الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ هؤلاء أضاعوا فلسطين

مهند طلال الاخرس

2020 / 5 / 19
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
هؤلاء اضاعوا فلسطين
كتاب من القطع الكبير يقع على متن ٢١٦ صفحة للكاتب يوسف العيد صاحب مجلة الوحدة العربية.

هؤلاء اضاعوا فلسطين؛ كتاب ليوسف العيد يتحدث عن اسرار وخفايا نكبة فلسطين عام ١٩٤٨، وبحيث يتناول في بداية الكتاب نبذة موجزة عن تاريخ فلسطين السياسي من الانتداب البريطاني وجريمة سايكس بيكو ووعد بلفور وقرارات عصبة الامم المتعددة المتعلقة بفلسطين ولا حقا قرارات الامم المتحدة ذات الصلة، بالاضافة الى المؤتمرات ذات الصلة مثل سان ريمو والمائدة المستديرة واللقائات مع لجنة التوفيق الدولية والكتاب الابيض والوسيط الدولي الكونت برنادوت وغيرها من الاحداث والوقائع المتعلقة بفلسطين.

بعد النبذة عن التاريخ السياسي لفلسطين يأتي الاهم وهو؛ المعارك الحربية في عام ١٩٤٨، فيتناول الكاتب اهم المحاور التي جرت فيها اقوى واهم المعارك وذات الاحداث المفصلية والفارقة في الحرب، ومن خلال هذا الاستعراض لسير هذه المعارك يبدأ الكاتب بطرح وجهة نظره ويبدا بإظهار الحقائق رويدا رويدا، اذ يدع النص والوقائع ومجريات الحرب تبوح عن نفسها، فيبدأ الحديث عن الامكانيات وسوء التخطيط والمناكفات ونقص الامكانيات عند الجيوش العربية، بالاضافة الى انعدام الارادة السياسية المستقلة عن قيادة الجيوش وحتى ملوك تلك الدول التي تتبع لها تلك الجيوش، وفي سبيل ذلك يستحضر الكاتب خير شاهد على ذلك المثال بكلوب باشا الانجليزي قائد الجيش الاردني.

شيئا فشيئا يلج الكاتب الى جوهر ولبّ الموضوع في هذا الكتاب وهو الحديث عن التخاذل والتقاعس والخيانات العربية، وقد احسن صنعا الكاتب بهذا التقسيم والتفريق واجاد من حيث تقسيم المسؤوليات والتفريق في مستوياتها وصولا الى الحد الاكبر فيها وهو الخيانة. وهذا ايضا دون ان نتغافل عن نجاح الكاتب بتسلسل عرضه للمواضيع، فلم يقتحم هذا الموضوع الشائك بدون تأسيس، بل اقتحمه بعد ان نجح بالتأسيس لهذا الموضوع(التخاذل والتقاعس والخيانات) في الفصول السابقة، وعند هذا الطرح بالذات تبدأ فكرة الكتاب وتتأسس.

مصادر الكتاب جائت نتيجة دراسة المؤلف وترحاله وتجواله في كافة البلاد العربية ولقائه مع اصحاب الشأن والعلاقة بالاضافة الى اعتماده على اقوال واعترافات اصحاب العلاقة المسجلة والمكتوبة والمدونة في مذكرات او رسالات او تصريحات او لقاءات صحفية او في المجلات، وقد احسن الكاتب بالاشارة الى هذه التصريحات واماكن تواجدها وحتى البوح بأسماء اصحابها لتكون حجة على الجميع.

وقد يكون اهم مصادر هذا الكتاب ودليل مصداقيته الكبير، تلك المذكرات العائدة لكبار القادة المشاركين في حرب ١٩٤٨ كمذكرات فوزي القاوقجي ومذكرات وصفي التل ومذكرات العديد من قادة الجيوش العربية وجيش الانقاذ ومذكرات العديد من قادة جيش الجهاد المقدس بقيادة عبدالقادر الحسيني.

الكتاب بعد ان يستعرض التاريخ السياسي لفلسطين وبعد ان يستعرض مجريات الحرب واحداثها وتحديد ادوار المسؤولية والتقاعس والخيانة، يبدأ بطرح صور ذلك التقاعس والخيانات ويبدا بتحديد مستويات تلك المسؤولية، وعند هذا الباب يبدا الكاتب بتصنيف الدول العربية وبترتيب تحملها لتلك المسؤولية، ويتناول في هذا الجانب الشقين العسكري والسياسي ويستحضر كل مجريات الامور من خلال عرض كثير من محاضر التحقيقات والمحاكمات الخاصة بتلك الجيوش وتحركاتها وصفقات السلاح الخاص بها واستعراض اوامر التحرك للجيوش ومهماتها ومن خلال استعراض اوامر الصرف المالي لهذه الجيوش، واين ذهبت هذه الاموال، ومن خلال توصيات وقرارات جامعة الدول العربية وقيادة الجيوش والتي كانت تسرب وتصل للقوات الاسرائيلية قبل ان تعرف بها القوات العربية العاملة في الميدان.

الجميل في هذا الكتاب والجميل في تلك الدلائل والوثائق التي يسوقها الكاتب، انها موضوعية وتستند الى وثائق وتحاجج الجميع بموضوعية وبعيدة كل البعد عن القاء التهم جزافا او بغير سند.

الكتاب قيم جدا ويحتوي معلومات غاية في الاهمية، لا سيما في وقت صدوره والمرجح انه في سنة ١٩٥٢. والكتاب بإسمه الجذاب يشكل اضافة قيمة للمكتبة الفلسطينية لا سيما تلك الرفوف التي تعتني بالنكبة واحداثها في عام ١٩٤٨.

وهذا الكتاب يضاف بقوة الى جانب مجموعة الكتب التي تناولت النكبة ووثقت لها مثل: عارف العارف وموسوعته القيمة ذات الست مجلدات النكبة والفردوس المفقود، وكتاب كارثة فلسطين لعبدالله التل، وكتاب قسطنطين زريق في معنى النكبة، وكتاب العروش والجيوش لهيكل وكتابه الاخر تاريخ المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل، وكتاب ايلان بابيه التطهير العرقي في فلسطين، وكتاب بن موريس مولد مشكلة اللاجئين، وكتاب عبرة فلسطين لموسى العلمي وكتاب الجذور الاجتماعية للنكبة، وكتب ومذكرات القادة الفلسطينيين (المعاصرين للنكبة) المتعلقة بالنكبة، بالاضافة الى كتب عديدة وثقت للنكبة واجادت بطرحها ضمن زوايا متعددة، لكن كانت كلها تشترك في مسألة اساسية كبرى؛ حفظ الذاكرة من التخريف والتحريف والذوبان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدي الكاتب
د. ليث نعمان ( 2020 / 5 / 19 - 07:22 )
اشك كثيراً ان يكون كتاب صدر عام 1952 بالفائدة التي تصورها فقد انكشفت اشياء كثيرة منذ ذلك الوقت. كبرنا و انا متقاعد اليوم على اسطوانة ان سبب الهزيمة هو انظمة عميلة و اسلحة فاسدة. قبل حوالي ثلاث سنوات نشرت مقابلة مع الفريق الركن عمر علي البيرقدار الذي كان عقيد ركن و آمر لواء في الجيش العراقي في حرب 1948. سأله احد معارفه الذي اجرى المقابلة عن الحرب فأجابه ان سبب الهزيمة هو ان الجيش اليهودي كان اكثر عددا و افضل تسليحاً و تدريباً من كل الجيوش العربية مجتمعة.
علما ان بريطانيا انسحبت بالشكل الذي جرى بطلب من العرب عن طريق وزير الخارجية العراقي د.فاضل الجمالي في ملحق لاتفاقية بورتسموث مع وزير الخارجية البريطاني ارنست بيفن الذي كان معادياً للصهيونية و ربما لليهود.


2 - هل بعث حيا من بعدها؟
طلال الربيعي ( 2020 / 5 / 19 - 18:16 )
اثناء عودته من بيروت توفى عمر علي البيرقدار في حادث سيارة قرب بلدة الرطبة في شهر أيلول من عام 1974. فهل بعث حيا من بعدها لاجراء مقابلة قبل ثلاثة سنوات؟


3 - سيد طلال الربيعي
د. ليث نعمان ( 2020 / 5 / 20 - 00:02 )
المقابلة نشرت قبل ثلاث سنوات اجراها د. صبحي ناظم توفيق (عميد ركن متقاعد) اعتقد عام 1972

اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا