الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف اساعد طفلي

عدوية السوالمة

2020 / 6 / 8
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


لعلنا في السنوات الأخيرة بات من العسير علينا اكتشاف ما يدور في ذهن أطفالنا وذلك بفعل تعرضهم الكثيف لتأثير تقنيات التواصل الحديث حتى اننا كثيرا ما نصادف آباء تائهون مرتبكون بخصوص كيفية التعامل المجدي مع سلوك أطفالهم الذي بدى انهم يائسين بشأنه
في حقيقة الامر ان الآباء يدخلون مرحلة الابوة ومعظمهم ليس لديه أي فكرة او استعداد مناسب لها الكل تراه مستعد لها بالاستعانة إما بخبراته وتجاربه السابقة مع والديه او مستعينا بالنقل عن تجارب من حوله في تربية الأبناء كالاصدقاء والجيران غير آبهين بالتجربة الفريدة لكل طفل ولد في هذه الحياة
حتى المساعدة العلمية المقدمة في الكتب بحاجة دائما لتعديل مهم لتتناسب وخصوصية كل طفل وكل حالة بالطبع هذا التعقيد يطرحه دائما تعقد الكائن البشري بحد ذاته وطرقه الفريدة في التعامل مع المثيرات المختلفة والمتغيرة من حوله
ما يميز التعامل مع الأطفال هو اللغة الفريدة الخاصة بكل طفل بحيث يتطلب منا ذلك اتقان هذه اللغات لانجاح تجربة التعامل معهم لذا لا يمكننا اعتماد أسلوب واحد حتى مع الطفل ذاته لا بد من التنويع الدائم معه لتفادي ضياع الدافعية والتي هي أساس العمل معه
ما لذي نحتاج معرفته لنتقن لغة أطفالنا ؟
لا يمكننا الاقتراب الصحي والجيد من أطفالنا ان لم يكن لدينا القدرة على التعامل الصحي مع ذاتنا لذا كان لا بد من إعطاء انفسنا كآباء فرصة الارتياح الداخلي والخارجي مع الشريك خاصة في البيئات التي تعتمد الاختيار التقليدي للشريك
الصراعات التي يحتويها داخلنا دائما بإمكانها ان تعيق قدرتنا على الانتباه الغير مشحون للاخرين من حولنا ومن ضمنهم بالطبع أطفالنا فلا يمكننا ان نقدم مساعدة او نقوم ببناء علاقة جيدة النوعية مع أطفالنا طالما ان داخلنا مشحون سلبا بالصراعات النفسية تملأ داخلنا

قبل البدء بمشروع الانجاب لا بد من حل اشكالياتنا مع الشريك سواء اكانت متعلقة بالقضايا الاقتصادية او بتوزيع المهام او بطرق اتخاذ القرارات او بالقضايا العاطفية وتلبية الاحتياجات حل كل ذلك يعطى الأولوية قبل الانجاب
لا يمكنك الخوض في تجربة شديدة كالوالدية والتي سوف تستنفز كل طاقتك النفسية والجسدية وانت مستنفز بالأساس في خوض صراعاتك العالقة مع نفسك ومع شريكك
بالتأكيد تلعب جلسات الاعداد النفسي قبل الزواج دورا مهما في تبصير المقدمين على هذه الخطوة في تجاوز الكثير من الصراعات بمنتهى البساطة والانسجام وهو ما يجعل شريكي العلاقة مؤهلين اكثر للتعامل بحكمة وروية مع إشكاليات بعد الزواج ساعين لتجاوزها وبذلك تكون الخطوة الأولى الممهدة لتحقيق شرط الوالدية الصحية
التبصر بالذات له أهمية كبرى في تكوين مفاهيم موضوعية عن المحيط الاجتماعي المحيط بنا فكلما حققنا وعي جيد حول ذواتنا كلما كان اسهل التعامل مع البيئة الخارجية هذا الوعي يمكنه ان يزودك بمفاتيح اتقان الضبط والسيطرة الذاتية والخارجية .
العمل مع الأطفال لا يمكنه ان يسير بشكل مرض بدون التعامل أولا مع الآباء في محاولة لضبط البيئة الخارجية المحيطة بالطفل فكيف يمكننا التقدم مع الطفل ان كان يملك بيئة عدوانية متوترة عندها سوف لن يحدث تقدم إلا في العيادة باعتبارها بيئة مضبوطة تسمح وتحفز ظهور السلوك المقبول و المرضي .
بالطبع البيئات المتوترة تشجع غالبا على ظهور السلوك الدفاعي بشكله الغير متوافق . الممارسات العدوانية تجاه الطفل بالطبع ستخدم ظهور السلوك العدواني لديه كسلوك دفاعي وحيد أمثل في التعامل مع الاخرين . اهمال الطفل عاطفيا بالتأكيد سيدمر لديه القدرة على الحنو والتعاطف تجاه ذاته وتجاه الآخرين , بالمثل الاهتمام المبالغ في تلبية رغباته ستحيله الى طفل قلق غير آمن بالنظر لاحساسه بأنه أمام راشد غير آمن يتركه يتعامل بانفراد مع المحيط .
اذا لابد من العمل على تأمين خلفية آمنة للطفل يتحرك بها من خلال ضبط سلوك الوالدين المحفز الأساس على ظهور أنواع السلوك الجيد والرديء لدى الأطفال
كثيرا ما يدخل لدي الآباء حانقين على سلوك أبنائهم الخالي من التهذيب والاحترام والانضباط ناعتين أبنائهم باللؤم والانانية والانحراف الأخلاقي لدرجة تشعرني للحظات بخوف مؤكد على الطفل من الراشد القائم بالرعاية
طفلك بالنهاية مجرد انعكاس لبيئته المحيطة وللأساليب التربوية المتبعة معه على الآباء أن يولوا هذه الحقيقة أهمية بالغة قبل محاولات إلقاء اللوم على الطفل
بالمحصلة العمل الأساس لمنح الطفل قدرة على تطوير سلوكه لابد ان يبدأ من الراشد القائم على رعايته لذا لابد من تقديم جلسات تعنى بالتطوير الذاتي للآباء إضافة الى تلك الجلسات التي تعنى بتطوير العلاقة بين الوالدين لجعلها اكثر راحة وانسجاما بشكل تمكن وتزيد من قدرتهم على تحمل ضغوط الوالدية ليكونوا اكثر قدرة على تلبية الاستجابة لمتطلبات التوافق والانسجام الوالدي .
لا يمكننا دخول عالم أبنائنا للمساعدة قبل الدخول الى عالمنا الداخلي لفهمه وحل صراعاته قبل أن يتحول جحيما نحرق فيه أطفالنا دون ان نستطيع مد يد المساعدة لهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان