هاجر لتلك الدول حفزت مخيلة المراهقين.
النسب العالية لجيل الالفية الثالثة في مجتمعنا، وكذلك المؤثرات والموترات اعلاه قدمت التظاهرات. وما يزيد الطين بلة اهمال هذا الجيل من اي اسناد عاطفي ومعالجة همومه وتعزيز صحته العقلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم