الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط

مصطفى الهود

2020 / 6 / 27
الصحافة والاعلام


(سقوط)
قبل أي سقوط أو انهيار لمنظمة حكم إن كانت على مستوى دولة بأكملها أو قومية أو مذهبية لطائفة ما يوجد قبلها سقوط وانهيار غير معلن ألا وهو سقوط الأفراد ويلي سقوط المجتمع، والأفراد المتمثلين بالشعب أو القبيلة وايضا يشمل رأس الحكم مثل رئيس الدولة أو المسؤول عن مقاليد الزعامة، فقيل قبل ما يزيد على خمسمئة سنة أو أكثر أو أقل بقليل وقف عبدالله الصغير باكيا لضياع الأندلس فقالت له أمه ابكِ كالنساء على ملكًا لم تحافظ عليه كالرجال، وهنا أصبح البكاء هو أكثر ما يمكن أن يفعلوه الخاسر، وحين تبحث عن أسباب السقوط حاليا أو قديما لأي دولة ما تجد ثمة سقوط حدث قبل فترة ليست بالقصيرة وقد تكون بعيدة المدى لكنها لم تكن معلنة أو ظاهرة للعيان بشكل كبير وبالفعل كانت تجربة العراق خير مثال على كلامي وعندما دخلت القوات الأمريكية إلى العراق كانت المنظومة العسكرية لجيش العراقية منهارة بشكل كامل ولا أحد يعرف بهذا الأمر إلا القليل، وحين ننظر على أسباب السقوط الموجود بيننا بالتأكيد سوف نجد عددا من ااملاحظات اامفيدة أن نقرأها بصوت مسموع وأنا أعتبر أولها إن أغلب القادة قبل الشعوب يعيشون في غيبوبة مزمنة، اسمها العيش في ذكريات الماضي وأول هذه الأوهام والتي دائما نذكرها إننا أول من اخترعنا العجلة واليوم نحن عاجزون عن شراء العجلة من الأسواق المحلية وبالفعل عشش أمجاد وانجازات الذين من قبلنا حتى أصبحنا عاجزين من كتابة أسمائنا بخط واضح وأصبح حاضرنا مؤلما ولا أي نجاح يذكر ويسجل باسم العراق إلا مرة واحد فزنا بكرة القدم، وسبب آخر أوهام أخر اعتقادنا إننا مسلمون وإن الله لا يخذل المسلمين ويمكن الكفار منهم وحتى عدالة الأرض وناموسه في الأرض لم نفهمه لم نفهم إن الله ينصر الدولة الكافرة إذا كانت عادلة ويخذل الدولة المسلمة إذا كانت ظالمة وبالفعل نحن أكثر واكبر بقاع الأرض يوجد فيها ظلم، وأنا أشبّه الحياة مثل مباراة الملاكمة يقف الخصمان على مسافة قريبة من الآخر ولا مناص من المواجهة فإن لم تبدأ أنت بدأ هو فلابد من العمل المستمر وعدم الالتفات إلى أي محاولة تحاول أن تهبط من معنوياتك، والمانيا دليل حي موجود وبعد أن خسرت الحرب العالمية الثانية ولم تندب هتلر أو حاولت أن تطارد أبناء حزبه أو عائلته بل توجهت نحو البناء بكل ما أوتيت من قوة حتى عاد أفضل من ذي قبل، أما الشطر الآخر من الإضافة هو المواطن نفسه اليوم ما حدث في العراق بعد الاحتلال الأمريكي رافقه سقوط المنظمة أو قوانين الأخلاق التي توارثناها من آبائنا وأهلنا لم يشهد العراق طيلة فترة مكوثه وتعرضه الى أكثر من ثلاثة وعشرين احتلال على مر القرون سقوط أخلاقي لشعبه مثل الذي يحدث الآن، أصبح المواطن العراقي انسانا بدائيا وكان الاحتلال أرجع العراق الى العصر الحجري الأول حين اختفت كل معالم الإنسانية بالمجتمع وأصبحت المادة أي المال والمنفعة الشخصية والمذهبية والقبلية هي سيدة الموقف واختفت كلمة العراق العظيم ليحل محاله أناس فاشلون لا يصلحون للعيش سوى داخل سور كونكريتي ضيق، وماذا بعد كل هذا السقوط أيوجد أمل أن يعود المواطن كما كان أو أن يعود العراق مثل ذي قبل أشك بذلك وأنا أعتبر هذه هي الضربة القاضية التي قضت على العراق، عراق الأمس والتاريخ ولن يعود كما كان إلا بقدرة قادر لا بقدرة إنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل