الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهديد جديد للإعلام المستقل : السلطات المصرية تمنع هالة المصرى من مغادرة البلاد

كريم عامر

2006 / 6 / 18
الصحافة والاعلام


فى الوقت الذى تتساهل فيه الحكومة المصرية مع ناهبى المال العام وسارقى البنوك والمسؤلين عن مصرع مئات المواطنين الأبرياء فى عرض البحر ، وفى الوقت الذى يسمح فيه لممدوح إسماعيل وإيهاب طلعت وغيرهم بمغادرة البلاد دون عقاب على الجرائم التى إقترفوها بحق أبناء هذا الشعب ، يتم منع الناشطة الإعلامية المستقلة والكاتبة القبطية " هالة المصرى " من مغادرة البلاد للحيلولة بينها وبين حضور المؤتمر الذى تنظمه بعض المنظمات القبطية منتصف هذا الأسبوع بمدينة نيويورك الأمريكية .
و " هالة المصرى " لمن لا يعرفها هى ناشطة قبطية فى العقد الخامس من عمرها ، تولت فى الفترة الأخيرة تغطية بعض الأحداث الطائفية فى صعيد مصر ، وقامت برصد بعض الإنتهاكات والتجاوزات التى تورطت فيها السلطات المصرية بالتواطؤ مع بعض الجهات الغير مسؤلة فى الإعتداء على منازل الأقباط ودور عبادتهم وسلامتهم البدنية وحياتهم كما حدث فى العديسات قرب الأقصر بجنوب مصر .
كانت " هالة " تنقل الأحداث وتلتقى مع الأهالى معرضة نفسها للخطر فى مناطق تتميز بالحساسية الطائفية الشديدة فى سبيل نقل الخبر كما هو من مواقع الأحداث بعيدا عن الإعلام الرسمى الذى ألِف التعتيم على هذه الأنباء وتعمد تغافلها وكأنها تحدث على كوكب آخر ! .
فرَّغت " هالة " نفسها تماما للهم القبطى وتفاعلت بشدة مع كافة الأحداث الطائفية والإنتهاكات التى يتعرض لها بنى جلدتها ، الأمر الذى جعلها تمثل غصة فى حلق النظام ورجال السلطة الذين حاولوا إستمالتها إلى صفوفهم بكافة الطرق إلا أنها رفضت بشكل قاطع وأبت أن يساومها أحد على وقوفها بجانب حق مواطنيها الأقباط فى حياة كريمة لا تنغصها هذه الإعتداءات والإنتهاكات التى يتعرضون لها من وقت لآخر ، فما كان منهم إلا أن وضعوها على قوائمهم السوداء ( البيضاء ) المليئة بأسماء الكثيرين من شرفاء هذا الوطن ، وحاولوا بأساليبهم المعهودة مع كل المعارضين تشويه صورتها وتلطيخ سمعتها ، ثم حاولوا طعنها فى الظهر بتلفيق التهم لها ، وتم القبض عليها من منزلها فى مدينة قنا بصعيد مصر قبل أكثر من شهر ووجهت لها العديد من الإتهامات المتعلقة بعملها الإعلامى ، كإتهامها ببث أخبار غير صحيحة والإدعاء كذبا بوجود إضطهاد للأقباط فى مصر وغيرها من التهم التى تثير السخرية على التغافل المتعمد للواقع المر على الساحة المصرية ، وتم الإفراج عنها بعد ذالك مع إستمرار التحقيقات معها .
إن تلفيق التهم لـ" هالة المصرى " ومنعها من السفر لحضور المؤتمر القبطى يمثل إعتداءا صارخا من قبل السلطات المصرية على العاملين فى مجال الإعلام المستقل ، وتهديدا صريحا له ولكل العاملين في بأنهم سيكونون محلا للملاحقة والمسائلة .
فلا يخفى على الكثيرين منا الكم الهائل من الإنجازات التى حققها الإعلام المستقل فى الفترة الأخيرة ، بتغطيته اليومية الموثقة بالصور والفيديو والتفاصيل للأحداث بصورة غير مسبوقة تحسده عليها الفضائيات والصحف ، وكشفه عن الإنتهاكات التى مارستها وتمارسها الحكومة المصرية بحق المتظاهرين والمعتصمين من مواقع الأحداث .
إن قرار منع " هالة المصرى " من السفر يمثل إنتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وحرية الكلمة ، ومساسا بمصداقية الإعلام المستقل ، وهو أمر لا ينبغى تجاهله أكثر من ذالك بعد الإعتداءات التى طالت الإعلاميين الذين رصدوا التجاوزات التى قام بها رجال الأمن بحق المعتصمين والمتظاهرين من إعتقالات وإعتداءات بدنية وإنتهاكات جنسية لممارستهم حقهم المشروع فى المطالبة برحيل مبارك ونظامه الفاسد .
أناشد الأخوة القراء والكتاب ، والقائمين على المؤسسات القانونية والحقوقية من كافة الخلفيات الدينية والإثنية والثقافية التضامن مع السيدة " هالة المصرى " فى محنتها لممارسة ضغط إعلامى على النظام المصرى لإلغاء قرار منعها من السفر والسماح لها بالمشاركة فى فعاليات المؤتمر التى ستبدأ بعد أيام قليلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص