الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب ، من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة

مهند طلال الاخرس

2020 / 4 / 28
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة، صلاح صلاح
كتاب من ٤٣٠ صفحة من القطع الكبير يتحدث عن سيرة المناضل الفلسطيني صلاح صلاح من ميلاده ونشوءه في فلسطين حتى النكبة والتشريد باتجاه مخيم عين الحلوة في لبنان.

الكتاب من تقديم الصحفي المشهور طلال سلمان ومن اصدار دار الفارابي اللبنانية سنة ٢٠١٦.

صلاح صلاح ابن قرية غوير ابو شوشة البدوية ومواليدها ابا عن جد وابنها الاصيل والمتجذر كابر عن كابر ، وهي القرية الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا، يستذكر في الصفحات الاولى من الكتاب الميلاد والنشأة والتعليم في الكتاب ثم الصف الاول وانتقاله فيما بعد لاكمال الصف الثانية في قرية مجاورة. واسترجاعه لصور عدة من ايام الانتداب البريطاني وصراع الاهل معهم واستشهاد ابيه على ايديهم، دون ان يغفل عن توثيقه لحوادث الاعتداء والاستيلاء الممنهج على الاراضي من قبل اليهود.

وهذا الاستذكار لاجمل تلك الايام التي تسببت بكثير من الالم والوجع إلا انها افرزت تلك البيئة التي استمد منها صلاح صلاح ثقافته ومورثه وتشبع فيها فكرة مقاومة الانتداب والاحتلال.

يتناول صلاح صلاح عناوين محددة ومقتضبة في استعراضه لتاريخه ومسيرته، وهي سيرة كحال اي سيرة مناضل فلسطيني يتداخل فيها العام بالخاص بشكل كبير، لدرجة انك في احيان كثيرة لا تستطيع التفريق بينهما.

ومن اهم العناوين التي تناولها صلاح في كتابه؛ الطريق للثأر ص٥٥، في ديون شيخ العشيرة ص٥٥، خطة التوسع والانتشار ص٨٤، مرحلة جديدة عام ١٩٥٨ ص ٩٠، التنقل بين السجون والثورة المسلحة ١٠٥، لبنان في ظل الاحكام العرفية ص١١٨، انهيار الثورة في العراق وسقوط الوحدة في سوريا ص ١٣٠، الفرار من السجن ص ١٤٧، تشكيل اقليم فلسطين وقرع ابواب الكفاح المسلح ص١٥٩، الشعبة الثانية ص ١٧٢، مشاريع التوطين والتهجير ودور الاونروا فيها ص ١٧٩، استراتيجية الكفاح المسلح ص ١٩٦، قيام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ص ٢٢٠، تحديات ما بعد الانشقاقاقات ص ٢٣١، ايلول الاردن ص ٢٥١، الاجتياح الاسرائيلي للبنان ص ١٩٨٢، الاعتقال في بيروت ص ٢٧٧، الوهم والخداع ص ٣٠٩، تنفيذية المنظمة ص ٣٣١، جبهة الانقاذ الفلسطيني ص ٣٥٠، العمل العسكري ص ٣٨٨، مغادرة المواقع القيادية ص ٤١٢.

ملاحظات عامة على الكتاب:
غياب التبويب الزمني المتسلسل ، القفز عن محطات مهمة وفارقة في التاريخ الفلسطيني، الاخطاء المتعددة بذكر الاسماء وتحديد التواريخ بدقة، كقصة ان شفيق الحوت من مؤسسي عصبة التحرر الوطني، وكأخطائه في تاريخ تأسيس ومؤتمر الشباب القومي العربي ومكان انعقاده.

بالاضافة الى عدم تقدير كثير من المواقف رغم اهميتها، ولا مبرر هنا للقول انها سيرة شخصية، لان الكاتب انبرى لطرح كثير من المواقف لم يكن شاهدا ولا مطل عليها من اي مستوى، فقد كان يورد تلك المواقف كما لو انه يقرأ من كتاب موضوع بجانبه، تغيبه لكثير من الحقائق المعروفة والواضحة للجميع، مثل ظروف الانشقاق في صفوف الجبهة، وحرب المخيمات ووثيقة طرابلس، واحجامه عن الخوض في سبب تغيب المنشقين والقيادة العامة والصاعقة عن لقاء ليبيا، بالاضافة الى القفز عن مجريات الاتفاق الاردني الفلسطيني المشترك في ١٩٨٥، القفز عن امور مفصلية في الساحة البنانية مثل اغتيال كمال جنبلاط ومعروف سعد، وحصار طرابلس وابو عمار، والاهم من ذلك المزايدة والتوظيف الغير سليم لقصة الخروج من بيروت والية القرار المتخذ وموقف الجبهة من ذلك، ونفس الحال ينطبق على قرار الخروج من بيروت، ولو كان الكاتب ترفع عن تلك الصبيانية والحزبية المقيتة لاستذكر قرار انسحابهم (مع جماعة احمد جبريل من معركة الكرامة) طبعا هذا دون التسليم اصلا بتلك الوقائع، لكن هي متروكة للجميع ولغايات البحث والتمحيص.

لكن ما يعنيني الرد عليه مباشرة، هي تلك القصة التي لا ينفك الكاتب عن ترديدها في كل حين، اذ سبق وان سمعتها منه مباشرة في مؤتمر في قاعة معروف سعد بصيدا، الا وهي ان الجبهة الشعبية هي صاحبة الرصاصة الاولى والشهيد الاول خالد ابو عيشة ١٩٦٤ وصاحبة الاسير الاول، وعاد الكاتب لترديدها اكثر من مرة في الكتاب، لذلك اجد لزاما علي كما رددت عليه في تلك القاعة ان اعيده مرة اخرى مستعينا بما اورده صقر ابو فخر في هذا المجال في معرض رده ايضا على تفنيد تلك الواقعة وذلك الادعاء الصبياني.

"يعتقد صلاح صلاح أن النضال المسلح ضد إسرائيل بدأ قبل إعلان فتح الرصاصة الأولى في 1/1/1965، لأن استشهاد خالد أبو عيشة في أواخر عام 1964 يبين أن فرع فلسطين في الحركة بدأ الكفاح المسلح قبل أن تعلن حركة فتح، أو أي فصيل فلسطيني آخر، عن وجوده (ص 165). وهذا الكلام مخالفٌ تماماً للوقائع الصحيحة، وهو نوع من التباري في شأن مَن هو أول مَن أطلق الرصاصة الأولى. وإذا ماشينا الكاتب في ذلك، فإن خليل الوزير (أبو جهاد) هو مَن أطلق الرصاصة الأولى من قطاع غزة في 25/2/1955 (نسف خزانات زوهر للمياه الإسرائيلية).

أما العملية التي استشهد فيها خالد الحاج أبو عيشة (خالد محمد الطاهر) في 2/11/1964 فهي عملية استطلاعية من طراز العمليات التي كانت تقوم بها الكتيبة 68 السورية، ولم تأتِ في سياق حرب الفدائيين ضد إسرائيل والكفاح المسلح. والكتيبة 68 المشهورة ظهرت في 1949 أول مرة، ثم أعاد تشكيلها عبد الحميد السرّاج في 1958، بقيادة العقيد أكرم صفدي والمقدم هيثم الأيوبي (ضابطان سوريان ناصريان) والعقيد أحمد حجو (ضابط فلسطيني في الجيش السوري)، وكان معظم عناصرها فلسطينيين ومن عشيرتي الهيب والتلاوية في مناطق البطيحة والتوافيق وكفر حارب والنقيب المجاورة لبحيرة طبرية. وهذه الكتيبة نفذت عملية نسف باص عسكري إسرائيلي في 1955 على طريق صفد – عكا، وكان من بين المنفذين جلال كعوش وعلي الخربوش. وفي 1961، استشهد من هذه الكتيبة محمود عزيمة وسبع السباعي (من ترشيحا)، ثم استشهد مفلح السالم وعلي الخربوش ودُفنا في دمشق، فكانا أول من افتتح مقبرة الشهداء في اليرموك.
واستشهد جلال كعوش تحت التعذيب في لبنان في 9/1/1966.

ويذكر الكاتب أن العدو اعترف بسقوط 22 قتيلاً من جنوده في العملية التي نفذها خالد أبو عيشة ورفاقه (الأرجح أنه سقط على أيدي القوات الأردنية في أثناء العودة من هذه العملية الاستطلاعية، تماماً مثل سقوط أحمد موسى برصاص القوات نفسها في أثناء عودته من عملية نفق عيلبون). والحقيقة أننا لم نعثر على أيّ اعترافٍ للعدو بهذا العدد من القتلى (راجع "اليوميات الفلسطينية" في ذلك التاريخ)، وهذا الرقم مبالغ فيه جداً على طريقة البيانات العسكرية الفلسطينية في مراحلها المبكرة. وإذا افترضنا أن عملية خالد أبو عيشة هي الأولى، فإن العملية الثانية لم تجرِ إلا في 18/10/1966، أي بعد عامين، وهذا لا يبرهن عن الأسبقية في العمل المسلح، مع أن العملية الثانية نفذتها منظمة أبطال العودة التي ظهرت في 1964، أي بعد تأسيس حركة القوميين، وكان من بين مؤسسيها صبحي التميمي وفايز جابر. وكانت علاقة هذه المنظمة بالحركة مشوشة جداً. فجورج حبش يقول، في حواره مع شريف الحسيني وسائدة الأسمر، إن "موضوع التعارضات بين الجبهة وأبطال العودة له تاريخ طويل. وفي صيف 1969، في الاجتماع الذي عُقد في وادي رميمين في الأردن، جرى الاندماج بين أبطال العودة والجبهة الشعبية، وأُضيف صبحي التميمي وتوفيق رمضان والحاج فايز جابر إلى عضوية اللجنة المركزية للجبهة، وأصبحنا جبهة واحدة". أما عملية "أبطال العودة" تلك فهي أيضاً عملية استطلاعية، استشهد فيها سعيد العبد سعيد ومحمد اليماني ورفيق عساف، وأُسر سكران السكران".

يكاد يخلو الكتاب من اي جديد، الا تلك الصورة الجميلة للطفولة الناشئة في احضان غوير ابو شوشة ، تلك الصفحات وانت تقرأها تذهب بعيدا وتطلق العنان لخطواتك لتتجول وتسرح وتمرح كيفما تشاء في قرى قضاء طبريا والمدن التي حولها، فتزور حيفا والناصرة وصفد، وترد السلام على كل من ترى في المجدل والرامة وغيرها تلك الصفحات الممتدة من ص ٢١٤١ اجمل ما في الكتاب.

في ملحق الصور الوارد في الكتاب ص ٤٢١٤٣٠ صور للكاتب مع مجموعة من القيادات الفلسطينية والعربية والعالمية، ورغم تهجم الكاتب على ابو عمار إلا انه من الضروري الاشارة الى ان نصف تلك الصور كانت اثناء مرافقته لابو عمار في جولة واحدة.
هذا بالاضافة الى ان احدى هذه الصور مع الرئيس البولوني اثناء زيارة برفقة وفد يرأسه ابو عمار، ولذلك الوفد حكاية اوردها الكاتب في الكتاب، ملخصها ان بولونيا لم ترضى ذكر قضية اللاجئين في البيان الختامي واعتراض الكاتب على ذلك، ورغم ذلك يعتز ويفتخر الكاتب بايراد تلك الصورة له مع رئيس بولونيا!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي