الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة من منفى الكورونا

محمد البوزيدي

2020 / 5 / 30
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


انخرط العالم هذه الأيام على تفاوت بين الدول في مسلسل العودة إلى الحياة الطبيعية بكل تدرج وبكل أريحية ،وطبعا مع احترام التدابير التي تحددها السلطات العمومية وتؤكد عليها دوما كل الحملات التحسيسية التي بحت بها أبواق وأفواه كل المتدخلين .
واستباقا للتوقيت المعلن عنه والمحدد في المغرب يوم 10 يونيو القادم ، بدأت بعض التسخينات من هنا وهناك، وأصبحنا نرى ترجلا تدريجيا في ميادين مختلفة .
ولأن الأمر مهم جدا وتطور في صيرورة الحياة التي توقفت نسبيا قبل شهرين ،فإن الاستعدادات والترتيبات قد انطلقت للاحتفال بالعودة من مسار حياتي إلى مسار آخر،والتحول من اتجاه إلى اتجاه كنا قد انزحنا عنه قليلا.
لن يتردد البعض في وصف العودة للحياة الطبيعية بكل آمالها وآلامها بتعبير شيق هو العودة من المنفى
إن المتأمل في هذه الكلمة تحيل فعلا على تشابه كبير بين المنفى والوضع الذي نستعد للخروج منه.
فقد كنا بعيدين عن عوالم مختلفة من الحياة الواقعية واكتفى الجميع بالتعايش رقميا مع الجائحة التي فاجأت الجميع .
لقد كانت المرحلة مرحلة أسر عملي لفئات وقطاعات اقتصادية واجتماعية كثيرة فعلا .
كان الجميع يتوقف لحظات عدة قبل أن يتخذ قراره الآني بالخروج أو الاتصال أو التسوق أو ....
كان الجميع ينتظر عودة ميمونة لعوالم غادرها من أجل استأناف حياته الطبيعية التي تعثرت قليلا.
سيكون جميلا كيف سيخرج الجميع يوم 10 يونيو ،وأكيد أنه سينتقمون لذواتهم الخاصة .
سيتسكعون في الشوارع ولو كانت غاصة ،أكيد سيحيون وسيقبلون بعضهم بكل الطرق المعروفة
سيستنشقون هواء جديدا ولو كان فيه ذرات دخان السيارات التي ستنطلق معلنة بمزاميرها حلول زمن الحرية .
سيصيحون ويخرجون طلقاء ،وقد يتسابقون ببلاهة الصغار .
سيلعب الصغار في الحدائق والساحات حتى وقت متأخر من الليل دون خوف من إجراءات الزجر والتوقيف.وسيعودون مظفرين إلى بيوتهم آمنين مطمئنين متواعدين للخروج من جديد .
سيسافرون في الطائرات المرابظة في مشهد لمي عرف له التاريخ مثيلا .
سيحكي الجميع عن تجربته ،ومشاكله ،وكيف قضى فترة التي سيعتبرها زمنا مضى إلى غير رجعة.
سيلتقي الأحباب الذين لم نرهم منذ زمان إلا على ضفاف البهاء الإلكتروني.
سيحتفل الجميع ويستقبلون الأحباب في حفلاتهم المؤجلة منذ زمان ،سيلعب الجميع ،ويصيح حتى الثمالة.
لكن علينا الاعتراف أننا قوم لا ندرك أهمية النصائح ولا قيمة التوجيهات، بل نصر على تأكيد بطولتنا الوهمية بالإصرار على خرق كل التوجيهات،وتجاوزها وعدم الالتزام بها .
ومع أهمية التعايش مع الفيروس الذي سيلتزم اتخاذ إجراءات خاصة حاولنا التحرر منها لن نتوقف عن طرح دوما سؤال سيبقى حاضرا كل لحظة : ،هل سنواصل الالتزام أم سنتهاون ؟
ومن يدري لا قدر الله وقبل إعلان الحكم صفارة نهاية المباراة التي مازالت تجرى في ملعب الحياة، هل سيفكر الضيف الثقيل الذي غادرنا إلى العودة زائرا من جديد
حينها سنرجع للمنفى الذي اعتقدنا أننا تخلصنا منه إلى غير رجعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت