الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ الرئيس ابن سينا

ماهر عبد الرحمن
باحث وكاتب مصري

(Maher Abdelrahman)

2020 / 5 / 27
سيرة ذاتية


الشيخ الرئيس ابن سينا، وهو عالمنا العظيم: أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا. ويحكي عنه سليمان فياض في سلسلته الرائعة للأولاد والبنات، سلسلة علماء العرب، العدد 7 بعنوان "ابن سينا: أبو الطب البشري": أنه "كان يقرأ ذات يوم في كتاب "ما بعد الطبيعة" لأرسطو. وعلى حدة ذكائه ودقة فهمه، عجز عن أن يفهم ما فيه، بل وعجز عن فهم غرض أرسطو منه. وأعاد قراءة الكتاب مراراً بلغ عددها أربعين مرة، حتى حفظ معظمه، من كثرة قراءته له، عن ظهر قلب. ويئس من فهم هذا الكتاب، بل ويئس من نفسه، واهتزت ثقته بذكائه وإرادته. وذات يوم في وقت العصر، كان بحيِّ الوراقين في "بُخَارَى"، ومر بدلال كتب، ينادي على مُجلد في يده، يعرضه للبيع .واعترض الدلال طريق "أبي علي" قائلا: -هذا كتاب أيها الشاب في الفلسفة، وثمنه رخيص. فردّ عليه “أبو عليّ" قائلاً: -لا فائدة في هذا العلم، فابتعد عني بكتابك هذا. فعاد الدلال يُلح قائلا: -اشتر مني هذا المجلد، ولن تندم. ثمنه ثلاثة دراهم، وصاحبه محتاج إلى ثمنه، ولولا ذلك ما عرضه للبيع. وأشفق "أبو علي" على صاحب الكتاب، ونقد الدلال الدراهم الثلاثة، وأخذ الكتاب منه، ولم ينظر فيه وعاد إلى قصر أبيه، وجلس في حديقة البيت، تحت خميلة مزهرة في يوم صيف. ونظر "أبو علي" في الكتاب، وفتح فمه شاهقا بدهشة وفرح وهب واقفا ثم جلس، فالكتاب لفيلسوف زمانه “أبو نصر الفارابي" والكتاب في أغراض كتاب "ما بعد الطبيعة” لأرسطو. ولم ينم "أبو علي" إلى الصباح فعكف ليلته على الكتاب يقرأه بشغف، ووجد نفسه يفهم كتاب “أرسطو” الذي كان يحفظ نصفه حرفا بحرف، وكان سعيدا بشرح الفارابي له، وحُسن كشفه لأغراضه ومراميه. وإذ أشرقت الشمس، غادر "أبو علي" صحن مسجد بخاري، إثر صلاة الفجر، وتصدق بمالٍ كثير من ماله الخاص على فقراء بخارى، شاكراً الله على نعمته عليه، إذ يسّر له فهم ما لم يفهم. وهمس لنفسه: صدق الله العظيم، ففوق كل ذي علمٍ عليم".
وابن سينا (الشيخ الرئيس) ولد في شهر أغسطس عام 980 م (سنة 370 هـ) أي بعد وفاة الفارابي (المعلم الثاني)، المتوفي في (339 هـ/ 950 م) أي تقريبا بين ميلاد ابن سينا ووفاة الفارابي حوالي 31 عاما. "ولئن كان للفارابي فضل السبق فلتلميذه فضل البيان والإيضاح". ويقول الأستاذ محمد لطفي جمعة في كتابه "تاريخ فلاسفة الإسلام في المشرق والمغرب" عن ابن سينا "ولم يكن الصبي بحاجة إلى جهد ووقت للتعليم حيث أظهر ذكاءاً خارقا فقد استظهر القرآن الكريم وألم بعلم النحو وهو في العاشرة من عمره ثم خاض غمار الرياضيات والطبيعيات والفلسفة وبعد ذلك انكب على دراسة الطب، ولم يبلغ السابعة عشر من العمر حتى طبقت شهرته الخافقين وبدأ يتعهد بتطبيب المرضى ومعالجتهم". ومن أقواله "احذروا البطنة، فإن أكثر العلل إنما تتولد من فضول الطعام"، و"المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه". ألف ابن سينا العديد من الكتب، وذكر الأب جورج قنواتي في ثبت مؤلفات ابن سينا، 276 عنوانا، وكثير منهم مازال مخطوطا. وذكر جورج طرابيشي في "معجم الفلاسفة" باب ابن سينا، أن القديس توما الإكويني قد استشهد في "الخلاصة اللاهوتية" بالشيخ الرئيس أكثر من 261 مرة. رحم الله شيخنا الأستاذ الرئيس ابن سينا ونفعنا بفضله وعقله وعلمه وحكمته وعلو همته..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك