الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان مرة اخرى إنتفاضة ام ثورة

عبد الهادي مصطفى

2020 / 2 / 29
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ان شعار السلمية ،برئيي ،غير صحيح في الوقت الحاضر . انه شعار الكهنة والجبناء . اما الشعار البروليتاري فيجب ان يكون الحرب الأهلية.
لينين

بعد ان اصبحت مجموعة من رموز الانظمة العربية والشمال افريقية ورقة محروقة في وجه شعوبها ،وأضحت غير قادرة على القيام التام بأدوارها العميلة للإمبريالية لضمان مصالحها ضدا على تطلعات الجماهير الكادحة عمل الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي بكل جهد في مصر وتونس وغيرهما واستطاعت الامبريالية تدجين الجماهير واستغلال اندفاعيتها للتخلص من ظلم وتجبر حاكميها لتغيير الانظمة واعادة انتاج اخرى اكثر انبطاحا وتغيير الخارطة السياسية للشرق الاوسط وشمال افريقيا وفق ما يخدم مصالح الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي ويصفي كل او ما تبقى من مصالح الشعوب الرازخة تحت نير الاستغلال والاستعباد.
فعلا... نجح مهندسوا ما سيمى بالربيع العربي من ايهام الجماهير الكادحة وعموم الشعوب التواقة لتحرر والانعتاق بانها نجحت في انجاز مهامها الثورية وتمكنت من القضاء على الفساد ومجمل رموز الاستبداد والديكتاتوريات التقليدية ...بل ان درجات الوهم وصلت الى مستويات عليا بتصورها الكاذب بمساهمتها عبر اضحوكة الإنتخابات في انتاج انظمة سياسية بديلة ..ناجحة قادرة على قيادتها لبر الامان والخروج من كل هذا الكم الهائل من المشاكل ومخلفات سنوات طويلة من نهب الثروات باسم الامة والدين والوطن
غير ان كل هؤلاء المنخدعين او بعضهم لم يستفيقوا الا متأخرين من هول الخديعة الكبرى التي تعرضوا لها الا عندما تصادمت تطلعات هاته الشعوب نحو الرقي والازدهار والتغيير بحواجز وقيود جديدة اكبر من سابقاتها واشد وضعتها الانظمة السياسية الرجعية البدلية التي صعدت فجأة في خضم حراك اجتماعي تلعب وتتحكم بخيوطه ايادي وادمغة خفية استطاعت من خلال مؤامرة الفوضى الخلاقة من انجاز مهامها بصناعة انظمة بديلة قادرة على انجاز مهام فشلت انظمة سابقة على القيام بها بفعل نهاية مدة صلاحياتها بسبب تاريخها الدموي الحافل بقمع الشعوب واغتيال المناضلين . كما استطاعت ذات نفس الايادي ايضا من استهلاك جل الطاقات المناضلة وإهدار قواها وإمكاناتها الكامنة في معارك فاشلة وغير ذات قيمة وقتل كل الاطارات والتنظيمات المناضلة عبر جرها لدهاليز صراعات السياسة الميتة حيث تتقن البرحوازية فن المراوغة والتملص من كل وعودها كما حدث بتونس ...والنتيحة نجاح الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي من تجديد نخبه العميلة بالشرق الاوسط وشمال افريقيا ثم قتل واستهلاك والقضاء على كل الذوات الثورية الفاعلة والمناضلة افرادا وتنضيمات والعودة بهاته الشعوب مرة اخرى الى نقطة الصفر ...حيث فقدت الثقة في قدراتها وفي ما تستطيع فعله وفي امكاناتها على خلق سبل اليات التغيير وسلمت بحقيقة وضعها الكارثي وبأبدية استمرار رموز النهب والاستغلال على عاتقها ...وتلزمها سنوات وسنوات لتشفى من ردات هاته الكوابيس لتسترجع ثقتها بنفسها وبمناضليها المعزولين وبقدرتها الفاعلة للتغيير الثوري باعتبارها _اي الجماهير_ هي صانعة التاريخ.

الثورة ليست عمل يوم وليلة اونتاج تغيرات انية ومرحلية يمكن ان تمس نمط الانتاج البرجوازية و الانظمة التبعية والعميلة او عملية يمكن أن تنتهي في ليلة وضحاها أو حتى في عدة أسابيع عبر حراك اجتماعي بشعارات اجتماعية ومطالب محدودة للإصلاح وتغيير رموز الفساد ؛ فالأنظمة السياسية وعبر تحكمها في جهاز الدولة باعتباره اداة السيطرة الطبقية وبكل ما تملكه من سلطة ونفوذ واجهزة وانظمة تشريعية متنوعة لا يمكن أن تختفي بالكامل او جزئيا أو تخور قواها بمجرد انتفاضات وحراك فجائي او حتى بعصيان مدني ...لا يمكن القضاء على البرجوازية بمجرد عمل لا ينبني على عمل ذؤوب متواصل ومتصل ، لان هاته الانظمة تملك من الامكانات والمرونة واساليب المراوغة ما يمكِّنها من أن تصمد وسط كل تلك الهزات والعواصف والردات حتى مع الكثير من الخسائر التي يمكن ان تطال مصالحها او ثؤتر على تماسك مكونات تحالفها الطبقي. ومع كل يوم يمر ومع اي انتصار تكتيكي يمكن ان تحققه الجماهير الشعبية بمعبراتها الثورية على ارض الميدان وفي الوقت الذي تستمر فيه الثورة وتتقدم في تفكيك مكونات التحالف الطبقي المسيطر وجر اجزاء ومكونات وقطاعات اخرى من الجماهير بما فيها بعض شرائح البرجوازية الصغرى للانخراط في هذا العمل الثوري الجبار ، تحاول الانظمة الرجعية العميلة وبدعم هائل من الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي سياسيا بتبرير جرائمها في المنظمات الدولية او عسكريا بتسخير دراعها العسكري الناتو او غيره لضرب قوى التغيير الثوري وسحقها على ارض الميدان كما تحاول جاهدتا وباستماتة أن تنظم صفوفها من جديد وفي حالة الضغط الهائل بتوسيع مكونات تحالفها الطبقي بفتح وسطها الضيق للمزيد من الملتحقين او بجر وظم عدد اخر من البرجوازية الكبيرة بل والمتوسطة لضمان ولائها ودعمها عبر استيعابها سياسيا واشراكها جزئيا في البنية التحتية ببعض التنازلات الاقتصادية المرحلية...كل ذلك من أجل شن الثورة المضادة، او افشال اي حراك اجتماعي فاشل هدد تموقعها الطبقي وهذا بالضبط ما نشهده اليوم. ..سواء بالسودان او تونس او الجزائر...قالها ماوتسي تونغ يوما ...... السلطة السياسية تنبع من فوهة البندقية.
في ضل انواع و اشكال الحراك التي ابتدعها مهندسوا الربيع العربي والمفروضة على الشعوب والمسيرة والمتحكم فيها من قبل عملاء الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي امثال الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي عراب الربيع العربي و منظماته الجماهيرية العميلة كمنظمة اوتوبور حيث يجدون حلولا سحرية دوما لممارسة الخديعة وانجاح صناعة الوهم.
في هذا الوضع المليء بالتعقيدات والتشابكات ما بين قوى الانتفاضة والتغيير التي يتم من خلالها جر الجماهير وتوجيهها عبر الاعلام لاشكال وتظاهرات نوعية ومحددة وبين الثورة المضادة التي تنهجها الانظمة بشقيها السياسي والعسكري يمكن فهمه واستيعابه من قبل هؤلاء المتحكمين في اللعبة ، وبالتالي طرح سبل التعاطي معه وفق ما يخدم مصالحهم ومشروعهم ، بأكثر من منظور واختيار. فمن أراد إزاحة الديكتاتور_حيث تعمل هاته الايادي باختزال واختصار اهداف الثورة في رحيل الدكتاتور او اعلى رمز سياسي _ سيتجاهل الثورة المضادة أو سيقف عملياً في صفوفها لتحقيق الاهداف ، فما أراده قد تم تنفيذه بالفعل ولا حاجة للمزيد وهو النجاح في تغيير رمز الفساد والقضاء عليه كما حدث بمصر وتونس وفشل جزئيا بالجزائر وفشل كليا بالسودان مما يتطلب الابداع في انتاج اشكال جديدة لخداع الجماهير وافشال اهدافها في التغيير.
فمن يطمح لتغيير النظام "السياسي" بإعتباره التناقض الفعلي ومصالح قوى الإنتفاضة والتغيير ويريد تطهيره من الرموز الفاسدة القديمة سيسير في طريقه بدون حواجز وبدعم فعلي واكيد من مجمل المتحكمين في مسرحية خداع الجماهيىر، ربما إلى النهاية حيث تقام محاكم التفتيش والمتابعات العلنية لرموز النظام كما حصل بمصر ، لكن في مقابل هذا السخاء حيث تتقاطع اهداف قوى الانتفاضة والتغيير مع مصالح المتحكمين في اللعبة والساهرين على انتاج انظمة تضمن مصالح الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي فيمكن لهاته القوى ان تقف بكل حزم ضد اي مطالب او تطلعات تمس مشروعها بالتالي فعلى قادة قوى الانتفاضة والتغير ان تتجاهل صخب المطالب الاجتماعية للملايين من الفقراء والبؤساء والمحرومين التي تنادي بتغييرات أكثر جذرية للتحرر من سلطة رأس المال وان هي رفضت الانبطاح والسير وفق الخطة الموضوعة فرموز واجهزة الثورة المضادة لها بالمرصاد بتهم ودواعي جاهزة بل واغتيالات مجهولة او بجر الرجعية وضمان انخراطها في اللعبة حيث ستتولى عملية كبح قوى التغيير وعزلها وافشال مشروعها كما حدث بكل من مصر وتونس حيث تم اقحام الاخوان المسلمين . فنجحوا في عزل قوى اليسار وتدميرها بالعنف والاغتيالات وتغيير مسار التغيير . وهي ذات العملية التي يقوم بها الان النظام السوداني حيث اقحم القوى الظلامية باعلانها عبر بيانها لموقفها الجديد والذي موقعها على موقع النقيض من مصالح وتطلعات الشعب السوداني وفي تعارض جوهري وتوجهات واختيارات الحزب الشيوعي السوداني ...وهي محاولة للتقليل من زخم حراك السودان باستعمال الدين ثم كدفعة سياسية لمنح المجلس العسكري الشرعية السياسية الكاملة لممارسة بطشه وعنفه لفض الاعتصام ودفع الشعب للقبول بما تم تحقيقه والخضوع للأمر الواقع. أما من يسعى لتغيير المنظومة السياسية والاقتصادية القائمة وفق مشروع ثوري فعلي وحقيقي فسيسعى مع ملايين العمال والفلاحين والفقراء لاستكمال الثورة ونسف النظام من قواعده.

ما يقع اليوم بالسودان كما في باقي الاقطار ليس جديداً أو مختلفاً او حالة نادرة عن التاريخ الثوري ؛ ففي كل الثورات والانتفاضات تقع عمليات مختلفة من حالات من الاستقطاب بين الأطراف المختلفة والمتناقضة .. فالأنظمة السياسية الرجعية تسعى جاهدتا دوما للإجهاز على الثورة والانتفاضة معا باشكال وتجليات مختلفة باختلاف المراحل والتطورات ثم العمل الجدي لاستيعابها وامتصاص غضبها حتى وإن كان بتقديم المزيد من التنازلات او التضحية ببعض مكونات التحالف الطبقي المسيطر الغير فعالة او التي اصبحت تشكل عبئا زائدا عليا وجب التخلص منه لامتصاص غضب الجماهير في افق انبطاحها أو بتقديم أكباش فداء وازنين ..
القوى الاصلاحية ذات الجذور البرجوازية والمتميزة بطباعها الانتهازية ومميزاتها الاستغلالية والتي كانت الى امد قريب تسخر وتستهزؤ من قدرة الجماهيروتحط من قيمتها على الثورة والانتفاضة والتغيير واختارت الانبطاح والاصطفاف الى جانب النظام السياسي تماشيا وموازين القوى دفاعا عن مصالها الطبقية ، تتحول فجأة إلى ثلة من المحافظين والثورجية يعترفون بالثورة والانتفاضة وبقيمها وقدراتها على التغيير ويقرون بإنجازاتها لكن في مقابل هذا وذاك فالبرجوازية دائما تبقى حبيسة محدداتها وطبائعها ومميزاتها حيث تسعى في ضل زخم التغيير للتهدئة والحفاظ على الأوضاع ما بعد الانتفاضة وفق الحدود والاوضاع التي تمكنهم من لجم الجماهير والتربع البيروقراطي على قيادتها في غفلة من انشغال قوى التغيير الحقيقية لتقييم المكتسبات ورص صفوفها للاستمرارية.فتحاول البرجوازية دوماً تحويل الثورة إلى مجرد أيقونة مفرغة من المضمون وشعارات صماء للتغني بها لمزيد من الحشد والتجييش ضمانا لمصالحها .. أما القوى الثورية الحقيقية فلا تقف عند حدود القضاء على النظام العسكري او التبعي وتربع البرجوازية على هرم السلطة لكن تحاول استكمال مسيرة العمل والبناء على ارضية ما حققته من مكاسب سياسية لتحقيق الثورة الاشتراكية.

على مر التاريخ حاولت البشرية تغيير وضعها وتحسين مستواها بالقضاء على الفوارق الطبقية والثورة على انظمتها الفاسدة وتجاوز كل اشكال الظلم والاستبداد بثورات وانتفاضات رسمت معالم التشكيلات الاجتماعية التي مرت منها الانسانية ، من جانبها تناولت النظرية الماركسية بإعتبارها سلاح الطبقة العاملة تاريخ الثورات والانتفاضات بالفهم والتحليل والاستنتاج واستخلاص الدروس والعبر في مجموعة اعمال و كتابات خالدة لمؤرخي ومعلمي النضرية الاشتراكية العلمية ، وقد كان لثورات القرن الماضي بصبغتها الاشتراكية الناجحة منها والفاشلة التأثير الأكبر في تطوير النظرية الماركسية الثورية وتطورها المستمر. إلا أن ما يسعى إليه الماركسيون اللينينيون الثوريون ليس مجرد ثورات وانتفاضات سلمية تستبدل وتغير أولئك الذين يقبعون على قمة هرم المنظومة السياسية والاقتصادية بآخرين مختلفين قليلا او كثيرا عنهم ،بل ان الماركسيين اللينيينيين بفهمه الثوري العلمي لعملية التغيير يطمحون لثورات تغير المنظومة كاملة وتغيرها تغييرا جذريا بما يعني في اذبياتتا الماركسية اللينينية الانتقال من تشكيلة اجتماعية برجوازية او هجينة الى تشكيلة اجتماعية ارقى منها نطلق عليها نمط الانتاج الشيوعي حيث تنعدم الفوارق الطبقية وتضمحل الدولة وتموت الطبقات الاجتماعية.

خلاصة : نهج الاعتصامات والتظاهرات والعصيان المدني لا يختصر فقط في امكانات الحشد والتجييش والتنظيم فقط ولكن في القدرة على التخطيط لما بعد ذلك في توقعات ناجحة لردات فعل النظام وانتاج فعل مضاد بمستوى احتوائها وكسر وافشال خططه و استيعاب ومواجهة تجليات ونتائج تدخل النظام واستيعابها وحصرها وفق اليات جماهيرية تستطيع ان تقف ندا لهمجية وقمع جهاز الدولة بقوة وعنف مضاد قوتا وتنظيما عبر تنظيم جماهيري عسكري واضح يفرض في مراحل من مراحل تطور الثورة الجنوح بها وتطويرها من مجرد اعتصامات وتظاهرات سلمية او من حجم الانتفاضة الى مستوى الثورة حيث توازي العنف والعنف المضاد فيما بين جهاز الدولة والجناح العسكري الجماهيري بفلاحيه وعماله للحزب الثوري...انه الانتقال من سلمية الثورة او في بعدها الانتفاضي نحو عسكرة الثورة ودفع الجماهير للدفاع عن مواقعها وتحصين مكتسباتعا بقوة السلاح لهدم ودك بنيان النظام القائم دكا قويا ،عنيفا وثوريا . وفي حالة الفشل من استيعاب ضروريات التطور نحو هاته المرحلة الضرورية لإنجاح الثورة فان القوى المعارضة للتورة والتغيير اي النظام ومعبراته بتحالفه الطبقي وعبر قوى القمع الطبقي الخاضعة لجهاز الدولة ستستعمل كل السبل والامكانات لافشال الاعتصامات ووضع حد للعصيان المدني و سحق الالتفاف الجماهيري بقوة السلاح و بوحشية وعنف منقطعي النضير ....... سرعان ما يتحول ذاك العنف المنظم الى عنف غير منظم ،شخصي،عرقي،لغوي،...بل وينفلت حتى من الياته التوجيهية الخاضعة لتسيير جهاز الدولة ويخرج عن نطاق التحكم والتوجيه الى انفلاتات مدمرة وافعال شنيعة وسادية مقيتة من قتل وعنف واختطاف واغتصاب وكل ما من شأنه ان يمس كل او بعض الحقوق الطبيعية للأفراد والجماعات بما في ذلك الحق المقدس في الحياة...وهو ما وقع في السودان بعد فك الاعتصام حيث ابان النظام الرجعي السوداني عن ذكاء كبير في التعاطي والتعامل بحصوله على شبه اجماع سيادس داخلي من طرف الرجعية وبعض اللبراليين ثم بحصوله على دعم دولي تمتل في دعم الخليج ومجمل القوى المناوئة لتنظيم الاخوان المسلمين الرجعي . وبهدا نجح في فض الاعتصام وممارسة العنف بكل سلاسة . اما الحزب الشيوعي السوداني فقد ابان عن صعف نضري وقصر في الرؤى وعجز في التخطيط وفشل في التنظيم وعدم قدرة كبيرة في تكوين تحالفات سياسية وميدانية لعزل النظام داخليا وخارجيا .... لاجل كل هذا فالنتيحة الماثلة امامنا مرجخة لمزبد من التراجع والعزلة والفشل ...
في الأخير اختتم المقالة بهاته المقولة وهي عصارة كل من ماركس وانجلز فيما يخص الثورة .
فن الثورة المسلحة
كارل ماركس وفريدريك انجلز
اصبحت الثورة المسلحة الان فنا كالحرب او اي فن اخر ، وهي تخضع لقوانين معينة إذا اهملت تؤدي الى تدمير القائمين بالثورة . هذه القوانين ،وهي استنتاجات منطقية مستمدة من طبيعة الفرقاء و الظروف التي نواجهها ، بسيطة وواضحة لدرجت جعلت الالمان يعرفونها تماما من خلال تجربة عام 1848 القصيرة .اولا، لا تحاول ابدا القيام بعصيان مسلح الا اذا كنت مستعدا تماما لمواجهة عواقب محاولتك فالقوى التي تواجهك متفوقة عليك بتنظيمها وانضباطها وتسلطها ، واذا لم يكن لديك القوة فسوف تنهزم وتتحطم
ثانيا، على الثائر، أن يظهر تصميما عظيما في ثورته وأن يتخد جانب الهجوم .الدفاع هو موت كل ثورة او انتفاضة مسلحة . على الثوار مفاجأة أعدائهم عندما تكون قواتهم مبعثرة ، وعليهم تحقيق انتصارات جديدة ويومية مهما كانت صغيرة ، وعليهم المحافظة على تصاعد معنوياتهم التي اعطتهم اياها أول انتفاضة ناجحة ، أن يستقطبوا العناصر التي تقف الى جانب القوي والذين يتخدون الجانب الاكثر امانا ، وعليهم اجبار اعدئهم على التراجع قبل أن يستطيعوا تجميع قواتهم ضد الثوار .
كل التضامن مع الشعب السوداني التواق للتحرر والانعتاق من نير الاستغلال الرجعي وعبره كل الشعوب الرازخة تحت نير الديكتاتوريات المستبدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر