الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 2-3

اثير حداد

2020 / 5 / 30
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كي نفهم التصرفات الفردية والجماعية للانسان زمن اجتياح ماساة مثل بركان او طوفان او حرائق، او ما هو ملح الان زمن وباء كورونا .لا يوجد حسب تصوري اعمق و اشمل من رواية "الطاعون" للكاتب الفرنسي البير كامو.
خرجت هذه الرواية الى العلن عام 1947 ، عن طاعون يغزو مدينة وهران الجزائرية. تبدأ الصفحة الاولى من الطاعون بالطبيب برنارد ريو وهو يتعثر بفار ميت في الزقاق. ثم تتعاقب الاحداث ويرتفع عدد الفئران الميتة بطريقة غامضة ومذهله مع تباطئ السلطات في اتخاذ اي اجراء حول ذلك. وبعد فترة قصيرة ينتقل الموت الى الانسان فتظهر ملامحه عبر التقيئ والتهاب الغدد اللمفاوية ومن ثم الموت .
الطبيب برنارد يعلم ان هناك وباء لكنه يقول انه "يعتقد" انه ليس وباء، اي ليس طاعون. وهنا يسعى الكاتب البير كامو اظهار حرج المختص امام الضغط الشعبي المطالب بالحقيقة وبين غياب موقف رسمي معلن عن ذلك، لا وبل غياب اية اجراأت رسمية لوقف ومحاربة الطاعون، فيتراجع دور المختص هنا، ويتقدم عليه موقف السلطة السياسية. وهذا يشبه الى حد بعيد موقف الطبيب الصيني لي وينهليانغ الذي كان اول المحذرين من فيروس كورونا الجديد وتعرض لتانيب السلطات الصينية لمجاهرته بذلك.
لنعد الى رواية الطاعون، بعد ان اشرنا الى موقف ركنين هما المختص اي الطبيب والسلطة السياسيه، فكيف يعرض البير كامو موقف السلطة الدينية. يعبر البير كامو عن هذا الموقف على لسان رجل الدين "الاب بانيلو" الذي يخاطب الناس بان جل الامر هو عقابا الاهيا مستحقا لعدم تطبيق البشر لوصايا الله، والذي هو اي رجل الدين الوكيل على تلك الوصايا. وفي هذا الخصوص يشير كامو الى ان الخطاب المفرط بالسذاجة و البطولات الفارغة تدفع الى المزيد من الموت . وهنا وانا اكتب هذا لا استطيع ان ابعد عن استرسالي مقارنة ذلك بما يحدث في العراق .
وحسب مفهوم كامو فان افعال البشر تحكمها الامبلاة والشر، فبعد عدة شهور يغطي الطاعون كامل وهران وتصبح الاقدار جماعية وكذلك المشاعر. حيث يطرح كامو سؤاله الملح هل بالامكان تصور المعاناة كتجربة مشتركة لا عبء فردي.
لا يمكن ترك هذه الرواية "البليغة" دون الاشارة الى صراع المصالح الفردية اثناء الازمه او الوباء او الطاعون ، ويعرضه عبر حدثين :
الاول: يقول حارس العمارة "لا توجد فئران في هذه البناية" بينما القاطنين في تلك البناية يخرون صرعى الطاعون، كل ذلك من اجل عدم اغلاق تلك البنايه.
الثاني: يقوم الطبيب برنارد بزيارة احد المرضى في منزله، ويكتشف ان مصاب بالكامل بالطاعون. وهنا يتوجب عليه طلب سيارة الاسعاف، الا ان اهل المريض يتوسلونه ان لا يفعل ذلك، لانهم يخشون ان لا يره مرة اخرى. هنا تضخيم الذات على حساب احتمالية شفاء المريض.
وقبل الانهاء من 2 هذه اود ان اشير كمقارنة لما مر اعلاه في (الاول و الثاني) الا يذكرنا ذلك بتسابق الناس على تخزين المبيدات والطعام على حساب الاخر.
والى اللقاء في 3.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي