الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس الصين

محمد سالم

2020 / 3 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الصين مصنع العالم بفضل وفرة العنصر البشرى فيها ورخص الايدي العامله فيها وبنيتها التحتية من شبكة الطرق والمواصلات وطاقة ومحطات لتوليد لاكهرباء جذبت الصنيع عشرات الشركات في العالم الباحثة عن الربح باقل التكاليف فراس المال دوما يبحث عن الربح باقل التكاليف الي الصين لتكون قاعدة لصناعات كثيرة من الصناعات الثقيلة الي العاب الاطفال فما منتج يحمل اسم تجاري لشركة تعمل في امريكا او المانيا الا وتمت صناعتها في الصين او اشتركت ايادي صينية في صناعتها من سيارات جنرال موتورز لابل هذا الدور الخطير للصين في اقتصاد العالم جعلها منافس قوي للقوة العظمي في العالم الولايات المتحدة وسببت في هجرة عشرات الوظائف اليها وزيادة اعداد البطالة في الولايات المتحدة

لكن قبل أن تصبح الصين ذلك التنين الاقتصادي المخيف والقوى العظمي المرتقبة في المستقبل التي تهدد بابتلاع اقتصاد العالم كانت من نصف قرن
تعاني من فقر ومجاعة راح ضحيتها اكثر من ٦٠ مليون صيني عندما سيطر الشيوعون علي الحكم من عام ٤٩ وأرادوا محاكاة نظام التخطيط المركزي في الاتحاد السوفيتي وسيطرة الدولة علي ادوات الانتاج لتحقيق النظام الاشتراكي لكن الاشتراكي العلمية لم تكن تصلح للصين فهي نشأت من نقد كارل ماركس لمجتمع الثورة الصناعية الذي كان يري في برجوازيته الناشئة وبرولتاريته قيادة حركة التاريخ علي انقاض الاقطاع الزراعي وكانت لاتملك القدرة المالية ولا الامكانيات التكنولوجية لاقامة الصناعات الثقيلة كانت دولة زراعية فقيرة تطبق فكر اقتصادي كان يري في الزراعة مرحلة تاريخية انقضت طبق الحزب الشيوعي الصيني نظاما اشتراكيا بما يلائم طبيعة البيئة والصينية وشرعت في اقامت الكيومنات الزراعية قسمت القري لكيومانات وشرعت تخطط لها من بكين ما المطلوب زراعته وما مقدار المحاصيل المفترض تسليمه للعاصمة وحظرت علي المزارعين بيع محاصيلهم الا لرجال الحزب في تلك الكيومنات وتسليمها للعاصمة رجال الحزب في الكيومنات لم يكن لهم هم سوي تحقيق المكانة والحظوة لدي اعضاء الحكومة وماو في بكين حتي لو كان ذلك علي حساب القرين افرغت القري من محاصيلهم وارسلت الي بكين وتركت القري بلا غذاء كان تدفق الغلات والمحاصيل الي للعاصمة يوحي بنجاح تجربة الكيومنات التي ابتكرها الحزب لكن علي الارض في الوقت التي كانت المحاصيل والغلال تملأ صوامع ومخازن للعاصمة وتعد للتصدير للخارج كانت القري تعاني من المجاعة رجال الحزب ليحظوا بالمكانة لدي ماو افرغوا القري من العذاب مجاعة من اكبر مجاعات القرن العشرين راح ضحيتها ٦٠مليون صيني
لم يكن ماو يدري بما يحدث خارج بكين فلايوجد صحافة حرة تكشف تزوير رجال الحزب ولا تنتقد نظام الكيومنات فلا احد يستطيع نقد القائد الملهم ماو فنقده خيانة ومثل كل نظام شمولي كان ماو يري الصحافة فوضي وتعطل مسيرة التنمية لكن طوفان المجاعة الذي كان يهدد باغراق دولته جعله يعي الدرس في اهمية حرية الصحافة وتدوال المعلومات حيث قال في اجتماع الحزب عام ٦٢(بدون ديمقراطية لن يتوفر لنا فهم مايحدث في المستويات التدني سيظل الموقف غير واضح وسنكون عاجزين عن تجميع اراء كافية من جميع الاطراف وسنفقد الاتصال بين القمة والقاع وستعتمد قيادات المستوي الاعلي علي مادة أحادية الجانب وخاطئة عند اتخاذ قرار بشأن القضايا المطروحة)

اعترف ماو باهمية والديمقراطية وحرية الصحافة حتي لو كان بشكل جزئي لان الكارثة كانت تهدد بانهيار الصين وليس فقط ماو ونظامه وهنا في مصر تاميم كامل لاي رأي اخر ولاصوت الا صوت واحد واي رؤية مغايرة لرؤية القائد يخون صاحبها ولايقرب الا المصفقين والمطبلين فهل نعي وندرك أن الصحافة الحرة والحياة والديمقراطية الحقيقيه هي لازمة لمنع الانهيار هل نعي درس ماو والصين ام سيترك القائم علي البلاد والمطبلين يقودونه ويقودون البلاد الي الهلاك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي