الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آل عباس ضد الكلمة والقلم

نضال حمد

2006 / 5 / 24
القضية الفلسطينية


لما بلغ سلام الشجعان الطريق المسدود ودخل في النفق المظلم الذي لا نهاية له. ولما عجز مهندسو اتفاقية اوسلو عن ترجمة ولو القليل منها على الأرض باستثناء ما ترجمه الصهاينة على ارض الواقع حيث زادوا من سرقة ونهب الأراضي الفلسطينية، واستيطانها وإقامة المستعمرات الجديدة والمحميات والجدار العازل فوقها وتحتها. كل هذا جرى في ظل اتفاقية سلام هندسها محمود عباس وشاركه فيها المرحوم ياسر عرفات وقادة السلطة الفلسطينية سابقا مع قادة فتح باستثناءات قليلة جدا. كل تلك السرقات وذاك السطو والقرصنة والمصادرة لأراضي الفلسطينيين جرت بعد اوسلو وعودة آل عباس إلى الديار المأوسلة (من اوسلو) رافعين أياديهم وراياتهم البيضاء وشعاراتهم الغاندية(من غاندي) التي لا تقبل سوى بالنضال السلمي أسوة بسلام الشجعان وفرسانه الذين يهرولون يومياً ويهربون إلى الأمام.

جرت سرقة الأرض الفلسطينية برعاية شركة اوسلو المتنفذة الفلسطينية للهندسة الاستسلامية. وقد قدم بعض شجعان السلام أسمنتهم وخدماتهم لبناء الجدار العازل. فالأمر لا يهمه كثيرا ماداموا يتحركون بتصريحات خاصة من الاحتلال. أما عملية الإعلام في الأرضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 فأصبحت بعد عودة قيادة فتح والمنظمة والسلطة الى غزة وأريحا أولاً، ولازالت تخضع لهيمنة شركة سكاي ( العباسية) وهي مملوكة لنجل محمود عباس أو على الأقل هو شريك في ملكيتها. هذه الشركة هي التي تحتكر صناعة الإعلام في أراضي سلطة اوسلو التي يسمونها مجازاً فلسطينية، فهي تثير الشك والريبة في فلسطينيتها. شركة سكاي مثلها مثل شركات أخرى تعود ملكيتها لقطاع طرق اوسلو في السلطة الفلسطينية سابقاً ، الذي تقاسموا الشركات والامتيازات بعدما أفقروا وجوعوا الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وتركوا قسمه الآخر ، الذي صعدوا على جماجم وعظام أبناءه ودمار مخيماته، تركوه في الشتات والضياع فريسة للزمان والمكان.

قام نجل عباس برفع دعوى قضائية ضد الإعلامي الفلسطيني المعروف عبد الباري عطوان على خلفية مقالة عطوان ( حماس وتهريب الأموال ) التي كتبها قبل أيام في صحيفة القدس العربي التي يرأس تحريرها. وكان عطوان كتب في مقالته مشروعية قيام الفلسطينيين ومنهم حركة حماس بإدخال أو تهريب الأموال إلى الشعب الفلسطيني المحاصر والمجوع والممارس عليه المرض والقهر بقرار أمريكي وبمشاركة أوروبية. ونحن نضيف ان الحصار والتجويع وسياسة التركيع تمارس بمشاركة عربية رسمية، وبمشاركة من الحاقدين في الحكومات الفلسطينية السابقة ومن قطاعات واسعة من فتح وأجهزة أمنها وامن عقداء وقادة المصادفة،الذين أهانوا شعبنا وشاركوا في اعتقال و اغتيال وتسليم مناضلين ومقاومين فلسطينيين.

معروف ان الولايات المتحدة الأمريكية تمارس تهديدا يوميا على أي بنك او مصرف او جهة توافق او تريد تحويل أموال الفلسطينيين إلى قطاع غزة والضفة الغربية. وبالتحديد إلى الحكومة الفلسطينية الجديدة وزارة المالية فيها. وبينما الشعب محاصر ومجوع والحكومة تفتقد للمال، تتوالى دفعات المال على مكتب محمود عباس ، يتلقاها بالملايين ، دولارات وغير دولارات ، وقد تكون ذهبا وساعات (كالتي وجدوها مخبأة في ثلاجة قائد شرطة اوسلو السابق إثناء حملة السور الواقي).. تتوالى الأموال بدون رقيب او محاسب ومن نفس أمريكا وأوروبا. لا أحد يعرف بالضبط ماذا يفعل رئيس السلطة الفلسطينية بالأموال التي تأتيه. فنحن نعرف ان النرويج مثلا منحته ملايين الدولارات وقالت أنها سوف تزيدها دعما للرئيس الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من أوسلة القضية الفلسطينية. وكنا قد سمعنا عباس في اوسلو يطلب المزيد من المال من اجل إنشاء وتقوية جهاز أمنه الذي سيحمي اتفاقياته الموقعة مع الاحتلال الصهيوني.

اليوم عبد الباري عطوان وقبله إبراهيم حمامي وبعده كل فلسطيني وإعلامي حر صاحب موقف محترم ووقفة عز سوف يتعرض لنفس الشكاوى والدعاوى من نفس هؤلاء الناس الذين لا ولم يخجلوا مما جلبوه للشعب الفلسطيني من مآسي ومشاكل وويلات. ولا ولم يستحوا من عار بنادقهم التي لم يتوانوا عن تصويبها لإخوتهم يوم عادوا وعلى أكتافهم راياتهم البيضاء بدلا من عنوان الصراع وقمصان الشهداء.

عبد الباري عطوان قال الذي يجب ان يقال والذي على كل فلسطيني واجب ترديده.. يجب على كل فلسطيني ان يسأل نفس السؤال ، خاصة ان الكيل قد طفح ولم يعد هناك مجال للصبر والصمت على سماسرة اوسلو الذين جلبوا العار لشعبنا وقضيتنا. فليس من المقبول ولا هو من المعقول ان يظل هذا الشعب العظيم يُقاد كما القطيع من رعاة فاشلين وفارغين وفاقدي المصداقية ، وقليلي فهم وعديمي وعي وتجربة، بالإضافة لفقدانهم للحس الوطني والانتماء الصادق والحقيقي. عبد الباري عطوان ليس وحده فمعه في المعركة على الذين يعيثون الآن فسادا في فلسطين ويصطفون مع الذين يحاصرون شعبها ويجوعونه كل أبناء فلسطين المؤمنين بعروبة فلسطين وحتمية تحريرها من الاحتلالين الصهيوني والأوسلوي. وهؤلاء يقولون : يجب بكل بساطة البدء منذ هذه اللحظة بفتح ملفاتهم كلهم. وهي ملفات ضخمة تبدأ بالسرقة والاحتيال و الفساد والرشوة ولا تنتهي عند بيع الأرض والتخلي عن الحقوق والتآمر عليها وعلى الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا