الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائحة كورونا والمثليين

منظمة مجتمع الميم في العراق

2020 / 4 / 24
حقوق مثليي الجنس


يعيش العالم حالةً من الخوفِ والترقُّب بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وراح ضحيتها الآلاف حتى اليوم، وفي الوقت الذي تُبذَلُ فيه الجهود الطبية والعلمية حول العالم لاكتشاف علاجٍ أو لقاحٍ للفايروس، يُطل علينا رجال الدين بمواقف وآراء عجيبة.
فهل هي محاولةٌ لتغطية العجز عن تقديم ما يمكنه مساعدة الناس؟ أو محاولةٌ لجذب الانتباه وكسب الشهرة باستغلال الازمة...؟
الانتشار الرهيب للفيروس في العالم فَرض على الناس أسلوب حياة وقيود غير مسبوقة,
أُقفِلت المؤسسات التعليمية والمقاهي والنوادي الرياضية والمراكز الترفيهية وأُجبِرت المؤسسات الدينية ودور العبادة على غلق أبوابها، فأصبحت خاويةً على عُروشها .
تَعرّت الحقيقة أمام مرأى ومسمع العالم, بأن الدين ورجاله لا يستطيعون نفع الناس بشيء، فهذه معابدهم خاوية وساحاتهم خالية.
مشهدٌ لابد وأنه هزهم وزلزل عُروشهم أكثر من الزلزال الذي يهتز له عرش إِلَٰهُهُمْ المزعوم لممارسة شخصين من نفس الجنس الحب في الفراش، فهذه المرة ساحات مكة خالية، اُغلِق صحن المَطاف والمسعى.. وأصبح موسم الحج مُهدَدا.ً
أُغلقت الحسينيات والعتبات المقدسة ومراقد الأئمة... ويُنادى بعد الأذان ألا صلّوا في رِحالكم
وليس ما نال الكُنُس اليهودية والمسيحية عن ذلك ببعيد... فقد مر عيد الفِصح هذا العام دون قُدّاس ولا صلوات ويُعد الأخير أهم الأعياد في كِلتا الديانتين.
الحالة المخزية والفضيحة المدوية التي أصابت رجال الدين وهم يرون العالم هذا اليوم يفر من معابدهم التي ملئتها الأوبئة؛ لم تترك أمامهم ما يحفظون به ماء الوجه سوى إلصاق التهم بشماعتهم المعتادة فأصبح المثليون هم السبب الرئيسي لانتشار فايروس كورونا.
حيث صرح (مقتدى الصدر) وهو أحد أشهر رجال الدين الشيعة وقائد مليشيات طائفية مسلحة ذات أنشطة مشبوهة , بأن زواج المثليين هو سبب انتشار فيروس كورونا كونه غضبٌ من الله على حد وصفه.
من جهة أخرى لم يوفر الداعية الإسلامي السلفي (إياد القُنيبي) فرصةً في الهجوم على المثليين، حيث شمت الأخير من وفات طبيب مثلي يعمل في الخطوط الأمامية لإنقاذ أروح مرضى الفيروس وقد أصيب بالعدوى جراء ذلك، وتوفي بين ذراعي زوجه، فاستغل القُنيبي الفرصة في اسْتِشْفاءِ حِقده، رابطاً بين ميول الطبيب والمرض الذي أصابه، مُتهكِّماً على وفات الطبيب بين ذراعي زوجه، وكأنه شيء مَعِيب متناسياً الدور البطولي والإنساني والتضحية العظيمة التي قدمها ذلك الطيب المثلي، في الوقت الذي لم يقدم القنيبي للعالم سوى نشر الخرافات وبث سموم الكراهية.
واستغل رجل الدين اليهودي (مئير مزوز) جائحة كورونا في مهاجمة المثليين وزعم أنها انتقامٌ من الخالق على مسيرات فخر المثليين.
ولم تقف التصريحات عند هذا الحد بل إن هناك الكثير من هذه التصريحات العبثية المثيرة للسخري,
فقد ربط (البابا تواضروس) بين ما أسماه "الشذوذ والإلحاد" وانتشار فيروس كورونا، ولم يكتفي البابا بذلك! بل شدد على أن المثليين هم سبب الإرهاب والحروب في العالم وأنهم سبب كل الشرور.
واليوم ولأول مرة اجتمعت آراء رجال الأديان المتناحرة على غير العادة ! في موقف هزلي بخصوص المثليين، فأن كل ما أصاب، وأصيب به العالم، وما سيصاب به في المستقبل، هو بسبب المثليين.
الحربين العالميتين بل ومعركة الجمل وصفين بسبب المثليين! قتل المسيح وصلبه وذبح تلاميذه من بعده، سببه المثليون، المحرقة النازية بسبب المثليين.
الطاعون، والايدز، والسارز بسبب المثليين.
الحرب في سوريا وليبيا واليمن بسبب المثليين، بل وحتى المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية بسبب المثليين.
وإن تعثرت عنزة في الطريق فإن المثليين وراء ذلك.

لقد بات من الواضح جداً أن المثلية الجنسية قوة لا يستهان بها! فإنها تفوق قوة الصواريخ والأسلحة الفتّاكة!! فغير قدرتها على "هزّ عرش الرب" كما يزعم رجال الدين، فقد أغلقت اليوم معابده وبيوته لتسببها بفيروس كورونا.

يحل رجال الدين مشاكلهم دائماً بشماعة المثليين، فكل ما ينالهم من بلاء هو بسبب غضب الرب وحنقه على المثليين الَّذِينَ يهزون عرشه ليل نهار.!
بينما يغض هذا الرب الطرف عن جميع الجرائم والحروب والمجازر التي ترتكب باسمه، فلم نسمع قط أن الرب قد غضب لما ارتكبه تنظيم داعش الإرهابي من قتل وذبح وتعذيب واغتصاب،
ولن تسمع أبداً رجل دين يخبرك أن الرب يغضب لنكاح القاصرات و لا للاغتصاب الزوجي مثلاً ولا لغير ذلك من الجرائم اللا إنسانية...

الحُمق المتعصب لرجال الدين يجعلهم يفسرون كل شيء بما يناسب هواهم ويخدم معتقداتهم وبروباغاندتهم الدينية، فعند ظهور الفيروس لأول مرة شمت الكثير بانتشار هذا المرض في الصين واُعتُبر أنه عقابٌ من الله على الصين بسبب اضطهاد مسلمي الايغور، وعندما أصبح هذا المرض جائحةٍ عالمية أصبح سببه غضب الله من المثليين.
غضب يجعله يسلّط هذا المرض على الصِغار والكِبار بل وحتى بعض البهائم التي لا تعقل ماهية المثلية!! فياله من منطق! وياله من إله عادل.
اضحكتني كثيرا مقابلة صحفية لنساء مقاتلي داعش في مخيم الهول حيث زعمت نساء التنظيم أن هذا المرض لا يصيب المسلمين وأنه "جُند من جُنود الله" وهو يقتل "الكفار" فقط.
نفس التفكير والعقلية، مع اختلافٍ بسيطٍ في الايدولوجية.
عندما تحدث كارثة على غير المسلمين يكون تفسيرها عقوبةً من الله، وعندما تقع كارثة على المسلمين دون غيرهم تكون ابتلاءً من الله، وعندما تقع على الجميع تكون "القوة الجبارة" للمثليين هي السببِ!!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب


.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا




.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة وإسرا