الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد الضم ان حصل … ؟!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 6 / 25
القضية الفلسطينية


بدايةً علينا ان نوطن النفس على مواجهة الحقائق مهما كانت مرة وصادمة ، ولا وقت لتبادل التهم بالتخاذل ، والغدر والخيانة … !
تسير الايام مسرعةً غير مبالية ، وبلا توقف … الى موعد الضم الذي بات وشيكا ، وفي حكم اليقين بناءً على الضوء الاخضر الامريكي ، والتعهد الذي اطلقه البغل العنيد نتنياهو بتنفيذه مهما كانت الظروف ، وردات الفعل … ان وجدت ! في ظروف تبدو نموذجية بالنسبة للاسرائيليين ، فالكل مشغول هذه الايام في همه يداوي جروحه ! والقيادة الفلسطينية برأسيها لا تمتلك لحد الان رؤية واضحة ، ولا خطط مستقبلية لمواجهة هكذا حدث هو الاخطر في تاريخ الصراع المصيري الطويل الفلسطيني - الاسرائيلي .
فالحمساويون رغم حنبليتهم غير متحمسين للموضوع ، وكأنهم يشاهدون منظرا من بلاد اخرى لا دور لهم فيه … ! وعباس رئيس منظمة ( التحرير ) ، ودولة فلسطين ، والسلطة يفسر الواقع تفسيرا جديدا وغريباً … راطناً بلغة مجهولة تحول فيها الى غاندي فلسطيني ، ولكن باوداج منتفخة ! برفضه لاي شكل من اشكال المقاومة قائلا لا اريد عنفاً ، ولا ادري كيف له ان يحرر فلسطين من البحر الى النهر دون عنف او مقاومة ، والاسرائيليون لايعرفون غيرهما لغة ، ام ان هذا نابع من ايمانه بأن لا جدوى من وراء ذلك فهي … خربانة خربانة !
اما الشعب الفلسطيني الاعزل من كل سلاح فهو محبط وساخط ، يبدو كالاسير بين طغمة اللئام يقبع في الخطوط الخلفية مستسلما بانتظار الإشارة من القيادات الثوريه ليدفعوا به الى انتفاضة جديدة في وجه الآلة الاسرائيلية التدميرية التي لا ترحم … منقسماً رغما عنه بين معسكرين لكل واحد ايديولوجيته المناقضة تماماً للاخرى يغرسها ، ويغذيها في اتباعه لتكون قنبلة تدميرية موقوتة في المستقبل ان حصلت معجزة - ان يكن ثمة مجال للمعجزات - واجتمعوا في دولة واحدة .
قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ، لصحافيين أجانب وإسرائيليين «إذا أقدم نتنياهو على ضم إنش واحد من الأرض الفلسطينية سيعني ذلك القضاء على أي احتمال للسلام».
كثيراً ما تنبع تصريحات الدكتور عريقات - مع احترامي - من عاطفةٍ بنت ساعتها ، ومن غيظ مكبوت يلتهم صاحبه قبل غيره ، ولا يقدم ولا يؤخر ! فالمكر السئ نتنياهو سيضم اكثر من انش واحد ، يا سيد عريقات ! هذا في حكم المؤكد ان عاجلا او آجلا ، والسلام هو هو باقٍ ، ولا غبار عليه … فقد صرح نتنياهو وغيره اكثر من مرة بأن السلام لم يعد يشكل هاجساً بالنسبة لهم ، ولا يعنيهم في شئ ، ولم يعودوا يستجدونه كما كانوا يفعلون ايام زمان طارحين مبدء الارض مقابل السلام ، والعرب يرفضون كعادتهم .
كما صرح رئيس الكنيست ياريف لفين « سنمضي قُدماً بمخطط الضم خلال الأسابيع المقبلة » اذن فالتهديد بورقة السلام المحروقة لم تعد له اية قيمة مؤثرة على ارض الواقع ، فاسرائيل تفرضه بقوتها العسكرية ، وتتنعم به بالفعل ، ولا فضل لاحد عليها !
في النكبات السابقة على امتداد المأساة الفلسطينية بدءً من 48 الى 67 ، وغيرهما كان هناك على الاقل بصيص من امل بان حلم الدولة الفلسطينية المستقلة لا يزال فيه رمق من حياة ، ولم يدركه الموت بعد على الرغم من فداحة الخسائر … اما اليوم فالضم هذا سيُجهز تماما على ما تبقى من هذا الامل ، ويبدد دفء ذلك الحلم الذي كان يداعب مخيلة القيادة الثورية الفلسطينية ، ويشطب على حق العودة المثير للجدل ، ومن هنا تاتي خطورته !
ولم يبقى امام السلطة العجوز الا كفكفتْ الاحزان ولملمتْ الاوراق ، واخفاء الاسلحة حتى لا تقع بيد جيش الاحتلال ، او الجهاد وحماس ، وهو ما فعلته قبل ايام استعدادا لمغادرة المشهد بعد ان تركته على الحديدة مودعةً بلا دموع ! لتستلمه روح شابة ، او هكذا يفترض لتتحمل وزره واتعابه المقبلة لمرحلة ما بعد الضم ان حدث ، ام ان الرئيس محمود عباس اسوة باقرانه من الرؤساء العرب يبقى رئيسا حتى يوارى الثرى مصحوبا باللعنات ؟!
ومسك هذا الختام نقول … ان العالم لا يحترم المتكاسل والضعيف والفاشل ، والحق بلا قوة تحميه مهما كان بيناً فهو … ضائع ضائع !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط