الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبب قلة أدوية مكافحة الفيروسات

ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر

2020 / 5 / 9
الطب , والعلوم


ترجمة ثائر ابو رغيف

"هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بطبيعة الڤيروسات والبكتيريا وعلاج كل منهم خصوصاً عندما يتعلق الامر بإستخدام المضادات الحيوية لذا رغبت بترجمة هذا المقال (الذي اسهبت فيه العالمتان كريستين كارسون و راشيل روب بشرح خصائص وطريقة عمل الڤيروسات والبكتيريا) لإفادة القارئ الكريم"
في زمن الڤايروس التاجي (الكورونا) يكثر التساؤل؛ لماذا يوجد القليل جداً من مضادات الڤيروسات قياساً بالمضادات الحيوية التي تستخدم في حالات الاصابات البكتيرية المنشأ؟ نجد الجواب في علم الأحياء ، وتحديداً في حقيقة أن الڤيروسات (خلافاً للبكتيريا) تستخدم خلايانا البشرية للتكاثر و هذا يُصعبُ قتل الڤيروسات بدون قتل خلايانا معها.
الاختلافات بين الخلايا البكتيرية والخلايا البشرية هي التي تجعل المضادات الحيوية فعالة فالبكتيريا هي أشكال حياة قائمة بذاتها يمكن أن تعيش بشكل مستقل بدون كائن مضيف وهي تشبه خلايانا ، ولكن لها أيضًا العديد من الميزات الغير موجودة في البشر.
فعلى سبيل المثال، البنسلين فعال لأنه يتداخل مع بناء جدار الخلية البكتيرية حيث تتكون جدران الخلايا البكتيرية من بوليمر يسمى الپپتيدوگليكان peptidoglycan . ولا تحتوي الخلايا البشرية على جدار خلوي أو أي پپتيدوگليكان لذا يمكن للمضادات الحيوية التي تمنع البكتيريا من صنع الپپتيدوگليكان أن تقضي على البكتيريا دون الإضرار بالإنسان الذي يتناول الدواء و يُعرف هذا المبدأ بالسمية الانتقائية.
بعكس البكتيريا ، لا يمكن للڤيروسات أن تتكاثر بشكل مستقل خارج الخلية المضيفة. وهناك جدل حول ما إذا كانت الڤيروسات كائنات حية اصلاً بالشكل المتعارف عليه
لغرض التكاثر تدخل الڤيروسات إلى خلية مضيفة وتختطف آليتها. وبمجرد دخولها تبقى بعض الڤيروسات خاملة وبعضها يتكاثر ببطء وينضح من الخلايا البشرية على مدى فترة طويلة ، البعض الآخر يقوم بعمل نسخ كثيرة منه لدرجة أن الخلية المضيفة تنفجر وتموت ثم تنتثر جزيئات الڤيروس المنسوخة حديثًا وتصيب خلايا مضيفة جديدة
يمكن أن ينجح العلاج المضاد للڤيروسات الذي يتدخل في دورة "الحياة" الڤيروسية واثنائها. تكمن المشكلة في أنه إذا استهدفت عملية الاستنساخ والتي تكون مهمة أيضًا للخلية المضيفة ، فمن المحتمل أن تكون سامة للمضيف البشري أيضًا. قد يكون قتل الڤيروسات سهلاً اما إبقاء الخلايا البشرية المضيفة على قيد الحياة أثناء القيام بذلك فهو الجزء الصعب
مضادات الڤيروسات الناجحة تستهدف وتعطل العملية أو البنية الفريدة للفيروس ، وبالتالي تمنع التكاثر الڤيروسي مع تقليل الضرر للمريض. كلما زاد اعتماد الڤيروس على الخلية المضيفة ، قل عدد الأهداف التي يجب ان يتم ضربها باستخدام مضاد للڤيروسات. لسوء الحظ ، تقدم معظم الڤيروسات نقاط قليلة من الاختلاف الفريد الذي يمكن استهدافه
من الصعوبات الأخرى هي أن الڤيروسات المختلفة تختلف عن بعضها البعض أكثر من الاختلافات بين انواع البكتيريا إذ تحتوي جميع البكتيريا على جينومات الحمض النووي DNA مزدوجة الجدائل وتتكاثر بشكل مستقل عن طريق النمو لحجم اكبر ثم الانشطارإلى قسمين ، على غرار الخلايا البشرية, بينما هناك تنوع كبير بين الڤيروسات المختلفة فالبعض لديه جينومات الحمض النووي والبعض الآخر جينومات الحمض النووي الريبي RNA ، وبعضها أحادي الجديلة بينما البعض الآخر مزدوج الجديلة. هذا يجعل من المستحيل عمليا إنشاء دواء واسع النطاق مضاد للفيروسات يعمل بفعالية ضد أنواع الڤيروسات المختلفة
ومع ذلك ، توجد نقاط اختلاف بين البشر والڤيروسات ، وقد أدى استغلال هذه النقاط إلى بعض النجاح. أحد الأمثلة على ذلك هو الإنفلونزا نوع أ ، وهو أحد أشكال الأنفلونزا إذ يقوم هذا النوع من الإنفلونزا بخداع الخلايا البشرية حتى يمكنه دخولها. وبمجرد دخول الڤيروس إلى خلايانا ، يحتاج إلى "خلع غطاؤه" ، وإزالة غلافه الخارجي لإطلاق الحمض النووي الريبي RNA في الخلية.
البروتين الڤيروسي المسمى بروتين ماتركس 2 هو المفتاح لهذه العملية ، إذ يسهل سلسلة من الإجراءات التي تعمل على اطلاق الحمض النووي الريبي الڤيروسي من جسيم الڤيروس و بمجرد إطلاق هذا الحمض داخل الخلية المضيفة يتم نقله إلى نواة الخلية لبدء التكاثر الڤيروسي.
ولكن إذا قام دواء ما بكبح جماح بروتين ماتركس -2 ، فلن يتمكن الحمض النووي الريبي للڤيروس من الخروج من جزيء الڤيروس للوصول إلى نواة الخلية حيث يتم له أن يتناسخ لذا ، تتوقف العدوى
كان العقاران الدوائيان أمانتادين Amantadine و ريماانتادين Rimantadine نجاحات مبكرة مضادة للڤيروسات عن طريق استهدافهما لبروتين ماتركس 2
العقاران الدوائيان زاناميفير (ريلينزا) وأوسيلتاميفير (تاميفلو) من الأدوية الحديثة التي نجحت أيضًا في علاج المرضى المصابين بالإنفلونزا أ أو ب و يعملان عن طريق منع إنزيم ڤيروسي رئيسي ، وعرقلة دخول الڤيروس للخلية ، وإبطاء انتشار العدوى داخل الجسم وتقليل الضرر الذي تسببه العدوى.
قد يكون من الصعب إنشاء لقاح للڤيروس التاجي والذي يُعرّف أيضاً ب COVID-19. لذا يبقى اختبار مضادات الفيروسات للعثور على واحد يمكن أن يعالج الڤيروس التاجي بشكل فعال هدفًا مهمًا.يعتمد الكثير على معرفة تعقيدات الڤيروس التاجي الحاد 2 SARS-CoV-2 وتفاعلاته مع الخلايا البشرية. إذا استطاع الباحثون تحديد عناصر فريدة في كيفية بقائه وإستنساخه ، فيمكن عندئذٍ استغلال نقاط الضعف هذه وإجراء علاج فعال مضاد للڤيروسات
"مقال لكريستين كارسون زميل أبحاث أقدم في كلية العلوم الطبية الحيوية بجامعة أستراليا الغربية ، وراشيل روب أستاذة مشاركة في علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة إيست كارولينا"


ألمصدر: https://www.abc.net.au/news/2020-05-09/coronavirus-anitviral-bacteria/12229472








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من إحدى مركبات مكافحة الشغب.. رش مسؤولين إيرانيين بالمياه في


.. تويتر تبدأ فرض رسوم على المستخدمين الجدد في دولتين تعرف عل




.. برج الحساسين وإزاي تتعامل معاهم تحذير لجميع الأبراج في الت


.. بين المباني المدمرة بسبب قصف الاحتلال.. فلسطيني ينقل المياه




.. ناسا تحذر من أنشطة عسكرية سرية للصين في الفضاء