الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل جندي منسية

باسل محمد عبد الكريم

2020 / 6 / 27
سيرة ذاتية


من حرب الثمانينات 1980 – 1988

(هذه الرسائل هي شهادة واقعية وتعبيرية مجتزأة من أوراق جندي مغمور في حرب مشتعلة طيلة أكثر من ثمان سنوات تتناوب فيها الهموم الذاتية والموضوعية، أنها شهادة لزمن مرير).
بقلم باسل محمد عبد الكريم.


(القسم الأول)

"مطر... مطر، أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟ بلا انتهاء – كالدم المراق، كالجياع، كالحب، كالأطفال، كالموتى – هو المطر!". السياب

(1)

...إنهم يبتكرون وسائل عديدة لتزويد طاحونة الموت بالوقود الإنساني الرخيص، يحيى الإنسان هنا، جميع عمره في لحظة لأنه يموت أيضاً في لحظة!
في الثكنات، نتجرع الذل حتى الثمالة، يسوموننا شتى اشكال المهانة، نشربها جميعاً مرعوبين مهزوزين، متناسين ملامحنا الأليفة، ووجوه أحبتنا، مرات عديدة أنسى ملامحك وأتخيل أني وحيداً، وأتصرف على ضوء وحدتي الموحشة، ماذا يفعل رجل وحيد يشرب ذله يومياً وينسى حتى اسمه أحياناً، تلك الأسماء التي لا نختارها... كيف يذل الإنسان، كيف يهان، كيف يحاصر، كيف يتم ابتزازه ومصادرته، كيف يتم إلغاءه وتحويله إلى عدة أصفار، كيف يتحول إلى لا شيء، كل ذلك يحدث على هذه الأرض الضيقة – الواسعة التي تسمى الوطن، ما هو شكل الرعب الذي يحيطنا إذاً، وكيف تكون وحشيته وهمجيته وصلافته؟ كيف يكون لنا، إذاً، الاحتفاظ بمعادلتنا متوازنةً، أهو الموت إذاً "إن كان هو الموت دوماً، فهو يأتي تالياً، الحرية دائماً، هي الأولى" يانيس ريتسوس – شاعر يوناني.


(2)

حديث الجنود الدائم هو الحرب، نستمع إلى هذا الحديث بلهفة مرعوبة، لهفة الاكتشاف ورعب الموت المجاني، هنا لا يمكن إلا أن (تعيش) هذه الأحاديث، ويبدو أن مجموعة المدفع المضاد للطائرات قد تكيفت مع نفسها ومع هذه الصحراء الملعونة، هنا تكتشف الآخر بسهولة، فإنه لا يملك إلا أن يقدم نفسه ليكسر حدة الرتابة المميتة التي تقيده إلى نفسه وإلى المكان. (شاكر) بحار سابق عرفته موانئ البحر الأسود وحانات دولة البلقان، في قسماته حدة وفي كلماته سخرية مرة، مما تلمسته أصابعه وشاهدته عيناه، يدعوك لأن تتعامل معه بجدية وحذر، خصوصاً وإن بدايات معرفته بالعالم في أزقة بغداد القديمة قادته لخيارات متعصبة وولاءات شوفينية ممجوجة.

(3)

كل شيء هنا غير متوقع بل ومحكوم بالصدف والمفاجئات، القصف المدفعي، الخوف ونسيان الأشياء الجميلة، يدفعنا إلى أن ننصهر ضمن دورة الحياة في ملجأ تحت الأرض تعبث فيه الجرذان والنمل القاسي، حيث تكتسب الأشياء خشونتها وفضاضتها، من خلال قسوة الواقع ويباسه وأحاديث العائدين من الموت نشم رائحة الحياة المصادرة دونما ثمن أو مبدأ. "أليس من حقنا أن نعيش الحياة أو نختار الهواء الذي نتنفس.." تلك بعض كلمات (محمد حسن) ذاك الفتى الغريب الطباع المتلهف لأن يعرف شيئا عن العالم منذ التقيته، شعرت أنه قريب مني عبر محاولاته المستمرة لأن يكتشف تلك العوالم التي أبحرنا فيها عبر أدواتنا المعرفية في أجواء تكاد تكون ملغومة ومتخمة بالرياء، أخيرا وجد نفسه محاولاً العبور وقد عبر. أنه رفيق الخنادق والمتاريس له رواية بعنوان (هبوط الملائكة) صدرت أواخر عام 2014 ويقيم في بلجيكا.

(4)

ها هي البصرة، مصبوغة باللون (الخاكي) شعراءها غابوا ونخيلها الأخضر الزاهي يعيش خيبته السوداء، ليس فيها من البصرة إلا الاسم، عندما يدخلها القطار صباحاً، تكون مسكونة بالفاجعة صفراء ورمادية، ما هذا الهلع الحربي الذي رسمته أيادي القتلة، وأي التبريرات يمكن أن تزرع القناعة، بل أي قناعة تكون في غياب كل القناعات، أنها سخرية سوداء، غير أن ضحكة التاريخ ستكون مجلجلةً حتماً!



(5)

"أمَّةٌ تقولُ في أسوءِ أوضاعٍ لها لا بأس، تموتُ فيها الشمس" شاعر مجهول.
الجميع نيام في عربة النقل العسكرية، وأنا أتأبط خوذتي المعدنية، لا ندري ما سيحدث، فنحن ذاهبون إلى سربيل زهاب الإيرانية...
مع كثرة التوقعات وكثرة الهواجس التي تصاحبنا عند سماع كل خبر يتناقله الجنود الخائبون الذين يتوقعون الموت عند كل كيلومتر بل عند كل متر تخطوه أقدامهم، بعضهم يفكر بالهرب والآخر مدعياً ضرورة الدفاع عن النفس والوطن، وبعضهم استسلم لواقع ليس له في يد، هنا، تكون حالة من الاستذكار المر للأحبة والأصدقاء، للأهل بكل مرارتهم وإزعاجهم، والحديث يدور عن أي جبال ووديان تلك التي سيزرعونا فيها!
وها نحن بعمق يتراوح بين 10 إلى 20 كيلومتر في الأراضي الإيرانية، فجأة تغيب كل التوقعات وتظهر حقيقة الأمور، ملساء غبية كموت أرعن لنملة في صحراء، هكذا وجدنا أنفسنا حسب وعينا للمكان وطبيعة المهمة العرجاء، كلاً يحبس هواجسه ويمنعها من أن تعلن عن نفسها كخوف ملموس يسري في قلب يفور بحرارة الحياة.
هذه المنطقة إيرانية وذلك يعني عدة أشياء، حيث نربض على قمة جبل يرتفع 600 متر عن سطح البحر من سلسلة جبال (تك) الإيرانية، تحوطنا عدة جبال، أحدها يسمى (السلمانات) بارتفاع 920 متر عن سطح البحر، وهو إيراني، والآخر يدعى جبل (پمو) وهو عراقي حيث يقع كلاهما إلى شمال المنطقة التي نعسكر فيها وهما متلاصقين، أما في الغرب فتقع مجموعة من الوديان الإيرانية المحتلة وإلى الجنوب حوض سربيل زهاب بكل رعبه، أما شرقاً أي في مواجهتنا تماماً فسلسلةً من جبال عالية تحتها مجموعة من التلال ثم الوادي الكبير، الوادي هو المنطقة الحرام بيننا وبينهم، الأرض صخرية جرداء ترعى فيها العقارب والأفاعي والذباب القاسي، غير أن مشكلتنا الرئيسية بعد (الحياة) هي (الماء) فالماء هنا عملة نادرة، بعضهم يجلبه بواسطة البغال والآخرون يصبحون (بغالاً) لكي يستطيعوا الحصول على الماء في أحيان أخرى ومنهم أنا.
علاقتنا ببعضنا لم تأخذ مسارها الطبيعي، الأكل قليل وغالباً ما نقنع بوجبة واحدة، والليل هنا مرعب، فهو يحمل كل توقعات الحرب من تسلل أو إنزال أو قصف مدفعي مفاجئ، في الليل يبرد الهواء نوعاً ما، وليلة البارحة كانت عصيبة، فقد حاولوا الالتفاف علينا من فتحتين جبليتين، كانت هناك حالة من الرعب الذي أفقدنا توازننا، هل أن موتنا سيغير شيئاً، لم ننم حتى الفجر وأسلحتنا الخفيفة مترقبة "لابد وإن أحدهم افترى الأكاذيب على (ك) لأنه دون ان يرتكب أي خطأ قبض عليه في صبيحة يوم مشمس" من رواية المحاكمة لكافكا. كم (ك) كتب عليه أن يعيش حياته مقبوضاً عليه في أماكن منسية من هذا الوطن العزيز علينا!




(6)

كان صوتك واهناً مرةً، مرتعشاً مرة أخرى، قوياً مفعماً بالأمل الحار في أخرى، لكن صوتك يأبى أن ينساني كجرحٍ غائر في القلب، أتتذكرين ارتعاشات الصوت عندما كانت أصابعنا لا تلتقي إلا حذرة متوجسةً منتظرةً موعدها البهي وحزنها الذي يراودها كالحنين إلى الطفولة. هل رأيتِ مرةً عربة لغجر راحلون؟ إذا تصورتِ ذلك المشهد فهو عربتنا العسكرية بمظلتها المكشوفة لثلاثة جهات وطاقمها المكون من ستة جنود وسائق مخمور أرعن، نحن هنا نقيس الأشياء بمدى ما توفره لنا من سبل للأمان والعيش أي المقياس المادي الاستهلاكي، استهلاكية العيش والأمان، معنا ماؤنا، وصموننا اليابس وبقايا روائح الأمس.
لم أكتب عن زهور النرجس البيضاء والبنفسجية تلك التي تنتشر بوفرة غريبة على سفوح الجبال هنا وذلك لأني لم اتخلص من الكوابيس التي لازمتني كالظل، كوابيس لا تهدأ، أن الطبيعة هنا يتزاوج فيها موسمي الخريف والربيع في أشكال وصور رائعة ومحزنة!

(7)

بعضهم يلعب الشطرنج والبعض الآخر يسرح في أوهام الانسحاب والعودة إلى خطوط الأمان..

الشمس تتكسر أشعتها بين قمم الجبال، فجبل (السلمانات) يحجبها عنا مبكراً فلا نستطيع أن نشهد لحظات الغروب الجميلة.
ابتدأنا اليوم عملية تخفيض كمية العتاد المخزون لدينا حتى تسهل علينا الحركة عند الضرورة، وبالطبع تحولنا إلى أشباه البغال، فصندوق العتاد يزن 36 كغم محمولاً على الظهر ونازلين به من ارتفاع قمة جبل (تك تك) حوالي 600 متر فوق سطح البحر إلى إحدى منعطفاته حتى تحمله العربات العسكرية، كانت العملية في البداية صعبة بالنسبة لي إلا أنها أصبحت عادية أخيراً حتى ظننت مع نفسي أنني أستطيع العمل كحمال مع حمالي (الشورجة) إذا ضاقت بي الأمور يوماً.
تذكرتُ أمي، فدمعت عيناي، أن أمي تقبلني عادةً من رقبتي، وتشمني شماً (أُموُياً) حين تودعني وكأنها تودعني لآخر مرة!

(8)

اليوم ومنذ الصباح الباكر كنا مشغولين بإنزال العتاد من الجبل، حيث بلغ مجموع ما أنزلناه خلال يوم ونصف مئة صندوق زنة الواحد منه 36 كغم وأربعة جنود فقط كانوا يقومون بالعمل وأنا منهم طبعاً، أنجزنا هذا العمل المرهق جداً وحررنا المدافع من مواضعها، ضمن هذا الخضم تساءلت: ما هو السر وراء اصرارنا على أن نعيش حياتنا دافقةً ومترعةً بالاخضرار رغم كل شيء؟ ابتسمت مع نفسي وتذكرت أشياء طريفة بيننا.
يبدو أننا سننسحب قريباً، ولكنني لا أصدق مجيء هذا اليوم، فالأيام هنا ثقيلة كالرصاص، مع كل المرار التي نلوكها ونحاول أن نتناساها في دوامة الجوع والعطش والخوف والتعب اليومية.
وها نحن نحزم حاجياتنا على استعداد للانسحاب، الجميع ينتظرون ذلك، الغروب يبدو ثقيلاً، أشعرني بوحدانيتي البائسة، الساعات هنا بطيئةٌ جداً والأيام كالسنين العجاف...

(9)

الغيوم المبكرة تزرع كبد السماء، فتحجب شمس الصباح الساخنة، أن حرارتها هنا ولارتفاع المكان النسبي تجعلنا نتمنى أن تكون الغيوم دائمة، أي جمال مدهش ذاك الذي يتجلى بالطبيعة عندما تجود به، فيجعلنا متسمرين أمامه عاجزين عن وصفه، أن الظل التي تعكسه الغيوم لانحجاب الشمس يظهر هذا التجسيد البالغ لتعرجات وانحناءات الجبال، فجبل (بمو) يبدو الآن وكأن أصابع نحات طويل الصبر قد عملت به ما عملت من أفانين النحت الرهيبة، حتى أن احد الجنود قال: أنظروا إلى هذه الصفحة من الجبل كأنها باب كبيرة رهيبة، إن من يفتحها يظهر له عملاق رهيب يقول له "شبيك لبيك"، ومن فرط الدهشة تقول له – حاول أيها العملاق أن تنهي هذه الحرب الملعونة، فيضحك العملاق بقوةٍ ثم تتساقط الحجارة حواليه، قائلا – لو أنني أستطيع ايقافها لما اختبأت في هذا الدهليز الجبلي المعتم طيلة هذا الزمن!

(10)

عشنا ساعات عصيبة قبيل الانسحاب حتى إننا لم نعد نطيق بعضنا، ووصلت بنا الأمور حد التضارب فيما بيننا، عدا تبادل العبارات الكلامية الخشنة والحادة، السب والشتم أخذ صفة العلانية التي لا يمكن توقعها، وها نحن كغجر تعساء نجرجر أذيالنا وجراحنا، والذين ذهبوا منا هدراً لقاء العنتريات الفقاعية، كل ذلك نحمله معنا كتاريخ مظلم محزن فيه كل شيء مقرف، وأغلبهم يجتر هذه اللوعة، إلا إنهم يعيشون همومهم مثلما نخلات حائرةً زرعت على قمة جبل غبي!
..سمعت فيروز اليوم صباحاً فتفتحت أساريري وودت لو أرقص!

(11)

ابتدأ انسحابنا عند الرابعة صباحاً إلى داخل الحدود العراقية، عند فتحة (بسي) وهي مكان مرتفع ومقفر.
أنها الآن الثالثة ظهراً وجوع رهيب يعصف بي حيث أن (القصعة) لاتصلنا إلا في حدود الرابعة أو الرابعة عصراً في أحسن الأحوال، هنا لا يمكن أن تكون شيئاً آخر فالجميع يعيشون نفس الحالة، العزلة الموجعة عن أهلهم وأطفالهم ومدنهم المهجورة إلا من الغرباء، حتى لعبة الشطرنج أو الدومينو وكذلك قراءة كتاب أو صحيفة لا ينفع في تبديد هذه العزلة حتى الراديو فهو سيء من جميع جوانبه.
هذا هو اليوم الثالث لرجوعنا داخل الحدود العراقية، إن موقعنا الآن يشكل خطاً أمامياً يقع ضمن مدى المدفعية الإيرانية و(الله يستر!).

(12)

الساعات تصبح لزجة طويلة قاتلة بانتظار الاجازة الدورية، حيث التوصيات وأرقام التلفونات قد أعدت لغرض توصيلها للأهل (نحن بخير مكاننا آمن يقع بين خانقين ودربنت خان سنزوركم الأسبوع القادم وفي بدايته) كانوا قد أعدوا أنفسهم وبالأخص المتزوجين منهم، فالاستحمام وحلاقة الذقن وغسل البسطال وصبغه ثم غسل البدلة العسكرية والعناية البالغة بالوجه وتهيئة الروح لملاقاة الروح، تلك هي اللحظات التي تسبق يوم الاجازة، كلها لهفة وشوق وحنين الأحبة، كلها انتظار...

(13)

تتهيئين للعمل، ممتلئة بالأمل مع بزوغ شمس الصباح، وأنا أعد حطباً رطباً على قمة جبل لوحدي وأهيئ شاياً ساخناً لجنود (الحظيرة).
ها إن تبدئين بالخروج، فموعد السيارة قد حان، لا أدري بماذا تفكرين الآن في هذه اللحظة، لحظة خروجك من البيت.
الهاجس الديني، يراودني، ربما لأنني أعيش الخوف كإحساس ملموس، ولكن هل هو شعور مؤقت تفرزه الأمكنة والعلاقات الاجتماعية والضغط النفسي، أم أنه التأرجح.. ربما ولكن الهاجس الديني يرعبني!
(14)

أحلم بأشياء جميلة لأن ما يحيطني غير جميل، فالحلم هنا معناه قيمة تعويضية عن شحة الواقع ويباسه.. وهناك في أحيان عديدة حينما تكون وطأة الوحدة ومشاعر الغربة حادة وكثيفة، نحتاج إلى بعض الناس، حاجتنا للأكل أو الشرب، لأنهم يصبحون نسغاً صاعداً للروح مانحاً لها بعض رواءها، أنها قسوة الأمكنة البعيدة، أمكنة النفي الالزامي...
سكون شامل، ليس غير القبّرات وطيور السنونو، وهي تبحث لها عن أعشاش، أنه الشتاء، يا عيني!
لماذا يكتب الانسان عن الخوف؟ هل لتبديده أم لتأكيده؟
ما أروع ألا نخاف (يا بعيد الدار عني ومن قلبي قريباً) أنها اجتياحات الحزن التي يبثها ذاك الصوت المفعم بالخلود، صوت السيدة أم كلثوم.

(15)

ابتدأت هجرة السنونو، وها أن مجامعها أخذت تبحث عن أعشاش لها في سفوح الجبال وعند جوانب الوديان، إنه طائرة مسكون بالهجرة، وديع، يبني أعشاشه بهندسة متميزة مستعملاً لها الطين والقش، فيه ملامح إنسانية، حتى أن الناس البسطاء في قرى الجنوب يسمونها (العلوية)!
(16)

ملاجئ.. ملاجئ، ملاجئ.. إعادة حفر ملاجئ، أحجار، أتربة، جهد غير انساني، تعرق باستمرار، ملابس ملتصقة بالأجساد، يمتزج العرق بالأتربة فيصبح طيناً، علاقات تافهة، أحقاد ومؤامرات صغيرة، ضحكات متفرقة وعبارات منافقة، تناقضات تفرزها عزلة المكان وتكرار الأحاديث واستهلاكها.
تفوح من جسدي روائح متعددة في نتانتها وعدم تحملها، خصوصاً وانني لم اغتسل طيلة الأسبوع الفائت.
وعندما أصبح الجندي المكلف الاحتياط (...) موضوعاً للعقاب، وجد نفسه محاطاً بالأسئلة والالحاح على تفسير موقفه ثم التلويح بأشد العقوبات، وبين الجر والعر وجد نفسه في أسوأ المنازل، فلم يستطع أن يجيب على الأسئلة ولا أن يعترض على صيغ الاستهانة المريرة التي قذفوه بها، تصور نفسه وقد تحول إلى (حشرة) في ذلك المساء وحيداً معزولاً مخذولاً، بدون عوالمه الأثيرة إلى قلبه...

هناك تكملة للقسم الأول...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران